مركز الحق فى الدواء: بعض المستشفيات تواجه خطرًا.. والألبومين سعره زاد عن 700 جنيه فى الوقت الذى أعلنت فيه مستشفيات وزارة الصحة حاجتها إلى التبرع بالدم لضحايا حادث محطة مصر، الأسبوع الماضى، توافد الكثير من المصريين على بنك الدم فى منطقة وسط البلد من أجل التبرع للمصابين، وشهدت صالة البنك تزاحمًا كبيرًا من قبل المواطنين، لدرجة أن الدكتورة منال زكى، نائب مدير عام خدمات نقل الدم القومية، قالت إن رصيد بنوك الدم فى مستشفيات وزارة الصحة قبل وقوع الحادث كان 28 ألف وحدة دم، و38 ألف وحدة بلازما. المفاجأة التى تفجرها «الصباح» أن استغاثات كثيرة من المستشفيات فى بعض المحافظات بسبب نقص الدم، والمريض الذى يدخل لإجراء عملية يتم مطالبة أقاربه بالتبرع بالدم. ودعت هبة السويدى، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر للتنمية فى استغاثة لها على صفحة التواصل الاجتماعى الخاصة بها «فيس بوك» ضرورة التبرع بالدم لقصر العينى الفرنساوى والتبرع بالدم لحساب مؤسسة أهل مصر لعلاج الحروق بسبب احتياج المصابين له. وكشف حلمى عزت، دكتور تحاليل، أن هناك أمراضًا فيروسية شائعة مثل الفيروسات الكبدية، وكذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة الأيدز، لابد من فحصها عند التبرع وهناك فيروسات لا تظهر خلال الفحص المبدئى ولا يشكوها المتبرع، ونظرًا لوجود نقص كبير فى أجهزة الفحص والتحاليل فى المستشفيات الحكومية، فإن فيروس نقص المناعة المكتسبة لا يتم اكتشافه إلا بعد مضى فترة زمنية تتراوح من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، فى بعض الحالات يصل إلى ثمانية أشهر. وفى حالات التبرع العشوائى وعدم الفحص الشامل يمكن أن يعرض حياة المريض للوفاة، ويستكمل أن هناك حالات تنجو من الموت ثم تموت بعد فترة زمنية وجيزة نظرًا لنقل دم ملوث بفيروس الإيدز. محمد الشحات، موظف، قال إن مستشفى جهينة بمحافظة سوهاج يعانى نقصًا شديدًا فى أكياس الدم، مؤكدًا أن المريض يضطر إلى اصطحاب عدد من أقاربه إلى المستشفى للتبرع بالدم، وهو ما يحدث أيضًا فى مستشفيى سوهاج العام والجامعى ويعد تبرع أهالى المريض بالدم شرطًا لدخول غرفة العمليات. وأشار حسام المعبدى، موظف، إلى أن المرضى فى الوحدة المحلية بمدينة طما تقدموا بعدة شكاوى بسبب ما يعانيه المصابون فى حوادث الطرق ومرضى الفشل الكلوى من نقص أكياس الدم، بعدما أصبحت مستشفيات المحافظة شبه خاوية من أكياس الدم وتعجز عن إسعاف المصابين الذين تستقبلهم. وقال: فى حالة وجود أكياس الدم فإن إدارة المستشفى لا تمنحها للمريض إلا بعد الحصول على كمية كبيرة عن طريق التبرع. محمد فوزى زوج إحدى المريضات بمستشفى بنى سويف العام قال: «دخلت زوجتى لإجراء جراحة بالقلب إلا أنه لعدم توافر الدم طالبونى بضرورة توفير 5 كيلو دم صالح، وتم تأجيل الجراحة حتى أتمكن من جلب الكمية المطلوبة، مما استدعى شراء بعض أكياس الدم من بنك الدم بالقاهرة وكانت المشكلة فى حمل الدم وضمان سلامته حتى وصوله المستشفى. وقال محمود فؤاد، رئيس مركز الحق فى الدواء ل«الصباح»، أن الحادث التى وزعت حالاته على ثلاث مستشفيات، القبطية، السكة الحديد والهلال الأحمر، سجل بنك الدم 1450 حالة تبرع، وأن مستشفى الهلال الأحمر سعة تحملها 700 حالة لليوم بينما سجلت دخول 1350 حالة، وأضاف: عدد أكياس الدم التى تم التبرع بها يتم تجميعها بعد اكتفاء الحالات على أن يتم توزيعها حسب خريطة المستشفيات بعد فحصها وضمان سلامتها من الفيروسات على أن يتم توزيعها فى فترة زمنية لا تتعدى أسبوع تحت إشراف وزارة الصحة. وأكد أن هناك مستشفيات تنتظر مثل هذه الكوارث لتغتنم الفرصة فى تجميع أكبر كمية من الدم من خلال المتبرعين لعدم وجود ثقافة التبرع عند المصريين والتخوف الدائم من سيارات التبرع التى توجد على أطراف المدن والميادين، وأيضًا وجود شكوك حول عدم الرقابة التامة من قبل الوزارة على هذه السيارات وعدم ضمان وصول الكميات المجمعة من أكياس الدم إلى بنك الدم مما يفتح باب السوق السوداء للدم. وأضاف أن الألبومين وهى عبارة عن حقن أو أكياس والتى تعطى لمرضى الكبد الحالات المتقدمة والتى نقوم باستيرادها من الخارج وصل سعرها خلال شهرين من 270 جنيهًا إلى 720 جنيهًا ولا يتم الحصول عليها بسهولة الأمر الذى يهدد حياة المئات من هؤلاء الذين يحتاجون إلى الدم بصورة دائمة.