فجأة لم تصبح قرعة كأس الأمم الإفريقية ولا الاستعدادات للبطولة هى الحدث الأهم فى أجندة الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف)، ولكن صراع القوة داخل الجهة الحاكمة لكرة القدم قى القارة السمراء. صراع رئيس الاتحاد أحمد أحمد والأمين العام للكاف المصرى عمرو فهمى أشعل الأجواء داخل المبنى الواقع بمدينة السادس من أكتوبر، وأصبح الحديث الأبرز للمهتمين بالكرة الإفريقية. موقع Inside World Football البريطانى نشر تقريرًا أشار فيه إلى خطاب أرسله الكاف إلى كل أعضاء اللجنة التنفيذية يوضح فيه رفض مناقشة الطلب المقدم من عضو اللجنة التنفيذية الليبيرى موسى بيليتى لمناقشة اتهامات فساد وخروقات لمبادئ النزاهة والشفافية داخل الاتحاد. بيليتى اتهم قيادة الكاف وتحديدًا الرئيس أحمد برفض عرض شركة بوما الألمانية لتزويد بطولة كأس الأمم للمحليين الماضية بأدوات رياضية تصل قيمتها إلى 312 ألف يورو، فى مقابل الموافقة على عرض من شركة تاكتيكال ستيل الفرنسية لتزويد الاتحاد بنفس الأدوات مقابل 1.2 مليون دولار. وذلك بالإضافة لوقائع أخرى خاصة بتحويلات مالية مباشرة من الكاف لرؤساء الاتحادات المحلية، بدلًا من الاتحادات نفسها بشكل مخالف للقواعد، ما دفع الليبيرى بيليتى لتقديم طلب للمناقشة للجنة التنفيذية، لكن ذلك الطلب تم رفضه. بيليتى قال إن قرارات نقل استضافة نسخ 2021 و2023 و2025 لكأس الأمم الإفريقية، بجانب توقيع عقد للرعاية مع شركة للمراهنات، هى أمور تحتاج مراجعة دقيقة بسبب شبهات الفساد. وكان أحمد قد وقع عقدًا للرعاية مع شركة 1xBet للمراهنات ينص على وضع إعلانات الشركة فى مباريات مسابقات الأندية وكأس الأمم دون الرجوع للجنة التنفيذية، وهو ما رفضه بيليتى وعدد آخر من أعضاء اللجنة باعتباره خرقًا واضحًا لمهام الرئيس. من جانبه يعتبر أحمد أن بيليتى لديه أجندة خاصة لا يتشارك فيها مع بقية أعضاء اللجنة التنفيذية، فيما قال مصدر آخر إن الحل الأخير أمام بيليتى فى حربه التى يشنها ضد أحمد هو اللجوء للاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا)، وهو ما قام به بيليتى بالفعل بإرسال خطاب للفيفا يوم 18 مارس الماضى للتحقيق فى خروقات مالية داخل الكاف. واقعة التحويل المباشر لمبلغ 20 ألف دولار من الكاف لرئيس اتحاد الرأس الأخضر ماريو منديش مباشرة، بالإضافة لدعوة رئيس الكاف بعض رؤساء الاتحادات لأداء العمرة على نفقة الاتحاد خلال رمضان الماضى مقابل 100 ألف دولار تقريباً تحملتها خزانة الكاف، كل هذه الأمور كانت أحد أسباب اندلاع الخلاف بين أحمد وعمرو فهمى. الأخير الذى عاد لممارسة مهام عمله داخل الكاف بعد فترة ابتعاد لأسباب مرضية بعد إجراء جراحة فى المخ خارج مصر تبعتها فترة نقاهة، تعرض لما اعتبره تدخلاً فى مهام عمله من أحمد الذى قام بتعيين منسق عام مغربى يدعى معاذ حجى، فى إشارة لتراجع النفوذ المصرى فى مقابل النفوذ المغربى داخل الاتحاد القارى حسبما ترى التقارير الإعلامية الأوروبية. اعتماد أحمد كبير على حلفائه فى المغرب، وخطوة تعيينه لمنسق عام مغربى، معاذ حجى، لينسق بين سكرتير عام كاف، عمرو فهمي، وأحمد أحمد، بحسب بيان كاف الصادر فى 27 يناير الماضى بعد تعيين حجى كانت سببًا فى اعتراضات شديدة لأن منصب المنسق العام غير منصوص عليه فى لوائح الكاف. القرار الخاص بتعيين حجى جاء ليهمش من دور فهمى عقب عودته لممارسة مهام عمله، فيما استغل أحمد الأزمة الأخيرة ليتهم فهمى بأنه هو من سرب الوثائق التى تتهم الرئيس بالفساد المالى. أيضًا جاء القرار الفردى لأحمد بنقل مباراة السوبر الإفريقى لتقام فى ضيافة قطر دون الرجوع للجنة التنفيذية ليثير موجة من الغضب ضد الملجاشى، وسط بعض الأقاويل التى رجحت حصوله على مقابل مادى مباشر نظير إقامة هذه المباراة فى الدوحة، أى خارج القارة السمراء فى واقعة غير مسبوقة فى أى مسابقة قارية بالعالم. إقالة الأمين العام وهى رغبة أحمد الذى يسعى لتعيين حجى بدلاً من عمرو فهمى يجب أن تأتى عبر اجتماع اللجنة التنفيذية، لكن أحمد وضع مادة فى جدول الأعمال تمكنه من التحايل على هذا الأمر، حيث تنص على تغيير بعض قواعد لوائح الكاف الإدارية بموافقة اللجنة التنفيذية، ما يمكنه من نقل سلطات السكرتير العام إلى المنسق العام، ونقل المنسق العام إلى رأس الهيكلة الإدارية للاتحاد القارى، فى محاولة للمزيد من تهميش دور المصرى فهمى فى حالة رفض اللجنة التنفيذية لرحيله.