اختتمت فعاليات المخيم الكشفي العربي الثلاثون الذي نظمته وزارة الدولة لشئون الشباب بالتعاون مع الاتحاد العام للكشافة والمرشدات، والمنظمة الكشفية العربية بالمدينة الشبابية بأبي قير بالإسكندرية والمعسكر الدولي الدائم ببورسعيد والقاهرة خلال الفترة من 24 أغسطس الماضي حتى 2 سبتمبر الجاري تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء. شارك في المخيم 1200 كشاف من 12 دولة عربية و31 دولة أجنبية من ضمنهم دول حوض النيل، وتضمن تنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج الهادفة لتوعية الشباب الكشافين وتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات حيث تخلل المخيم برنامج "قرية التنمية" التي قامت خلاله مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني بتقديم عدد من الورش التدريبية المختلفة لتوعية الشباب بأدوار مؤسسات المجتمع المدني المصرية من جانب، والتعرف على أهم القضايا والتحديات التي تواجه شباب العرب، وتعرقل مسيرة التنمية والتقدم لأوطانهم من جانب أخر. كما قامت مجموعة من الشباب بممارسة بعض الأنشطة البحرية كرياضات السباحة والتجديف والغوص، وعدد من الأنشطة الجوية كنماذج الطائرات بمطار النزهة بالإسكندرية، فضلا عن زيارة أهم المعالم السياحية والأثرية بمحافظتي القاهرة والإسكندرية. وعلى مدار يوم كامل مارس الشباب حياة الخلاء بالمعسكر الدولي الدائم ببورسعيد بهدف غرس مجموعة من القيم والمبادئ الهامة في نفوس المشاركين كالاعتماد على النفس، والالتزام، والانضباط، والقدرة على التعايش مع الطبيعة بأقل الإمكانيات المتاحة، وتضمن اليوم حزمة من الأنشطة المتميزة تمثلت في "الخدمة العامة، التخييم والريادة، اقتفاء الأثر، قياس الارتفاعات والعروض، الطهي الخلوي، وميدان الموانع"، بالإضافة التي التعرف على أهم المعالم السياحية التي تتميز بها المدينة الباسلة من خلال تنفيذ برنامج "بورسعيد الوطنية". كما شهد المخيم تنظيم الأمسية الدولية، واليوم العربي للكشافين بحضور الدكتور أسامة ياسين وزير الدولة لشئون الشباب والسيد رشيد حمد سفير دولة الكويت بالقاهرة، وافتتح وزير الشباب المعرض الوطني الذي عرضت خلاله الدول العربية والأجنبية المشاركة بالمخيم مجموعة من اللوحات الفنية المتميزة، والكتيبات التعريفية بدور وأهمية الحركة الكشفية داخل كل دولة، بالإضافة إلي عرض أهم الأكلات والمشغولات اليدوية، والمنتجات الصغيرة التي تميز كل دولة مشاركة في فعاليات العُرس الكشفي. وشارك في المعرض شباب دول "مصر، اليمن، الكويت، الأردن، لبنان، ليبيا، السودان، جنوب السودان، وسلطنة عمان، قطر، السعودية، الجزائر، تونس، أوكرانيا، جورجيا، كينيا، أثيوبيا، الكونغو، رواندا، تنزانيا". وفى سياق الأحداث، وتحت عنوان "المواطنة الفعالة"، تم تنظيم ندوة عرفاء الطلائع، وملتقى القادة للكشافين المشاركين بالمخيم للحديث حول أهمية إرساء مبدأ المواطنة داخل المجتمع، وتعريف الشباب بكافة حقوقهم وواجباتهم لتأديتها على أكمل وجه، كما تم تنظيم ندوة تعريفية حول دور اتحاد الشباب الإفريقي داخل القارة الإفريقية، شارك فيها 18 جوالا من دول حوض النيل لتعريفهم بأهمية الأنشطة الشبابية التي تنظمها مصر داخل القارة السمراء، فضلا عن لقائهم بمسئولي ملف حوض النيل والتعاون الثنائي المشترك بوزارتي الخارجية والموارد المائية والري للحديث حول كيفية تعظيم المصلحة المتبادلة في