أمهات: سعرها رخيص جدًا وعرضتنا لمشاكل جلدية خطيرة أثار تقرير نشرته إحدى وكالات الأنباء العالمية خلال الأيام القليلة الماضية عن أن شركة عالمية تصنع بودرة الأطفال، تستخدم مادة الأسبستوس جدلًا واسعًا، وذلك بعد أن أوضحت سيدة تدعى كوكر كانت تستخدم لصغيرها لتكتشف إصابتها بسرطان الرئة عبر استنشاقها للبودرة، لتقوم الأخيرة برفع دعوى قضائية، ضد الشركة وضمن الدعوى تقرير طبى يثبت إصابتها بسرطان الرئة نتيجة استنشاقها البودرة، بينما نفت الشركة فى تقرير لها والتى قدمته للمحكمة عدم استخدامها للمادة المذكورة وأنها تستخدم مادة جيرية تدعى «الأسبست». وفى عام 1976، عندما كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تزن حدود الأسبستوس فى منتجات التلك التجميلية، صرحت بأن شركة جونسون آند جونسون لم يتم اكتشاف أى أسبستوس فى أى عينة من مادة التلك. الكارثة الأكبر هى ما يفعله أصحاب مصانع بير السلم التى تنتج، بودرة أطفال أيضًا ويتم توزيعها بالمحافظات الأكثر فقرًا بالقرى والنجوع، ليصاب أطفال فى شهورهم الأولى بالارتكاريا والتهاب الخصية. أمهات يفترشن عيادات الجلدية والتجميل وأخريات يمكثن طويلًا داخل أقسام الجلدية بالمستشفيات الحكومية بعد أن دمرت بودرة الأطفال المغشوشة أجساد الأطفال. سهام حسن أم تبلغ من العمر 35 عامًا قالت إنها قامت بشراء بودرة الأطفال ولا تهتم بالاسم فالأهم عند السيدات فى الأرياف هو المحلات وأيضًا تقوم سيارة نقل بالسير داخل القرية تخرج السيدات لشراء ما يلزمهن من المنظفات، وكذلك بودرة الأطفال المصنعة بإحدى القرى المجاورة، وتضيف أنه يوجد منزل بالقرية على أطراف الظهير الصحراوى، يصنع بداخله المنظفات وبودرة الأطفال ويقومون بلصق علامات تجارية معروفة. وتستكمل: أصيب طفلها منذ ثلاث سنوات والتى كانت تستخدم له بودرة من خلال الباعة الجائلين بالقرية بحساسية جلدية والتى تضاعفت فلا يستطيع الطفل النوم من كثرة الحساسية. وتضيف «حنان سيد»، 32 سنة، قرية ميدوم شمال غرب محافظة بنى سويف: منذ زمن وأنا أستخدم بودرة للأماكن الحساسة خشية التسلخات فى فصل الصيف، هذه البودرة لا أهتم لنوعها فهى تباع داخل محلات بيع المنظفات بالقرية أصبت بحساسية نادرة، تفاقمت المشكلة وأنا لم أزل أعانى طوال حياتى بشكل طبيعى. من جانبه أوضح الدكتور سعد حسين، صيدلى، أن هناك أنواع كثيرة من بودرة الأطفال وأيضًا بودرة السيدات للأماكن الحساسة منها ذات علامات تجارية معروفة وتوزع من خلال الصيدليات ومحال بيع مستحضرات التجميل المرخصة، أيضًا هناك عبوات بودرة أطفال تصنع فى مصانع بير السلم والتى لا تخضع لمقاييس تسبب الحساسية، ويضيف هناك صيدليات تباع بها هذه البودرة ذات السعر المنخفض داخل القرى والنجوع وذلك للظروف المعيشية. ويضيف الدكتور محمد لبيب، أستاذ الجلدية والعقم بقصر العينى، أن هناك مشكلات عديدة نواجهها فى أقسام الجلدية بالمستشفيات وهى غياب الوعى لدى السيدات، خاصة السيدات التى يأتين من المحافظات والأقاليم، وتظل المشكلة واحدة بين الأطفال الذين يأتون وهى استخدامهن بودرة أطفال مصنعة فى بير السلم، ويستكمل منذ فترة جاءت سيدة تحمل طفلًا مصابًا ب5 أنواع من الحساسية التى سببتها البودرة ولم تكتف السيدة كلما صرخ الطفل تزيد فى البودرة على أمل التخلص من الإحمرار، وبعد حجزها فى قسم الجلدية لتقرح فى منطقة الخصية، جاءت بالبودرة وكالعادة مر الطبيب للاطمئنان على الأطفال، وجدها تضع البودرة التى آتت بها خصيصًا من قريتها إلى القاهرة، أخذ الطبيب البودرة ونصحها بعدم وضع سوى المراهم الموصوفة لها، ويؤكد أن علبة البودرة تحمل اسمًا غريبًا وغير مدون بها تاريخ تسجيل أو تصنيع وتحمل اسم منطقة صناعية ليس لها محل. وأضاف «لبيب»: نواجه مشكلة أكبر بين السيدات اللاتى يستخدمن البودرات فى تبييض وتفتيح الأماكن الحساسة دون التأكد من جودتها فأقسام الجلدية وأقسام التجميل ممتلئة بفتيات يقمن بتجربة البودرة مع مكونات أخرى للتفتيح لتفاجئ بتشوه. ومن جهته قال محمود فؤاد، رئيس مركز الحق فى الدواء: إنه يتابع هذه القضية مع عدد من المنظمات الدولية حول العالم، وسير الأحداث، حيث إن المنتج يتم استخدامه فى القاهرة والعواصم العربية بمبيعات وصلت سنة 2017 إلى 2 مليار و300 مليون دولار، موضحًا أن العالم ينتظر النتائج الكاملة، لأن الصنف المتهم يستخدمه ملايين من البشر فى أنحاء العالم، الأمر الذى يؤكد ضلوع شركات فى تحقيق الأرباح بالمليارات لتحقيق مصالحها ومشروعاتها دون النظر لحماية وصيانة الأرواح كما تدعى عدد من الشركات العالمية ذلك التى اعتادت على تبرير الاتهامات بحجج يثبت عدم صحتها.