أشعر أن عمرى 20 عامًا.. وأصبحت «محصنة» من «الأوجاع» لا أشترى مشاهدات.. ومليون مستمع حقيقى أفضل من 100 مليون متابع «وهمى» «شيرين» قلبها أبيض وتلقائية وصوتها «يهد جبال».. واللبنانيون يعشقونها روتانا بيتى الثانى والنوايا بينا صافية.. ولا أفكر فى الإنتاج لنفسى برامج المسابقات الغنائية حققت نجاحًا لكن لابد من التجديد.. وسأشارك عندما أشعر أن وجودى سيضيف صوت إذا قام بالغناء، صمت الجميع إجلالًا واحترامًا له، تبدع وتطرب وتجعل الجمهور يتفاعل، تربعت فى قلوب مستمعيها بالوطن العربى، وفى مصر دخلت القلوب، لتؤكد أن الغناء ليس له وطن أو مكان، بل أن الصوت العزب الخالص الذى لا يصدأ مثل الذهب، يملئ جميع القلوب مهما كان موطنه، بدأت حياتها الغنائية نجمة، وعلى مدار عقود لم «تتزحزح» يومًا بل تربعت على عرش الغناء، فإذا سمعت أغنية واحدة من ألبومها لا تستطيع أن تخرج قبل أن تنتهى منه. ورغم أنها استمرت 4 سنوات لا تطرح ألبوم غنائى، إلا أن الجمهور تفاعل كثيرًا مع أغانيها السنجل، وكأنه يصبر نفسه لحين إطلاقها ألبومًا غنائيًا جديدًا، ومع سنة 2019، طرحت السوبر ستار نوال الزعبى ألبومها الجديد «كده باى»، والذى أثار ضجة واسعة وحقق ملايين المشاهدات بمجرد طرحه، وحول الألبوم الجديد، وتفاصيل محطات «نوال»، كان ل«الصباح» هذا الحوار.. * بداية.. ما الجديد الذى قدمتيه فى ألبوم «كده باى»؟ - دائمًا، فى كل ألبوم أحرص على تقديم الجديد، وفى نفس الوقت أقدم ما يشبهنى ويشبه الناس، وفى هذا الألبوم الأغانى التى بها فرح وإيقاع، وأخرى «نكد»، كانت تشبهنى وتشبه الناس كثيرًا، ووجدت الأغانى الإيقاعية والمفرحة يتفاعل معها الجمهور بشكل كبير، وكانت لدى الرغبة فى أن أكون متواجدة فى الشارع المصرى وأحكى معهم، وكأننى أتفاعل مع المصريين فى الأغانى، مثل «صبح صبح» فالكل يرددها، ووجدت أن أغنية مثل «كده باى وأشوفك على الصيف الجاى» تتردد كثيرًا، ولأول مرة أتغزل فى رجل من خلال أغنية «الجمال له ناسه»، لذلك أرى أننى قدمت أغانى جديدة ومختلفة، حتى فى «100 وجع» لا يوجد شخص إلا ولديه الآلام والأوجاع، و«مش خايفة» تمثل المرأة القوية. * مع التطور التكنولوجى.. هل أصبحت نوال الزغبى تقيس نجاح أعمالها من خلال السوشيال ميديا أم الشارع؟ - الشارع، لأن الاهتمام بما يحدث على السوشيال ميديا فقط، كأننا نكذب على أنفسنا، فعندما أدخل اليوتيوب وأجد ملايين المشاهدات ولا يعلم الجمهور بالأغنية، فبالتأكيد أصدق الشارع أكثر، وعندما أسير وأشاهد الجمهور يغنى «كده باى»، والأمر نفسه فى حفلاتى، فهذا هو النجاح من وجهة نظرى. * ومتى لمستى نجاح ألبوم «كده باى» فى ظل ملايين المشاهدات التى توجد على «اليوتيوب»؟ - لمست نجاح الألبوم مبكرًا، فعندما كان لدى حفل فى دبى، ولم يكمل الألبوم أسبوعًا على طرحه، تفاجئت بالجمهور الذى وصل ل5 آلاف شخص يحفظ الأغانى ويرددها، كما أننى لا أشترى مشاهدات بل أن جميعها حقيقية، ولا يهمنى أن يكون لدى 100 مليون متابع وهمى، ولكن مليون مستمع حقيقى أفضل بالنسبة لى. * ولماذا تأخرت 4 سنوات من أجل طرح الألبوم الجديد؟ - فى هذه الفترة، قدمت تتر أغنية «الناس العزاز»، و«كاراميل»، بالإضافة إلى عدد من الأغانى السينجل منها «عم بحكى مع حالى»، و«تولع» و«بحبو كتير» و«بالقلب» و«قالو»، أى قدمت ما يقرب من 10 أغانٍ، وهو ما يعادل ألبوم، وبالنسبة لى طرحى لألبوم كامل أفضل من الأغانى السنجل، لأننى أصبح أكثر تركيزًا وأعلم جيدًا ما أريده، وأعمل على الألبوم من جميع النواحى، لكن لم يكن لدى ألبوم جاهز من أجل طرحه، وعندما وجدت «كده باى» طرحته. * وما سبب اكتفائك بتقديم 10 أغانٍ فقط فى الألبوم.. رغم أن الأغلب حاليًا يطرح أكثر من ذلك ؟ - لأننى لست بحاجة لأكثر من 10 أغان، فجميعها أغانى «هيت» ولا أحتاج لطرح عدد كبير يصل إلى 14 أغنية حتى يسمع منها الجمهور أغنية أو أغنيتين فقط، بالإضافة إلى أن هذا الأمر أكثر تكلفة ويهدر الوقت، والجمهور أيضًا يصبح تائهًا فى الألبوم، وأرى أننى إذا ركزت فى 10 أغانٍ فقط، يصبح الجمهور منبهرًا بها أكثر، ولا يحتاج لأكثر من ذلك. * فى بوستر ألبوم «مش مسامحة» أعطيت ظهرك.. لمن توجهى تلك الرسالة؟ - فى «مش مسامحة» أعطيت ظهرى للماضى وللأشخاص التى لا تستحق، ولكل شىء سيئ، وفى «كده باى» أقول كده باى للأحزان وللناس السلبية بحياتى والتى لا تستاهلنى، وللأشخاص الغدارة، وللأيام السوداء التى مرت على. * فيما يشبهك «كده باى» ؟ - أنا امرأة متفائلة وسعيدة، وأحب الفرح وأن تصبح حياتى كلها فرح، وهذا الألبوم الأغانى المفرحة كثيرة ومسيطرة على الألبوم، وهناك أغان تخرج الوجع الذى كان بداخلى منها «محاية» و«100 وجع». * وما سر العودة لروتانا بعد غياب دام 11 عامًا منذ ألبوم «خلاص سامحت»؟ - روتانا بيتى الثانى، أخرج وأعود له مرة أخرى، مثل الشخص الذى يسافر من أجل عمله ويعود لبيته، فالنوايا بيننا دائمًا صافية، وسالم الهندى شخص رائع يحترم الفن والفنانين، ويدعمنا حتى نصبح أكثر راحة، ويعطينا الرضا، وهذه الأمور دائمًا الفنان فى حاجة إليها. * تعاونت مع الكثير من شركات الإنتاج لكن متى تنتج نوال الزغبى لنفسها؟ - طالما هناك شركة كبيرة مثل روتانا هى من تدعمنى، بالنسبة لى هذا الأمر أفضل من أن أقوم بالإنتاج لنفسى نظرًا للظروف الكثيرة التى تواجهك مثل التوزيع وغيرها، لكن من الممكن أن أنتج لنفسى إذا كانت أغانى سنجل وليس ألبوم. * وسط مسيرة غنائية ناجحة ومليئة بالإنجازات… لكن هل تعتبرى ألبوماتك مع روتانا هى الأنجح؟ - الحمد لله كل ألبوماتى ناجحة سواء التى مع روتانا أو خارجها، ولدى أرشيف فنى كبير، جميعها «هيتات»، لديك مثلًا ألبوم «عينيك كدابين» لم يكن مع روتانا، و«ماندم عليك» أيضًا، فيما تجد ألبوم «ليالى» مع روتانا وغيرها من الألبومات الناجحة. * قلتى إن الألبوم هو جامع لكل خبراتك السابقة.. فهل كان هناك صعوبات فى اختيار الأغانى؟ - بالضبط.. هو جامع لكل خبراتى، فعندما أعلم ما أريده، لا أتردد فى الأغانى التى تقع فى يدى، وفى هذا الألبوم الأغانى التى كانت تجذبنى، لا أتردد فى الحصول عليها، ولم يكن هناك صعوبة فى اختيار الأغانى والكلمات، إلا فى أغنية «كده باى» التى لحنها عمرو مصطفى، دون كتابة كلام، ووجدنا صعوبة عندما أعطيناها لأكثر من شاعر ولم يستطع كتابة كلمات على اللحن، ووقتها قلت له إن الأغنية لن يكتب عليها سوى أيمن بهجت قمر، وبالفعل أخذها وظهرت بهذا الشكل النهائى. * قدمت على يوتيوب فكرة جديدة من خلال طرحك لكل أغنية على هيئة فيديو كليب.. ما الذى شجعك على هذه الخطوة؟ - فكرت فى ذلك لأننا أصبحنا فى عصر السوشيال ميديا والصوت والصورة، وكان لابد أن نقدم دعمًا للألبوم بطريقة صحيحة، ووجدنا أننا ندعمه بتصور كل أغنية مثل الفيديو كليب الصغير ويصبح «ليركس فيديو»، وليس عبارة عن صورة وكلام فقط. * هل استقرارك على تصوير «كده باى» و«جوة قلبه» جاء بناءً على طلبات الجمهور؟ - أحب أن يشاركنى جمهورى فى الاختيارات، وفى النهاية أرى ما الأغانى التى حبها العالم أكثر وتأثر بها، واختار من بينها، وحاليًا أقوم بتصوير «كده باى» مع المخرج إيلى سمعان، واستقريت على تصوير «صبح صبح» و«جوة قلبه» أيضًا. * استطعت أن تواكبى كل العصور والشباب.. فما هى روشتة نوال الزغبى للحفاظ على تلك الروح الشابة؟ - لأن بداخلى شباب، عمرى الحالى 45 عامًا، لكن أشعر بأن عمرى 20 سنة، بسبب الطاقة التى بداخلى، وهذا ما يجعلنى فى كل مرة أريد أن أثبت نفسى وأنجح أكثر، وأبحث دائمًا عن الإصرار على النجاح والتواجد الصحيح وسط كل هذه الأيام الصعبة والطويلة، وفى النهاية رب العالميين هو من يوفقنى. * قلتى أنك عشتى 100 وجع.. فهل دائمًا ما تعبرى عن شخصيتك وحالتك من خلال الأغانى ؟ - عندما قمت بغناء «الناس العزاز»، كل شخص شعر أن هذه الأغنية تشبه، لأن الناس بتمر بأيام صعبة أكثر من الأيام الحلوة التى تمر بسرعة، وعندما قدمت « 100 وجع» و «محاية»، تشعر كأن الناس تطرد الحزن والتعب والإرهاق والأسى الذى يوجد بداخلها، ومثل هذه الأغانى أنا لا أبكى فيها، وأقول للناس وجعى لكن لا أشتكى، وهى القوة فى مثل هذه الأغانى، «موجوعة» ولكن جبارة، أمشى وأدير ظهرى لأى أزمة. * وهل هناك وجع مازالتِ تعيشه أم انتهت مرحلة الأوجاع من حياتك؟ - كل يوم لدينا وجع لكن لا أريد أن أسلط الضوء عليه، ولا أريد أن أعيشه، وأصبحت محصنة، وما يهمنى أن يملئ الفرح حياتى. * هل قمتى بغناء «محاية» لمحو كل الذكريات السيئة التى مريتى بها؟ - بالتأكيد، وإذا لم أمحها من المرة الأولى، أكرر الأمر مرة واثنين وثلاثة، وحتى الآن هناك فى حياتى ذكريات أريد أن أمحيها ولا أحبذ وجودها، وسأستمر فى محو كل شىء سيئ فى حياتى، وأرى أن كل إنسان لديه ما يريد أن يمحيه، لذلك قدمت لهم الأغنية. * قلتى إن أغنية «مش خايفة» خطفتك منذ سماعك لها.. نوال الزغبى أصبحت لا تخشى ماذا؟ - لا أخاف سوى من رب العالمين، والأغنية بالفعل خطفتنى بالمزيكا واللحن والموضوع الجبار، فكلماتها جبارة، اللحن بها جديد ومختلف وسابق عصره، وفيها تظهر المرأة جبارة، وتمثل كما قلت المرأة القوية التى لا ترغب فى أن تصبح مكسورة. * وماذا تغير فى «مراية» نوال الزغبى؟ - اتغير «العبط»، و«مبقتش عبيطة»، وأصبحت لا أصدق كل الناس، وأصبح لا يوجد شخص يستطيع أن يضحك على بسهولة. * وما الذى حلمت به وحققتيه؟ كل الأشياء الحلوة التى حلمت بها تحققت ومازال تتحقق أكثر وأكثر. * وممن تطلب نوال الزغبى السماح كما قلت فى الألبوم؟ - إذا أخطأت فى حق أحد، فبالتأكيد أطلب منه السماح، لكن الحمد لله لم أخطأ فى حق أحد نهائيًا. * ألم تخش غناء «آه يا سيدى» خاصة أنها من الأغانى الشبابية؟ - بالعكس، أحببت وجودها، لأنها ملونة الألبوم، خاصة أن الألبوم غنى جدًا، وكان فى حاجة لوجود أغنية «روشة» مثل «آه يا سيدى»، وتخرج منك كل الطاقة، وهى أغنية حلوة وفيها موقف وموضوع حلو، ومحمود خيامى أبدع فيها. * هل من الممكن أن تسمحى لأحد أن يكتب قصة حياتك كسيرة ذاتية فى عمل فنى ؟ - لا، لأنه إذا سمحت بذلك «الناس هينبهروا»، وأنا لا أحب أن أشكى أو أبكى، وعندما يكون لديك عائلة وأولاد، تخشى على مشاعرهم، فمن الممكن ألا يرغبوا فى معرفة كيف عانت والدتهم مثلًا، لكن إذا فى يوم وافقوا لا توجد لدى مشكلة، لكنى لا أرغب فى ذلك. * ماذا عن تتر المسلسل المصرى اللبنانى الذى أعلنتى أنه مفاجأة؟ - من الممكن أن يكونوا أغنيتين، واحدة مصرى، وأخرى تتر لبنانى مصرى، وستكون أغانى قوية. * كيف تدعمى أولادك؟ - طوال الوقت أجعلهم يشعرون بقيمة أنفسهم، ولابد دائمًا أن يثقوا فى أنفسهم، ويفعلون الأشياء التى يقتنعون بها، ودائمًا ما أكون بجانبهم فى كل المراحل. * قلتى إن برامج المسابقات ترفيهية والناس ملت منها.. هل ترى أنها برامج غير ناجحة؟ - لا، بالعكس البرامج حققت نجاحًا كبيرًا، والجمهور كان ينتظرها، لكن لابد من التجديد حتى لا يشعر الجمهور بالزهق والملل. * هل ترى أن كل الفنانين المشاركين فى لجان التحكيم يصلحون لأداء هذه المهمة ؟ - ليس لى علاقة بهذه الأمور، وليس لدى مشكلة فيمن يظهر أو لا، وطالما اختارتهم المحطة التليفزيونية، فهم يروا أنهم يصلحون. * إذًا متى تشاركين فى مثل هذه النوعية من البرامج ؟ - عندما أشعر أن وجودى فى البرنامح سيضيف، ويغير شيئًا، وهنا من الممكن أن أظهر. * شيرين عبدالوهاب من الأصدقاء المقربين لك.. كيف تدعميها فى أزمتها الأخيرة؟ - تضامنت مع شيرين وكتبت ذلك على تويتر، فهى بنت النيل، وعندما تشاهد شيرين تشعر أنك تشاهد الجدعة المصرية، فهى معروفة بالتلقائية والعفوية، ومن الممكن أن تقول شيئًا لكنها لا تقصد أن تأذيك، وأتمنى أن نتركها فى حالها لأنها فنانة عظيمة وصوتها يهد جبال، ولابد من دعمها، ونحن الفنانون اللبنانيون نحب شيرين لأنها صوت جبار، ودائمًا أدعمها لأنى أعلم جيدًا أن قلبها أبيض ولا يحمل سوء نية.