توزيع واستخدام المياه بين دول الحوض. وكانت لقاءات المسئولين المصريين بالشباب العربي في افتتاح المخيم، وأثناء فعالياته لها الأثر الكبير في نفوس الكشافين ما جعلهم يشعرون بمدى حرص مصر على إنجاح المخيم، وتحقيق أهدافه كاملة. وأوضح الدكتور أسامة ياسين وزير الدول لشئون الشباب أن الحركة الكشفية تهدف توعية النشء والشباب وتنميتهم في مختلف المجالات كخطوة هامة تمهد لبناء المواطن الفعال الإيجابي المهتم بقضايا وشئون بلاده، مبينا أن المخيم الكشفي العربي الثلاثين سعى لتحقيق هذه الأهداف الحيوية من خلال ما تضمنه من أنشطة وفعاليات متميزة نالت إعجاب جميع الكشافين المشاركين. وأضاف أن تنظيم مصر لفعاليات المخيم جاء ليؤكد على حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد، ورغبة في تحقيق التواصل والترابط بين شباب الوطن العربي، وتبادل الثقافات والمناقشات بينهم حول مختلف الأمور، مبينا أن هذا الأمر كان واضحا خلال فعاليات الأمسية الدولية التي احتضنها المخيم. فيما أكد د. حمدي موسي – رئيس الاتحاد العام للكشافة والمرشدات على أن المخيم قام بتوطيد أواصر الصداقات بين الشباب العربي والدولي والإفريقي، وساهم في صقل معرفتهم الثقافية بأهمية ودور مؤسسات المجتمع المدني داخل المجتمع من خلال قرية التنمية، مشيرا أن الدول العربية حرصت على المشاركة في الفعاليات بشكل إيجابي، و ساهمت بصورة كبيرة في تحقيق الأهداف الحيوية للمخيم، وعبروا بكل صدق عن روح الحياة الكشفية التي تقوم على مبادئ وأسس في غاية الأهمية. ومن جانبه، أعرب د.عاطف عبد المجيد – الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية عن سعادته بنجاح مصر في تنظيم فعاليات المخيم الكشفي العربي الثلاثين بمشاركة مجموعة من شباب أعضاء الجمعيات الكشفية العربية ذات الخبرات في مجال العمل الشبابي، مشيرا أن هذه الاستضافة تؤكد دور مصر الريادي بين الأمم العربية، وتضيف طابعا خاصا لحاضر ومستقبل الكشافة العربية. وتمنى أمين المنظمة أن تزول الحدود الوهمية الموجودة بين الدول العربية لتصبح بحق أمة واحدة تطالب بحقوقها، وتدافع عن مكانتها بين الأمم. فيما يري القائد خالد بن على – رئيس الوفد السعودي أن المخيم الكشفي العربي الثلاثين هذا العام قمة في التنظيم والأنشطة والفعاليات، وتفوق بشكل كبير وملفت للنظر عن فعاليات المخيم الكشفي رقم 29 الذي سبق وأن تم تنظيمه في مصر منذ ثلاث أعوام، لافتا إلى أن مصر سخرت كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح فعاليات المخيم، وخرجت به في أبهى صورة له، مقدما الشكر إلى القائمين على تنظيم المخيم الذين ذللوا كافة العقبات التي واجهت الشباب الكشافين، ووفروا لهم كل ما يحتاجونه خلال فعاليات المخيم. ومن ناحيته، أعرب القائد المصري عبد العظيم محمد -قائد مخيم سعد زغلول بالمدينة الشبابية بالإسكندرية- عن سعادته البالغة بالاحتفال بمئوية الكشافة العربية على أرض مصر خلال فعاليات المخيم الذي كسر الحدود الوهمية بين الدول العربية، وتفاعل شباب كل الدولة معا، وترابطوا في يد واحدة. ويرى أن أهم ايجابيات المخيم تتمثل في مشاركة الشباب العربي بعدد كبير، بالإضافة إلى الدعم الكامل المقدم من الحكومة المصرية لضمان نجاح فعاليات المخيم وتنفيذها علي أكمل وجه، وقال في رسالة لشباب الدول العربية "كم يصعب علينا فراقكم، ولكن هذه حال الدنيا، وعلى أمل أن نجتمع قريبا بإذن الله".