هناك من يضع بصمة في مجاله ليظل موجودًا رغم غيابه، وستظل بصمة نور الشريف متواجدة في مجال الفن مهما طال الزمن، وجرت الأيام، فهو فنان بمعني الكلمة استطاع أن يحفر اسمه في مجال الفن سواء في المسرح أو التليفزيون أو السينما؛ ليكون من عماالقة الفن بأدواره القيمة والمتنوعة.. محطات كثيرة ومتنوعة قطعها هذا الفنان؛ ليثبت أنه جدير بأن يصبح نور الشريف، أعماله الفنية هي التي تتحدث عنه وعن موهبته، بداية من "قصر الشوق" إلى "بتوقيت القاهرة" بين هذا وذاك محطات من الموهبة والإبداع سواء في السينما يُذكر منها "الكرنك"، "مع سبق الاصرار"، "اعدام طالب ثانوي"، "ضربة شمس"، "الصرخة"، "دم الغزال"، "مسجون ترانزيت" وغيرها من الأعمال السينمائية التي لا تُعد ولا تُحصى فهو أبدع في مجال السينما بشكل كبير علي مدار حياته وهناك أيضًا الأعمال التليفزيونية منها لن "أعيش في جلباب أبي"، "عائلة الحاج متولي"، "حضرة المتهم أبي"، "العطار والسبع بنات"، "عرفة البحر"، "خلف الله" وغيرها من الأعمال التليفزيونية القيمة، وأبدع كذلك في المسرح و قدم "القدس في يوم آخر"، "يا غولة عينك حمر"، "الأميرة والصعلوك"، "يا مسافر وحدك"، "كنت فين يا علي"، "لعبة السلطان"، فهو فنان شامل استطاع أن يجسد شخصيات ويبدع فيها وكأنها شخصيته الحقيقية. في يوم 28 أبريل 1946 أشرق حي السيدة زينب بقدوم فنان موهوب يدعي محمد جابر محمد عبد الله الشهير بنور الشريف، أحب التمثيل من صغره حيث بدأ مسيرتة في التمثيل وهو في المدرسة، حيث انضم إلى فريق التمثيل الخاص بالمدرسة كما كان من عشاق كرة القدم، وكان لاعبًا في أشبال نادي الزمالك، ولكن حبه للتمثيل فاق كرة القدم وقرر أن يكمل مشواره في مجال التمثيل، حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه بتقدير امتياز، وكان الأول علي دفعته عام 1967 بدأ حياته الفنية بدور صغير في مسرحية الشوارع الخلفية، وجاء هذا الدور من ترشيح المخرج سعد أردش ثم بعد إذن، اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية " روميو وجوليت " وأثناء البروفات تعرف علي عادل إمام الذي رشحه للمخرج حسن الإمام؛ ليقدمه في فيلم "قصر الشوق"، والذي استطاع بدوره في هذا الفيلم أن ينال إعجاب الجمهور، وحصل علي شهادة تقدير لدوره في الفيلم، ومن ثم توالت الجوائز وشهادات التقدير، حيث حصل علي "جائزة أحسن ممثل " عن دوره في فيلم "ليلة ساخنة" وفاز بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي أقامته جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية في دورته الثانية عام 1977، وأيضًا حصل علي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "بتوقيت القاهرة" بمهرجان وهران للفيلم العربي، وجائزة التمثيل الذهبية من مهرجان نيودلهي عن فيلم "سواق الأتوبيس" كما أيضًا تم اختيار 7 أفلام للفنان نور الشريف في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996، وهما ( زوجتي والكلب، أبناء الصمت، الكرنك، أهل القمة، حدوتة مصرية، العار، سواق الأتوبيس)، رحلة طويلة من الإبداع و النجاح تركها لنا هذا الفنان العظيم؛ لنشتاق إليه ونتذكره رغم غيابه الطويل. وعن حياته الشخصية؛ فقد تزوج الفنان نور الشريف من الفنانة بوسي عام 1972 بعد قصة حب كبيرة عرفها كل الوسط الفني والجمهور، وبعد ما يقرب من 34 عامًا انفصل الزوجين عن بعضهما، وترددت الشائعات حول علاقة نور الشريف والفنانة التونسية ساندي، وبعدها أعلن كلًا من نور وبوسي انفصالهم عام 2006، ولكن حبهم استمر في قلوبهم رغم الانفصال وبعد 9 سنوات من قرار انفصالهم قرر نور الشريف العودة إلي حبيبته الأولي وأم بناته ( سارة، ومي )؛ حيث تم الزواج في فيلا نور الشريف في ديسمبر 2014. رحل نور الشريف عن عالمنا في يوم 11 أغسطس 2015، أيقونه من الموهبة والعطاء في مجال الفن بعد صراع طويل مع المرض، حيث أصيب بتجمع مياه علي الرئة مما استدعي إجراء جراحة، وبعد ذلك فقد الشهية، وأصيب بنحافة شديدة؛ جعلت الجميع يقلق بشأن نور الشريف، الذي توفي في الأخير عن عمر يناهز 69.