قتل 178 سوريًا بعد ارتفاع وتيرة العنف الذي يضرب مختلف المناطق والمحافظات السورية أمس الاثنين، منهم 141 مدنياً سقطوا بنيران القوات النظامية، وفي الأثناء، أكد نشطاء معارضون أن الحرائق التي التهمت السوق القديمة التاريخية في مدينة حلب امتدت إلى مناطق أخرى بالبلدة القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي، في إطار المعارك الضارية بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية للسيطرة على العاصمة الاقتصادية للبلاد. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية بأن 32 شخصاً بينهم 8 أطفال وعدة نساء، لقوا حتفهم أمس، ب10 غارات شنتها طائرة حربية ومروحية على بلدة سلقين بمحافظة إدلب، دعماً للقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين قوات المعارضة في ساعات الصباح الأولى أمس، وذكر أن 3 سيارات اسعاف تركية وصلت إلى معبر باب الهوا الحدودي على بعد 5 كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين إلى داخل الأراضي التركية.
ولقي 39 شخصاً حتفهم في دمشق وريفها بينهم سيدة، بينما قتل 33 آخرين في حلب. وفي درعا، قتل 19 مدنياً ومجند منشق، بينما سقط قتيلان في كل من حماة وحمص واللاذقية.
وبالتوازي، ذكر المرصد أن مزارع زملكا وعين ترما بريف دمشق تعرضت أيضاً للقصف من قبل القوات النظامية، حيث دوت أصوات الأسلحة الثقيلة، وذلك بعد يوم شهد اشتباكات مع المقاتلين المعارضين تكبدت خلالها القوات النظامية “خسائر فادحة”، بحسب المرصد.
بالمقابل، أفيد بمقتل 18 جنديا نظاميا سوريا على الأقل وجرح أكثر من 30 آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وشهدت منطقة الحولة وبلدة طلف بريف حمص قصف عنيف من قبل القوات النظامية التي اقتحمت بلدة السمعليل الريفية. في حين قصفت القوات النظامية بلدة طفس في درعا موقعة قتلى وجرحى.
ووفقاً لما نقله المرصد عن ناشط ومصدر طبي، فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل وجود جرحى بحالة خطيرة.
وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد أفادت بسقوط 21 قتيلاً إثر القصف الجوي على البلدة، مشيراً إلى أن الأطفال الضحايا الثمانية دون سن ال18، مبيناً أن عدداً من الجثث ما زالت تحت الأنقاض.
وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع يوتيوب الإلكتروني، يظهر رجلاً يبكي وينتحب أمام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة، كما عرض شريط آخر جثث 3 أطفال مضرجين بالدماء وممددة على قطعة قماش بيضاء في غرفة.
من جهته نقل التلفزيون الرسمي السوري أن “الجهات المختصة تدمر عدداً من السيارات المزودة برشاشات دوشكا وتقضي على مجموعة إرهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في بلدة سلقين بريف إدلب”.
وفي حلب، حيث تدور معارك طاحنة منذ ظهر الخميس الماضي للسيطرة على المدينة الاستراتيجية، دارت اشتباكات عنيفة في الأسواق القديمة بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل أحد أقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه.
وفي وقت لاحق، أكد نشطاء معارضة أن حرائق السوق التاريخي امتدت إلى مناطق أخرى بالبلدة القديمة ومع سيطرة القوات الحكومية على القلعة الكبيرة التي ترجع للعصور الوسطى في قلب البلدة القديمة، بدا مؤكداً أن القتال سيدمر المزيد من الكنوز الثقافية بالمدينة.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن 90 مدرسة أغلقت أبوابها حرصا على سلامة الطلاب، بسبب الاشتباكات المتواصلة، في منطقة تل أبيض السورية الحدودية.