ملف إيران والتصالح أهم أدوات الإخوان بعد انتهاء «الشرعية » المزعومة حالة من الفوضى وارتباك الحسابات، تعيشها جماعة الإخوان الإرهابية، بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسى، ليس فقط كون الوفاة حدثت بصورة مفاجئة لم تكن فى الحسبان ولم يتم إعداد سيناريوهات لها، ولكن كون مصير الجماعة خاصة الهاربين بالخارج بات مجهولًا، فى ظل غياب ملف الشرعية المزعومة والذى كان ممثلاً فى محمد مرسى كونه رئيسًا سابقًا للبلاد. وفى الوقت الذى تبحث فيه قيادات الإخوان بالسجون على مواءمات سياسية تنقذهم من المحاكمات والإدانة، بدأ إخوان الخارج بالبحث عن أوراق ضغط فعالة تحقق لهم أية مكاسب تمنحهم بعض الثقل الذى فقدوه. وعلى مدار الأيام الماضية، قام الهاربون من الجماعة باستخدام كل «الكروت» التى يمكن استغلالها فى الظروف الحالية، وكان من أهمها اللجوء لفزاعة المنظمات الدولية، للتشكيك فى ملابسات وفاة مرسى، وهو الكارت الذى لم يلق تجاوبًا إلا فى نطاق ضيق لظروف الوفاة التى وقعت أمام شهود عيان، ما جعل الجماعة تفكر فى أطروحات مختلفة، منها عودة ملف الشرعية للظهور من خلال تصعيد سعد الكتاتنى رئيسًا، خلفا لمرسى، كونه رئيس مجلس الشعب السابق، ما يضمن بقاء شرعيتهم مستمرة بالمشهد الدولى، وهو الاقتراح الذى فشل لرفض عدد منهم له، وعلى رأسهم وجدى غنيم، الذى اتهم قيادات الجماعة بمحاولة فرض أسماء بعينها لخلافة مرسى. فيما أطلق عدد منهم دعوات للتظاهر واستغلال تنظيم مصر لبطولة الأمم الإفريقية، لإحراج مصر دوليًا والتنديد بوفاة مرسى، واتهام السلطات المصرية بقتله، بينما أكد بعض شباب الجماعة بالخارج أن القيادات لا تبحث سوى عن مصيرها دون النظر لمئات التابعين لهم، وهدد عدد كبير منهم بالعودة وتسليم أنفسهم للسلطات المصرية، حال استمر هذا التخبط. ياسر فراويلة الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أكد أنه على عكس المنتشر، فإن وفاة محمد مرسى، جاءت فى صالح جماعة الإخوان، خاصة الهاربين بالخارج، كونها أحيت وجود الجماعة التى انتهت منذ سنوات، وأوجدت لهم أوراق ضغط جديدة أمام المجتمع الدولى. وأضاف «فراويلة»، أنه فور إعلان وفاة محمد مرسى، بدأت القيادات الهاربة بالخارج فى التخطيط لاستغلال الحدث، وانقسموا لأكثر من جبهة، الأولى عملت على التلويح بملف الحرب ضد إيران، وإمكانية الحشد فى مصر لتأييد تلك الحرب، التى ترفض مصر الدخول فيها، مقابل الضغط على السلطات المصرية للعفو عنهم والسماح لهم بالعودة من جديد، بعد أن أغلقت أمامهم كل الطرق بالخارج، وخسروا ثقلهم لدى المجتمع الدولى، وهذا ما تم من خلال التواصل مع مسئولين بالكونجرس الأمريكى وفى لندن وألمانيا، للترويج لهذا الأمر، والذى لاقى ترحيبًا خاصة فى الولاياتالمتحدة التى تقود الصراع مع إيران. وتابع: «أما الجزء الثانى فقد عملوا على استغلال الأزمة، وبدأوا فى تحركات فردية للتصالح مع السلطة المصرية، والتمكن من العودة إلى البلاد، خاصة أن العالم أجمع بات مشغولًا بالتصعيد الأمريكى الإيرانى، ولم يعد الإخوان لاعبًا أساسيًا فى الحياة السياسية، بخلاف حرص المجتمع الدولى على كسب مصر كدولة مهمة فى المنطقة، وعدم المخاطرة بدعم جماعة إرهابية لن تحقق أى مكسب لدول الصراع».