الإيرادات المعلنة غير دقيقة.. ونجوم الكوميديا «حرقوا أنفسهم» يواصل صناع أفلام موسم عيد الفطر المبارك، حصاد ثمار أعمالهم المطروحة بدور العرض السينمائى، مستهدفة شريحة كبيرة من الجمهور الحريص على «فسحة» العيد كل عام، والنتيجة هى أرقام إيرادات تتصاعد يوميًا، و«موسم سينمائى» منتعش يفرض نفسه على الوسط الفنى، كتناول «الحلو» عقب وجبة دراما شهر رمضان الدسمة. 5 نجوم زجت شركات الإنتاج بهم فى صراع «القمة»، أو بالمصطلح الدارج «رقم واحد»، وهو الهدف الأول من كل موسم سينمائى، وهذا العام، والذى يشهد بينهم صراعًا كبيرًا، وهى «كازابلانكا» بطولة أمير كرارة، و«الممر» بطولة أحمد عز، و«سبع البرمبة» لرامز جلال، و«محمد حسين» للنجم محمد سعد، و«حملة فرعون» للنجم عمرو سعد. وبمعزل عن «ضجة الإيرادات»، يبقى للنقاد دور مهم فى تقييم الأعمال الفنية بل يستطيعون توجيه الجمهور لمشاهدة الأفضل فنيًا، حيث أكد الناقد الفنى طارق الشناوى، فى تصريح خاص ل«الصباح»، أن الإيرادات المعلنة عن أفلام «عيد الفطر» لا تعكس الصورة الأدق فى الواقع، مشيرًا إلى أن غرفة صناعة السينما تقاعست عن أداء دورها فى نشر الأرقام الحقيقية. وأضاف «الشناوى» أن أمير كرارة، نجم يستند إلى إرادة جماهيرية صعدت به إلى القمة الرقمية، مشيدًا بالتوأمة الفنية التى تجمعه بالمخرج بيتر ميمى، وانتقالها بسلاسة من الشاشة الصغيرة إلى صدارة شباك التذاكر، مؤكدًا أن «كرارة» لمع فى سينما «الأكشن» بمصداقية، وأدرك أن أشواك النجاح من الممكن أن تدمى صاحبها. ورأى أن محمد سعد، قد سلك طريق نهايته الفنية، مستشهدًا بحفاظه على المركز الأخير ووقوفه وحيدًا فى سباق الإيرادات، مؤكدًا أن مستوى الكوميديا فى فيلمه الأخير «محمد حسين»، لا يجذب سوى جمهور أفلامه القديمة، أو من ذهب لقضاء سهرة العيد ولم يجد تذاكر متاحة إلا لهذا الفيلم، فيجازف بدلاً من العودة إلى المنزل. بينما أكدت الناقدة ماجدة خيرالله الرأى، أن طبيعة فيلم «كازابلانكا» مناسبة وجاذبة لجمهور العيد، وأضافت أن نجاح الفيلم له عدة أسباب أهمها ارتباطه باسم الفنان أمير كرارة. أما عن «الممر»، فأكدت أنه فيلم حربى لا يحظى بجماهيرية أفلام الأكشن والكوميديا، لكنه يتوافر به كل عناصر النجاح، من قصة تمس القلب وتحرك شعور الجيل الجديد الذى جاء بعد نصر أكتوبر فى أن يشاهد حالة حرب ويرى الأبطال وهو يضحون بأرواحهم من أجل الوطن، بالإضافة إلى استغلال كل العناصر التكنولوجيا لخروج الفيلم بهذه الصورة، لافتة إلى أن الفيلم يعلن عودة الأفلام الحربية التى كنا نفتقدها ونتساءل عنها دائمًا، ولا نشاهدها سوى فى الأفلام الأجنبية التى تتناول الحرب العالمية. كما أشادت بأداء الفنانين محمد فراج وإياد نصار وأسماء أبو اليزيد، مؤكدة أن الفنان أحمد عز رغم كونه البطل إلا أنه لم يستخلص النجاح لنفسه، وهذا يظهر من المساحات المفرودة لكل شخصية مشاركة فى العمل، مشددة على أن فيلم «الممر» يلائم الجمهور الأكثر نضجًا والذى يبحث عن عمل سينمائى جيد، على عكس جمهور العيد الذى أغلبه من المراهقين الذين يميلون إلى أفلام الأكشن والضرب. وعلقت «خيرالله»، على تراجع الأفلام الكوميدية أمام «الأكشن» فى السنوات الأخيرة، قائلة: «نجوم الكوميديا حرقوا أنفسهم»، وأشارت إلى عدم تأثير تلك الظاهرة على إيرادات السينما وإقبال الجمهور على مشاهدة الأفلام المطروحة كل موسم. وأكدت «خيرالله» أن حصول فيلم «حملة فرعون» على المركز قبل الأخير فى إيرادات الموسم، جاء عادلاً لمستوى نجومية بطله عمرو سعد، مشيرة إلى خروجه من دائرة المنافسة على لقب «رقم واحد» سواء فى السينما أو الدراما، مستشهدة بقبول الجمهور لمسلسله الأخير «بركة» ونجاحه المتواضع خلال موسم شهر رمضان.