"أنا مصري" قالتها عيون أحد عمال معبد هابو، وهو جالس واضعا ساقا على ساق، وعلى وجهه الأسمر أختلطت نظرات الفخر والتأمل لجمال المعبد وروعة الشمس التي جعلت محيط المعبد كرقعة ذهبية على أرض الأقصر المصرية.
شهد معبد هابو إقبالا كبيرا من السياح من مختلف الجنسيات، وأحتشد الزوار للتمتع بتفاصيل العمارة الفرعونية، حيث يعد معبد مدينة هابو أو معبد رمسيس الثالث، من أعظم معابد الأسره العشرون، شيده الملك رمسيس الثالث لإقامة الطقوس الجنائزية له ولعبادة المعبود آمون .
عمارة المعبد: ويتكوّن المعبد من مدخل عظيم محاط ببرجين، على هذه الأبراج نقوش تمثّل أذرع الأسرة وصور لرمسيس الثالث، والطبقات العليا لهذين البرجين كانت مخصصة للحريم الملكي، يعتبر هذا المعبد أفخم المعابد أثاثاً ونقشاً، وكان تمثال (آمون) به مزيّن بالأحجار الكريمة، على جدران المعبد نجد نقوشاً قيّمة، منظراً يصوّر الانتصار البحري على قبائل شعوب البحر (الشردانا) ،ومناظر أخرى تمثّل الحملة البحريّة على الليبيين كما نرى بعض المعبودات حاملة القرابين من الضياع الملكيّة تحضّرها للمعبود آمون في المعبد.
تشييد المعبد: شيد المعبد في بداية حكم الملك رمسيس الثالث كمعبد جنائزي، وأشرف على بناء المعبد "أمون مس" أمين خزانة معبد آمون. ويشير النصف الأول للتسمية المعاصرة للمعبد، إلى المدينة المسيحية التي بنيت بداخل حوائط المعبد. ويرجح البعض أن كلمة هابو، تشير إلى أمنحتب ابن حابو، وزير أمنحتب الثالث. كما ان هناك اعتقاد أن هذه التسمية ترجع إلى الكاهن المسيحي، الذي كان يقيم في هذه البقعة بعد ذلك.
لتخليد ذكرى الملوك: يعتبر هذا المعبد من أكبر المعابد الجنائزية التي خُصصت لتخليد ذكرى الملوك في عصر الدولة الحديثة. وتبلغ مساحته ما يقرب من 320 مترًا طولاً من الشرق إلى الغرب، و200 مترًا عرضًا من الشمال إلى الجنوب، وهو يعتبر المعبد الوحيد المحصن.
مراحل تشييد المعبد: شيد المعبد على مرحلتين، فالمرحلة الاولى تشمل بناء المعبد وملحقاته داخل سور مستطيل. والمرحلة الثانية بدأت اغلب الظن في النصف الثاني من حكم الملك رمسيس الثالث وفي هذه الفترة تم تشييد السور الخارجي ببوابتيه الكبيرتين المحصنتين في كل من الشرق والغرب وقد شيد بين السورين في الشمال والجنوب منازل الكهنة والقائمين على المعبد.