أثارت زيارة السفير الإسرائيلي في القاهرة دافيد جوفرين، لمعرض الكتاب، الأسبوع الماضي، أزمة كبيرة في الأوساط المصرية، خاصة الثقافية، الذين أعلنوا رفضهم الكامل لزيارته للمعرض، في حين أعلنت هيئة الكتاب، عن أن الزيارة غير رسمية لوم يتم استقباله. بعيدا عن الزيارة والانتقادات، ظهر السفير الإسرائيلي في الصور التي نشرها في تغريدة على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، ممسكا بكتاب عنوانه "الاشتراكية الناصرية والانفتاحية الساداتية"، وهو كتاب يحلل هاتين الحقبتين من تاريخ مصر". وعلق مغردون على هذه الصورة، بأن "عبد الناصر" و "السادات" ما زالا يمثلا "بعبعا" بالنسبة لإسرائيل، خاصة بعد هزيمة حرب أكتوبر 73". الكتاب الذي أمسك به السفير الإسرائيلي، هو عبارة عن دراسة تعتمد المنهج الببليوتاريخي التحليلي للتعرف على الدور الذي لعبه "الكتاب" في التشكيل والتحويل الأيديولوجي في حقبتين من حقب تاريخ مصر المعاصر وهما: الاشتراكية الناصرية والانفتاحية الساداتية. ورصدت الدراسة 703 كتاب في موضوعي الاشتراكية والانفتاحية خلال الفترة من عام 1945م إلى عام 1985م، وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها اعتماد الحقبة الاشتراكية الناصرية بدرجة كبيرة على "الكتاب" كأداة لتشكيل المجتمع المصري أيديولوجياً بالاشتراكية، بينما شهدت الحقبة الانفتاحية الساداتية ضعفاً في الاعتماد على "الكتاب" كأداة لتحويل المجتمع المصري أيديولوجياً صوب الانفتاحية. جولة السفير الإسرائيلي أيضا، شملت وقوفه أمام مجموعة من الكتب، يظهر منها كتاب بعنوان "رب صدفة خير من ألف ميعاد". رواية الجهات المسئولة لم تمحو آثار هذه الزيارة على المصريين، الذي يترسخ في أذهانهم فكرة رفض كامل للتعامل مع الكيان الصهيوني، خاصة في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، والاعتداء المستمر من الكيان الاسرائيلي المحتل على الفلسطينين". حسب مصادر بمعرض الكتاب فإن زيارة السفير الإسرائيلي، لم تكن رسمية، ولو يتم توجيه أي دعوة للسفير الإسرائيلي لزيارة المعرض، مشيرا إلى أن السفير دخل المعرض بعد شراء تذكرة دخول من بائعي التذاكر كأي زائر، موضحا "كان يرافقه في الزيارة شخص آخر". المصادر أشارت إلى أن هذه الزيارة الغير رسمية، كانت الثانية له، مضيفا "هذه الزيارة هي الثانية بنفس الطريقة ودون دعوة، السفير ومرافقه تسللا وسط الجمهور إلى المعرض بعد شراء التذاكر كأي زائر، ثم أجرى جولة سريعة، والتقط صورتين ثم غادر مسرعا، دون أي يلفت انتباه أحد، ولم تدم زيارته للمعرض سوى دقائق معدودة". وشددت المصادر، في تصريحات سابقة، على عدم توجيه دعوة رسمية، إلى السفير الإسرائيلي، ولم يتم استقباله من أي مسئول، خلال الاحتفال هذا العام باليوبيل الذهبى للمعرض، وفقًا لما أعلنته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهذا ما أكده الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، حول أن زيارة السفير الإسرائيلي غير رسمية، مشددًا على أنَّه "لم يجرى إبلاغنا بها ولم نسمع بوجوده". وأشار في تصريحات صحفية، إلى أن السفير الإسرائيلي زار المعرض مثله مثل أي زائر، موضحا أنه مر بالخطوات التي يجريها أي زائر من قطع تذكرة عبر "شباك التذاكر"، والوقوف في "طوابير الدخول"، متابعًا "لا يمكننا منعه". وذكرت السفارة، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن "السفير محب للقراءة وكان منبهرًا جدًا من المكان الجديد للمعرض وعبر قائلًا "إنه مكان أكبر وأجمل مما يُعطي للكتاب قيمته ومكانته". وأدانت عدد من الجهات هذه الزيارة، كان على رأسها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين التي أكدت أن هذه التصرفات الصبيانية للسفير ومحاولته للإيحاء بوجود حالة من التطبيع الثقافي، لن تثني الشعب المصري عن التأكيد على رفضه لكل شكل من أشكال التطبيع. وشددت اللجنة على تمسكها بقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره الموقف الرسمي للشعب المصري وفي القلب منهم الصحفيون.