بعد أيام قليلة ينطلق العام الدراسى الجديد فى مدارس محافظات مصر وسط زحام وتكدس مرور بسبب ذهاب الطلاب وأولياء الأمور للمدارس ويتجمهر أولياء الأمور كالعادة أمام المدارس بغرض محاولة دخول المدرسة لحجز الصفوف الأولى لأبنائهم، ويقفز عدد من الطلاب وكذلك أولياء الأمور من أعلى سور المدرسة، ويتكرر هذا المشهد فى بداية العام الدراسى الجديد من كل عام حيث يتسابق أولياء الأمور فى حجز المقاعد الأولى لأبنائهم ويتكدسون أمام بوابات المدارس ويفترشون الأرصفة ويتسلقون الأسوار منذ الساعة السادسة صباحًا ويجهزون أنفسهم ليقضون يومًا كاملًا مع أبنائهم مدعين أن بهذه الطريقة يوفرون لأطفالهم أكبر قدر من الأمان والراحة، فى حين استياء مديرى المدارس من هذه العادات السيئة التى تعمل على عدم وجود نظام وفوضى عارمة أمام المدارس وكذلك بداخلها. فى البداية تقول زينب أحمد، ربة منزل، لدى ثلاثة أبناء فى مدرسة طه حسين بالمنوفية منهم فى المرحلة الأولى لرياض الأطفال والثانية ستكون بالصف الأول الابتدائى والثالثة فى الصف الخامس الابتدائى واتعودت أن أقوم بتحضير نفسى كل عام من الساعة الخامسة صباحًا أنا وأصدقائى بالجلوس أمام المدرسة حتى تفتح أبوابها لكى أقوم بحجز المقاعد الأولى لأبنائى معللة أن الأطفال يكونون أكثر انتباهًا فى المقاعد الأولى، وكذلك أظل أنا وأصدقائى طوال الأسبوع مع أطفالنا حتى لا يقوم الأخصائيون بتغيير مقاعدهم بعد أن نغادر. فيما قالت أسماء فوزى، نحضر أبناءنا كل يوم وبعد أن نطمئن على دخولهم وحجزهم المقاعد الأولى أقوم أنا وأصدقائى بعد ذلك بإحضار متطلبات البيت وتنظيفها وإعدادها ونحن جالسين أمام المدرسة. وتقول عواطف مصطفى، فى مدرسة الشهيد عبدالرحمن سمرة، تعودت منذ خمس سنوات أن أذهب مع أبنائى حتى أتمكن من حجز مقعد بالصفوف الأمامية ودفع المصروفات وتسلم الكتب وبحجز المقعد الأمامى حتى يكون أكثر تركيزًا مع المعلم، معبرة أن هذا واجبها تجاه الابن حيث إنها توفر له الراحة وهو لسه صغير فى سنة أولى. ومن جانبها قالت الدكتورة عفاف أحمد، إنها تقوم بالذهاب مع ابنتيها فى مدرسة الصالحين بشبرا الخيمة خوفًا عليهم من أن يلحق بهما أى ضرر عند تزاحم وتدافع الطلبة عند صعودهم السلالم، وأخاف أن يقعوا ولازم أطمئن عليهم حتى أحجز لهم مكانًا فى الفصل واختار أصحابهم حتى يحبون المدرسة ويتعودون عليها فكل عام يختلف عن الآخر. «فرحة أولادى بالدنيا» هكذا قالت سارة شريف عن إصرارها على اصطحاب أولادها إلى المدرسة فى أول يوم دراسة، بينما أوضحت ولاء القاضى أحد أولياء الأمور أن تزاحم أولياء الأمور أمام المدارس كل عام يعيق حركة مرور السيارات وكذلك المواطنين من أمام المدرسة، وكذلك يتسبب فى حدوث مشاجرات كثيرة بينهم وبين إدارة المدرسة مما يعمل على ذعر التلاميذ، فيجب على جميع أولياء الأمور أن يتركوا أبناءهم فور دخولهم المدرسة ويعاودن أخذهم فى موعد المغادرة وعدم الانتظار أمام المدرسة أو التسابق لحجز المقاعد الأولى. من ناحية أخرى يشتكى مديرو المدارس من وجود أولياء الأمور أمام أبوابها معللين أن هذا يعمل على حدوث فوضى فقالت سلوى النويشى مديرة مدرسة دار التربية: نعانى كل عام من تجمهر وازدخام أولياء الأمور أمام المدارس واقتحامهم البوابات المدرسة والقفز على أسوارها لحجز المقاعد الأولى، فكل هذه الأمور تعمل على حدوث خلافات ومشاجرات سواء بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور وكذلك بين أولياء الأمور بعضهم البعض لتسارعهم فى حجز المقاعد الأولى، ونحن كإدارة مدرسة نقوم ننظم التلاميذ على المقاعد حسب الطول فالتلميذ ذو القامة القصيرة أو ضعيف النظر من حقهم الجلوس فى المقاعد الأمامية حتى يستطيعوا التواصل مع المعلم أثناء الشرح.