سعيد اللاوندى: أمريكا لن تستطيع تركيع الصين تصاعدت فى الآونة الأخيرة وتيرة الحرب التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، ورفع من حدة المناوشات بين البلدين تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قال مرات عديدة إن الصين سوف تدفع تلك الضرائب، برغم إقرار مستشاره الاقتصادى، لارى كودلو، بأن الشركات الأمريكية هى التى ستدفع الرسوم الجمركية على أى بضائع تستورد من الصين. وقد فرضت الولاياتالمتحدة رسومًا جديدة تصل إلى 25 فى المائة على بضائع صينية في السوق الأمريكية بقيمة 200 مليار دولار، وبعد انتهاء المفاوضات بين البلدين يوم الجمعة الماضى دون الوصول لاتفاق، قالت الصين إنها قررت فرض رسوم على سلع أمريكية قيمتها 60 مليار دولار تدخل حيز التنفيذ فى الأول من يونيو المقبل، فى حين هدد ترامب بفرض رسوم أخرى على سلع صينية تصل قيمتها إلى 325 مليار دولار بنسبة تصل إلى 25 فى المائة، فى تصعيد جديد للحرب التجارية بين البلدين. فى هذا السياق، قال الدكتور سعيد اللاوندى ، الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الرئيس ترامب لا يراعى فى خلافاته مع الدول الأخرى مصالح الشعوب، وبالتالى ما يحدث من حرب تجارية بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، هو استعادة للحرب الباردة من جديد، بين الولاياتالمتحدة من ناحية والصينوروسيا من ناحية أخرى، خاصة أن الدولتين تعتبران في الاتجاه المعاكس لترامب والأوروبيين. ويضيف اللاوندى ، ترامب يستهدف من الحرب التجارية المشتعلة حاليًا تركيع الصين، خاصة أن تجارة الأخيرة توجد فى كل مكان بالعالم؛ من باريس إلى ميدان العتبة فى القاهرة، وفى كل الدول العربية، فالشعب الصينى منتج ومستهلك، ويقارب تعداده سدس سكان العالم تقريبًا )مليار وربعمائة مليون نسمة(، وتجارته في كل مكان فى العالم، لذلك تريد الولايات القضاء على ظاهرة الصين. ويوضح خبيرة الشئون الدولية، أن هناك اتجاهًا للوقوف مع الصين فى حربها التجارية من روسيا، لذلك ينقسم العالم فى هذه الحرب إلى قسمين؛ قسم بقيادة أمريكا وأوروبا من ناحية، وفى الجانب الآخر الصينوروسيا، ويؤكد ال اوندى أن احتمال تضرر الصين ضغيف، خاصة أن الصين تنافس فى أسواق كبيرة مثل إفريقيا إضافة إلى أسواق أخرى واسعة، إضافة إلى أن دول مثل روسيا وكوريا الجنوبية لن تترك الولاياتالمتحدة تفترس الصين. وفى هذا الصدد تشير الدراسات إلى ارتفاع المعاملات التجارية بين الصين وإفريقيا بأكثر من 170 مليار دولار عام 2017 ، مقارنة بنحو 6.4مليار دولار فى عام 2000 ، وبالمقابل خلال الفترة نفسها، ارتفع حجم التجارة بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا بنحو 10 مليارات دولار فقط إلى 42.8 مليار دولار. وتتهم واشطن بكين بسرقة الملكية الفكرية من شركات أمريكية، كما تشير أيضًا إلى أن الفائض فى الميزان التجارى بين البلدين سببه الممارسات غير العادلة بما فيها دعم الدولة الصينية للشركات المحلية، ولا تزال الصين الشريك التجارى الأكبر للولايات المتحدة، وقد ارتفعت صادراتها فى العام الماضى إلى 7 في المائة، فى حين انخفضت صادراتها إلى الولاياتالمتحدة بنسبة 9 فى المائة فى الربع الأول من2019 ، مما يعكس ظهور آثار الحرب التجارية. وعلى الرغم من فشل المفاوضات بين البلدين إلا أن ترامب أكَّد أن بلاده لها علاقات جدية مع الصين، وإن البلدين سيتحدثان فى قمة الدول العشرين المقررة يومى 28 و 29 يونيو فى اليابان. وحذر صندوق النقد من المخاطر الحرب التجارية على متوسط معدل النمو الاقتصادى العالمى، الذى من المتوقع ان ينخفض ب 20فى المائة، ومن المقدر أيضًا أن ينخفض معدل نمو الصين الاقتصادى بمقدار نصف فى المائة، بينما انتقل التوتر إلى معظم بورصات العالم التى انخفضت معظم مؤشراتها، فى حين يتوقع الخبراء ارتفاع نسبة التضخم فى الولاياتالمتحدة فى الأجل القصير.