احتفت بوابة الأزهر الإلكترونية بذكرى الهجرة النبوية، من خلال عمل بانر خاص بعنوان "دروس من الهجرة" اوردت فيه كل الدروس التى علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إياها في حياته. وذكرت مشيخة الأزهر، في عرضها للدروس النبوية من الهجرة، نبذات عن كل درس، فقال في حب الوطن "ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أروع الأمثلة في حب الوطن، والأدلة كانت واضحة على حب النبي صلى الله عليه وسلم الشديد لبلده ووطنه مكة، كما تدلُّ علَى شدةِ حزنِه لمفارقته له، إِلا أَنه اضطُرَ لذلك، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ: "أَمَا وَاللَّهِ، لَأَخْرُجُ مِنْكِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُها عَلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ". مسند أبي يعلي".
وذكرت في فضيلة التضحية: " إذا تأملنا هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فسنجد أن كلها تضحيات كبيرة من أجل الله عز وجل بداية من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم ووصفهم الله عز وجل بالصدق، وانتهاءً بموقف الأنصار الذين استقبلوهم وضحَّوا بكل ما يملكون في مواساتهم ونصرتهم".
وذكرت في درس الصداقة: " تتجلى لنا الصداقة الحقة في أوضح صورها في الصديق رضي الله عنه ومواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم سواء في الهجرة أو غيرها، حتى أنه هو الذي طلب الصحبة من النبي صلى الله عليه وسلم فقال الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثم بكى لما وافق النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "فَوَاَللَّهِ مَا شَعُرْتُ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي يَوْمئِذٍ".
أما في في فضيلة الأمانة فأوردت: "تبرز قيمة الأمانة في الهجرة المباركة؛ حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتأدية الأمانات التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهلها حتى وإن عادوه وأخرجوه؛ حيث قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ". سنن الترمذي، وليست الأمانة مقصورة على ذلك فقط فالهجرة في مجملها كانت تأدية لأمانة الدعوة ونشر الدين وغير ذلك من الأمانات الواجبة".
وفي صفة الصدق قالت: " أوضحت لنا الهجرة قيمة الصدق في أكثر من موقف حيث ضرب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أروعَ الأمثلة في الصدق؛ فكانوا صادقين في التضحية بكل شيء في سبيل الله عز وجل".
وفي صفة الشجاعة، ذكرت: " أبرزت لنا الهجرة المباركة العديد من المواقف التي تعبر عن الشجاعة من ذلك موقف الإمام علي رضي الله عنه لمَّا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "نم على فراشي وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام".
أما في التخطيط : " أوضحت لنا الهجرة المباركة ضرورة التخطيط الجيد للأمور كلها مع الاستعانة بالتوكل على الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم خطط للأمر جيدًا؛ حيث تم اختيار الصديق وتجهيز الراحلة والمرشد الماهر الأمين، إضافة إلى توزيع الأدوار الجيد في عملية الهجرة كلها، واستكمل ذلك كله بحسن التوكل على الله عز وجل".
وفي صفة فضيلة الأمل: " أوضحت لنا الهجرة المباركة قيمة الأمل وعدم اليأس في أكثر من موقف للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ومع الاضطهاد والتعذيب لم يثنهم شيء عن دين الله عز وجل؛ حيث كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ يَعْرِضُ نَفْسَهُ على القبائل فيقول: «أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلْنِي إِلَى قَوْمِهِ؟ فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي»، فرفضت كل القبائل ولم يستجب إلا الأنصار فكانت بيعة العقبة الأولى والثانية ثم الهجرة المباركة".
وفي الشهامة قالت: "الشهامة" من القيم المهمة عند العرب قبل الإسلام وبعده؛ حيث أبرزت لنا حوادث الهجرة شهامة عثمان بن أبي طلحة رضي الله عنه قبل إسلامه مع السيدة أم سلمة رضي الله عنها".
أما في المواطنة قالت: " من أبرز القيم التي أكدتها الهجرة المباركة هي المواطنة والتعايش السلمي؛ حيث قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وبها العديد من الطوائف، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم وثيقة المدينة لترسيخ مبدأ المواطنة والتعايش السلمي".
وفي فضيلة الإيثار: " ضرب لنا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في الإيثار؛ لمَّا آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار قَالَتِ الأَنْصَارُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْسِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا النَّخِيلَ، قَالَ: «لاَ» فَقَالُوا: تَكْفُونَا المَئُونَةَ، وَنَشْرَكْكُمْ فِي الثَّمَرَةِ، قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا".
أما في فضيلة العفو عند المقدرة، فقالت: " من أروع الأمثال التي ضربها لنا النبي صلى الله عليه وسلم في العفو؛ أنْ عاداه قومه وأذوه وأخرجوه من بلده التي يحبها وحاربوه وتحالفوا عليه، ولكن بعد أن عاد إليهم ودخل مكة فاتحًا بعد ثمانية أعوام عفا عنهم صلى الله عليه وسلم جميعًا وقال لهم: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
وفي صفة العفو عند المقدرة قالت: "مثل مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة بجميع مراحلها الدرس العملي للقدوة؛ من حيث الصبر والتضحية والعمل بدون يأس، ثم التخطيط الجيد والتنفيذ وانتهاءً بالاستقرار والبناء، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.