(الفن حق الصُم) شعار المبادرة الذى أطلقها اثنان من الصحفيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعى لترجمة الأعمال السينمائية والدرامية للصم والبكم وتحويلها إلى نصوص مكتوبة على شاشات خاصة، ليتمكنوا من مشاهدتها والتفاعل معها أيضًا، وهو ما ظهر جليًا فى عدد من الأفلام التى قاموا بإعادة تمثيلها، أبرزهم «122»، «خطيب مراتى» و«الضيف». ولم يكن هذا هو الأمر الأول من نوعه، حيث طالبت من قبل نقابة «مترجمى لغة الإشارة» صناع الأعمال الفنية من مسلسلات، بإتاحة الفرصة لذوى الاحتياجات الخاصة «الصم والبكم» لمتابعة هذه الأعمال الفنية، بتقديم تسهيلات لهم من خلال ترجمة الأعمال إلى لغة الإشارة، مثلما كان يحدث فى الماضى بعدد من الأعمال والبرامج ونشرات الأخبار، خاصة أنهم محرومون من الاستمتاع بمشاهدة وفهم هذه الأعمال، وهو الأمر الذى علق عليه أشرف زكى بأنه حق لهم. وتأتى هذه الحملة بالتزامن مع الاهتمام مؤخرًا من قبل صُناع السينما بدمج الأُناس من ذوى الصم والبكم فى الفن، وظهر ذلك فى فيلم (122) المعروض بالسينما حاليًا، حيث تُجسد خلاله النجمة أمينة خليل دور فتاة من ضعاف السمع والكلام، باشتراك الممثلة الشابة من ضعاف السمع هاجر عادل التى ظهرت بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الماضى، وتُشارك بفيلم «خطيب مراتى» الذى لم يُعرض حتى الآن. وقال بلال همام، مؤسس المبادرة: «أخى الصغير لديه إعاقة تأخر نمو ولا يفهم ما يُعرض على شاشة التليفزيون، ومن هنا جاءت الفكرة، خاصة أن من حق أخى وذويه أن يفهموا ما يُعرض على الشاشة من أعمال درامية وفنية». وأشار إلى أن عدد الصُم فى المجتمع المصرى حوالى 7 ملايين ونصف أصم، مضيفًا: «هذا العدد الكبير محروم من الخروج لمشاهدة السينما أو الجلوس مع الأسرة وفهم ما يدور بالتليفزيون، وفكرة الحملة بسيطة وغير مُكلفة تجعل الناس تتعاون معها». ولفت إلى أنه تم الترويج للفكرة من خلال النقابات المعنية بالفن وأكثر من جهاز إعلامى والأجهزة الرقابية حتى تجبر صُناع الأعمال الفنية على وضع الترجمة للصُم والاقتناع بالفكرة أن من حقهم «الفرجة». وأوضح أنه تم التواصل مع بعض الفنانين الذين رحبوا بالفكرة، وكان من أبرزهم محمد جمعة، أحمد داود، إدوارد وهاجر الشرنوبى وغيرهم من الممثلين والمنتجين وصُناع الأعمال الفنية والسينمائية. وتابع: «دينا عبدالعزيز النائبة عن دائرة حلوان تواصلت معنا لتعميم الفكرة كقانون أو مشروع لمبادرة (فرجونا معاكم) وبالفعل قدمت استجوابًا، وأكدت أنه تمت الموافقة على مشروع قانون لذوى الاحتياجات الخاصة، وسيتم إدخال فكرة المبادرة ضمن القانون لمساعدة تلك الفئة من فهم ما يُعرض على الشاشة». بينما أكدت هايدى عبدالرافع، صحفية ومؤسسة مبادرة (فرجونا معاكم)، أن فكرة الحملة بعيدة عن أن تكون الأفلام بلغة الإشارة سواء فى الدراما أو السينما لأن ذلك سيكون تكلفة إنتاجية عالية على المنتجين والهيئات الإنتاجية، مشيرة إلى أنهم يطالبون بوجود نص مكتوب للصم والبكم لتسهيل مشاهدة الأعمال الفنية بشكل سهل وبسيط وطريقة غير مُكلفة لصُناع الفن. وأشارت إلى أن الحملة تقوم حاليًا بعمل استطلاع رأى وبحث ميدانى لذوى الصُم والبكم لمعرفة الأفلام المفضلة لديهم أو نوعية الأعمال الدرامية والسينمائية التى يفضلونها لبدء ترجمتها كخطوة أولى، موضحة أن وسيلة العرض ستكون فى السينما وترجمة الفيلم ستكون بشكل مترجم مكتوب وليس لغة إشارة كما هو متعارف عليه. واستكملت: «البداية لترجمة الأفلام للصُم والبُكم ستكون عبر اليوتيوب للوصول إلى 7 ملايين أبكم وأصم حتى فى القرى وجميع المحافظات بمصر وليس القاهرة فقط، وفيلم (122) خطوة تجريبية جيدة من المنتج سيف ربيع.