يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، الذي تنطلق أعماله غداً في مدينة ميونخ الألمانية، ولمدة 3 أيام، بحضور نحو 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية و30 من وزراء الدفاع و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين والاستراتيجيين. ويشارك في المؤتمر أيضاً المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل، بعد غيابها عن الحضور العام الماضي، والرئيس الأفغاني محمد أشرف غني ورؤساء رومانيا كلاوس لوهانيس، وأوكرانيا بيترو بوروشينكو، ورواندا بول كيجامي، ورئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد. كما يشارك نائب الرئيس الامريكي مايك بينس ووزير الدفاع بالإنابة باتريك شانهان.. ويشارك أيضا الممثلة العليا للشئون الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا مورجيني، وسكرتير عام حلف الأطلنطي يانس ستولتينبيرج والمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي والرئيس التنفيذي للبنك الدولي كريستالينا جورجييڤا، كما يشارك وزراء خارجية ألمانياوروسيا والعراق وإيران وباكستان والفلبين، وكذلك وزراء دفاع بريطانيا وفرنسا وكندا وسنغافورة وتركيا. ويناقش المؤتمر من خلال أكثر من 100 فاعلية موضوعات متنوعة تتضمن أمن الانترنت وأمن الطاقة والتهديدات العابرة للقومية والأمن الأوروبي وأكد رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية ولفجانج ايشينجر أن الدورة الحالية لعام 2019 للمنتدي هي الأكبر والأهم منذ انشائه قبل 50 عاماً. وينعقد المؤتمر على خلفية تصاعد الحرب الكلامية والتهديدات العسكرية بين الولاياتالمتحدةوروسيا وتراجع الثقة الأمريكية إزاء حلف شمال الأطلنطي وتشديد الخطاب السياسي في العديد من بلدان العالم. وأعرب رئيس المنتدي عن قلقه إزاء هذه الأوضاع قائلاً: إنه يعتقد أنه سيكون أمرا كارثيا بالنسبة لمستقبل كوكب الأرض أن نترك الأمر وتتطور بين القوى الدولية فيما يشبه الصراع التقليدي على التنافس العقيم بين هذه القوى. وأعرب عن اعتقاده بأن هناك ما يكفي من النقاط المشتركة بين روسياوالولاياتالمتحدة وبين أوروبا والصين والعالم كله، لكي نسعى للعمل معاً لتغليب التعاون والاندماج على الصراع الذي يبدو أنه يطفو على السطح في عام 2019. ويشير التقرير السنوي للمؤتمر، الذي يقع في 100 صفحة، إلى القلق أيضاً إزاء التحالف بين روسيا والصين في مواجهة الغرب، والانسحاب الأمريكي من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدي، ومن المخاوف المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.. ويرى ولفجانج ايشينجر ان المناخ الجيوسياسي العالمي يمثل تحدياً للاتحاد الأوروبي الذي يتعين عليه أن يدفع في اتجاه اقامة نظام عالمي حر. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد التقي خلال زيارته السابقة لبرلين في 28 أكتوبر الماضي مع رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية ولفجانج ايشينجر Wolfgang Ischinger، حيث شدد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، على أهمية عملية بناء الوعي لدى شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلي ومن ثم الشروع في الإصلاح وصياغة الحلول بناءً على تشخيص سليم على نحو ينهى معاناة تلك الشعوب ويطلق مرحلة حقيقية من التنمية في المنطقة. وقد وجه رئيس مؤتمر ميونخ الدعوة للرئيس السيسي للمشاركة في أعمال مؤتمر ميونخ للأمن عام 2019، مواكبة لتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى خلال 2019، لتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر إزاء القضايا الإقليمية المختلفة. يذكر أن مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية هو أحد أهم المحافل العالمية السياسية وملتقي العديد من القادة والشخصيات الدولية من مختلف العالم في المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، لتبادل وجهات النظر والأراء وبحث سبل تسوية النزاعات سلمياً من خلال الحوار المعمق بين الخبراء المتخصصين في تلك المجالات.