الأطفال يعانون البلهارسيا ويواجهون الموت والأهالى مصابون بالفشل الكلوى على بعد 2 كيلو متر من قرية أبوصير الملق فى محافظة بنى سويف، تقع عزبة «سيد يوسف » التابعة لقرية الحمام مركز ناصر..المنازل متهالكة يكسوها جريد النخل وألواح الخشب.. النساء يحملن فوق رءوسهن أوانى و «جراكن » كل صباح، متجهات إلى هذه الترعة التى تتوسط العزبة، ما بين فضلات الحيوانات وصرف المنازل الذى يسكب بها. قرابة 5 آلاف نسمة يعانون نقص مياه الشرب لشهور متتالية خاصة فى فصل الصيف، ولم يجدوا أمامهم سوى الهرولة خلف عربة صغيرة متهالكة اعتادت المجئ إلى هذه العزبة لبيع جراكن المياه المكررة مقابل جنيه ونصف، لكن سيدات القرية لا يستطعن سد احتياجات منازلهن من الماء النقى لضيق اليد ويفضلن ماء الترعة وغسيل المصرف. ونتيجة لنقص المياه بين الأطفال وكبار السن انتشرت الأمراض بينهم، وزادت حالات الطلاق، حيث تروى «عزيزه مبروك » شابة ثلاثينية، أن ذهابها إلى الترعة لحمل المياه، كانت سببًا فى انفصالها عن زوجها، مؤكدة أن هناك مشاكل دائمة بين الأزواج، وهناك أكثر من 13 حالة طلاق شهريًا بسبب تأخر السيدات فى الذهاب والعودة وطول المسافات بين المنازل والترعة، بحيث يكون الأزواج فى انتظار زوجاتهم لتناول الغداء، أو بسبب الأطفال حديثى الولادة التى تضطر إلى الأمهات لتركهن فى المنازل حتى عودتهن، حتى أنها فقدت رضيعتها بسبب انزلاقه من أعلى السرير ووفاته بالحال عندما كانت تقوم بجلب المياه من الترعة. حكايات المرضى «فارس » طفل لم يتعد عمره 7 أعوام أصيب بفشل كلوى، الأمر الذى يجعل والدته فى أزمة بسبب جلسة الغسيل الكلوى، ولم تكن حالة «فارس » هى الأولى بل طال أيضا هذا الشاب الأربعينى الذى يحمل فوق ظهره حقيبة صغيرة بها الحذاء المتهالك وقميص مهلهل، حيث يعمل بالمحارة، ويروى «سيد حميدة » معاناته: نعانى نقص المياه، وعانيت من ألم بجانبى واشتد الألم فذهبت إلى الطبيب وعقب إجراء التحاليل، تبين أنى مصاب بالفشل الكلوى. ويضيف «أحمد حميدة 60 » عامًا أصبت بفشل كلوى، نتيجة الماء الملوث، وأيضًا الأمراض الجلدية التى لا أستطيع تحملها . وتضيف «سناء متولى، والدة، محمد زين 9 » أعوام الذى أصيب بدودة فى الأمعاء شخصها بعض الأطباء «بالبلهارسيا .» موت الأطفال تروى «حنان عبدالناصر » معاناة السيدات التى اعتادت الذهاب إلى الترعة لحمل الماء، وهذه المياه تسبب أمراضًا لأطفالنا، وتلتقط «صباح سيد » أطراف الحديث قائلة: نحمل ما يقرب 20 نقلة مياه فى اليوم الواحد فوق رءوسنا ذهابًا وعودة «حتى أصيبت أقدامنا والعمود الفقرى، وتصل المياه كل يومين فى الشتاء ولمدة ساعة وغالبًا ما تكون بعد منتصف الليل الأمر الذى يجعل السيدات يجلسن أمام منازلهن لساعات طويلة بالليل فى انتظار «الفرج »، ولم يقتصر الأمر على ذلك فشهريًا لابد أن نسمع عن خبر وفاة أحد الأطفال. شكاوى بالأدارج: يقول «خالد عبدالغنى » أحد شيوخ العزبة، سبق وتقدمنا بشكاوى عديدة إلى رئيس شركة مياه الشرب ببنى سويف، ولكنها وضعت فى الأدراج ولم يتغير الأمر، مؤكدًا أن بعض الأطفال أصيبوا بأمراض عديدة مثل البلهارسيا والفشل الكلوى وأيضا الأمراض الجلدية . النواب من جهته نفى النائب «هشام مجدى » عضو مجلس النواب عن دائرة مركز ناصر، وصول شكاوى من قبل «عزبة سيد يوسف » بشأن نقص المياه أو انقطاعها، مؤكدًا أنه سبق وتقدم بطلبات لمجلس النواب بضرورة إنشاء محطة مياه جديدة لسد احتياجات المواطنين من الماء بخاصة أن مركز الواسطى أيضًا يعانى نقص المياه بصورة دائمة، أو رفع سعة محطة «اشمنت » حتى 1200 لتر للثانية، إلا أن الموازنة لاتتحمل هذه المبالغ. بينما رفض ديوان عام محافظة بنى سويف التعليق على الأزمة التى يعانيها أهالى عزبة «سيد يوسف » بمركز ناصر فى بنى سويف.