على بُعد دقائق من لافتة كُتب عليها "محافظة الشرقية ترحب بكم"، تظهر كتل سوداء تتصاعد منها أدخنة من أشجار وأخشاب محترقة جرى رصها بطريقة منظمة على جانبي ترعة الإسماعيلية في مدخل المحافظة تأكيدآ بمنطقة الزوامل وابو شرف . من داخل تلك الكتل السوداء تظهر مكامير الفحم بعمالها الذين تتصاعد همهماتهم بالشكوى من خطورة العمل، متبوعةً بعبارة قصيرة بها "ما باليد حيلة"، وكأنهم يودعون الحياة بموت بطيء وأمراض أتعبت حناجرهم وأنهكت أنفاسهم المتقطعة صعودًا وهبوطًا كما لو كانت تعزف "سيمفونية" ل"الموت البطيء". تعد مكامير الفحم المنتشرة فى طول البلاد وعرضها إحدى المشكلات البيئية المزمنة، باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية للتلوث البيئى الناتج عن حرق الخشب أو المخلفات الزراعية المختلفة لإنتاج الفحم النباتى فى درجات حرارة تصل لنحو 550 درجة مئوية، مما يتسبب فى انبعاث الغازات السامة الضارة بالبيئة وصحة الإنسان. تقدم عدد من الأهالى بقرى مركز بلبيس بالشرقية بشكاوى للمسئولين التنفيذيين بالمحافظة بسبب مكامير الفحم.. وفى هذا السياق قال عدد من الأهالى إن مكامير الفحم تسببت فى انتشار الأمراض، بسبب استنشاق الدخان الناتج عن تفحيم جذوع الأشجار بالقرب من المنطقة السكنية، والمكامير المنتشرة بقرى أبو شرف والزوامل ، معظمها تعمل بشكل عشوائى، بل جميعها ما يخالف قرار رئيس الوزراء، والذى ينص على منع تشغيل المكامير العشوائية، إلا بعد ترخيصها وتوفيق أوضاعها بيئيا. حيث قام عدد من أصحاب المكامير بالتعاقد مع مصنع 99 الحربى وتم تقنين أوضاعهم هذا ما قاله "عارف" أما "اليمانى" فيأكد على أن من قاموا بتقنين أوضاعهم هم مكمورتين من أصل 700، ولكن الواقع يزداد سوءا يوما عن الآخر وتزداد المكامير انفتاحا وتوسعا وضررا لمن هم فى الجوار من السكان وتزداد أمراض الصدر والسل والربو والعديد من الأمراض المزمنة. محمد هندى من سكان عزبة أبو شرف على لسانه "البلد دى فى 10000 نسمة بلا إستثناء مصابة بالأمراض بسبب هذه المكامير، أحنا بنستغيث بوزير البيئة ووزير الصحة ووزير المحليات والمحافظ ارحمونا وارحموا البلد والأطفال نروح فين بس احنا وعيالنا من السل والربو". لا يوجد لدى الأهالى مشاكل من أن يرى كل شخص عمله ومصدر رزقه ولكن لا يكن هذا على حساب المواطنين من الرجال والأطفال والنساء الحوامل. وقال أحد سكان القرية "أهالي القرية كل يوم بعد المغرب مش بتتنفس غير الدخان الناتج من مكامير الفحم وحرق القمامة اشتكينا وبعتنا للمسؤولين ولكن مفيش أي حاجة بتتغير الوضع زي ما هو، مناشدا المسئولين بسرعة إيجاد حل لتلك المشكلة فى أسرع وقت ممكن"
كما ناشد المواطنين العميد حاتم السبع رئيس مجلس مدينة بلبيس "الجديد" بإتخاذ الإجراءات الازمه وإصلاح أخطاء ماسبقوه لإنقاذ الأطفال والحوامل قبل الموت بسبب السل وغيره قائلين نلتمس فيك الخير وانت رجل العمل الجاد