السيطرة على مؤسسات الدولة والطرق الرئيسية أول الأهداف استدعاء الفنيين للتواصل معهم لإدارات الشركات والمحطات كشفت الأحداث الأخيرة التى مرت بها البلاد الوجه القبيح لجماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن أصدرت تعليماتها بصورة معلنة لخلاياها داخل مصر لاستخدام العنف واستغلال الشباب لنشر الفوضى. ورغم أن الجماعة اعتادت توجيه خلاياها بصورة سرية، إلا أن تلك المرة كانت التعليمات مكشوفة، وذلك بهدف إرباك المشهد لدى النظام المصرى وإعادة تواجدهم بالشارع من جديد. وفى تعليمات الجماعة على المجموعات الخاصة بهم، أطلق الإخوان فيديو مصورًا لأهم المؤسسات والهيئات الرسمية، وعناوينها بالتفصيل على مستوى الجمهورية، وطلبوا من الشباب استهداف تلك الأماكن، فى حال وجود عدد كبير للمتظاهرين. وأضاف قيادات الجماعة فى تعليماتها أن يستغل الشباب انشغال قوات الأمن مع المتظاهرين ويتوجهون للأماكن المذكورة فى الفيديو ويعملون على فرض السيطرة عليها. وقالت قيادة الجماعة، إن الأماكن المستهدفة هى الوزارات وهيئات البريد ومحطات الكهرباء والمياه والاتصالات، وكذلك القصور الرئاسية ومبنى مجلس النواب ومبانى المحافظات، ووحدات المرور والسجل المدنى، والسيطرة على السجون والأقسام.
كما أوصت الجماعة باستهداف الطرق العامة، وأهمها طريق العلمين ووادى النطرون ومصر إسكندرية الصحراوى وإسماعيلية الصحراوى والساحل، وذلك لإحكام السيطرة على مفاصل الدولة، ومن ثم عودة الجماعة من جديد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وضعت الجماعة الإرهابية خطة للتعامل مع القوات الأمنية، مستشهدة بما حدث فى تركيا ودول أخرى. وأوصت قيادات الجماعة فى تعليماتها للخلايا التابعة لها، إعاقة القوات الأمنية، من خلال رصد عناوين وأماكن تحرك القوات العسكرية ومحاصراتها كما حدث فى تركيا، وغلق الطرق أمام المركبات، من خلال تفريغ هواء المركبات ووضعها أمام الطرق لغلقها، وضمان عدم وصول قوات الأمن كما حدث فى فنزويلا. وطلبت قيادات الجماعة من المهندسين والمتخصصين فى مجال الكهرباء والمياه التواصل معهم لعمل فريق لإدارة الهيئات التى سيتم السيطرة عليها، لضمان تشغيلها وعدم توقف الخدمات. كما دعت الشباب إلى التركيز على نشر الإحباط بين صفوف المصريين، لاستمرار حالة الاحتقان مايضمن استمرار موجات الفوضى حتى تحقيق الفوضى الكاملة. وفى تصريحات ل«الصباح»، قال ياسر فراويلة الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أن ما يفعله الإخوان من وضع خطط تحرك، وتوجيه التعليمات للشباب، إنما هدفه إرباك القوات الأمنية وتشتيت انتبهاها، واستغلال حالة الاحتقان التى يشعر بها البعض نتيجة للأزمات الاقتصادية وتوجيههم لتحركات خاطئة تضعهم رهن المساءلة القانونية مما يزيد الفجوة مستغلين انعدام الخبرة لديهم لخدمة أهدافهم واستغلالهم وقودًا لإشعال الفوضى. أضاف فراويلة أن تلك المخططات من إنتاج أجهزة مخابرات، فهى التى توجه قيادات تلك الجماعة، حول كيفية إحداث الفوضى وإشعال المدن. وأشار إلى أن الجماعة الإرهابية كانت تبحث عن نقطة ضعف للنظام الحالى ولكنها لم تجد، لذلك اعتبرت ماجاء على لسان محمد على قبلة نجاة تضمن عودتهم ولخلخلة مفاصل النظام، وفى حالة عدم تحقيق هذا الهدف، يتم على الاقل خلق فرصة للتفاوض والعودة للمشهد.