إغراء الجوائز الضخمة والفارهة نجح فى إيقاع ضحايا ينفقون أموالهم للحصول عليها، ورغم انتشار طرق متعددة للنصب فإن الضحايا لا يزال لديهم أمل لفرصة الحظ التى قد تكون سيارة آخر موديل، لا يعلمون أنه تم استغلال الوسائل التكنولوجية الحديثة فى رسم خططهم وإقناع الضحايا. التشكيل الجديد كشفت عنه شرطة الاتصالات بالإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، انتحل خلالها أفراد التشكيل صفة ممثلى خدمة عملاء، ونجحوا فى الاتصال بعملائهم من أرقام فعلية خاصة بالشركة التى يتبعون لها وإقناعهم بدخولهم سحب على جائزة كبرى، ولكن يشترط أن تحول مبالغ مالية لدخول السحب وستسترد أموالك فى حالة الخسارة، ولم يعلم الضحايا أن رقم خدمة العملاء هذا ما هو إلا برنامج من خلال أحد التطبيقات الحديثة ومن هنا كانت الكارثة والتى نجح من خلالها التشكيل فى جمع ملايين الجنيهات. «مساء الخير يا فندم.. مبروووك رقم حضرتك كسب معانا سيارة موديل 2018» اتصال هاتفى بشكل عشوائى من رقم خدمة عملاء حقيقى، فهو بالنسبة للضحية الرقم الفعلى الذى يتصل به عند الحاجة للدعم الفنى، ولكن فى الحقيقة نجح اللصوص فى استحداث تطبيق يظهر من خلاله ذات رقم خدمة العملاء، ليستطيع إقناع الضحية بكل سهولة. فرحة عارمة من الأسرة بعد هذه المكالمة خاصة إن كانت هذه الأسرة فى حاجة فعلًا إلى هذه الجائزة لتبدأ مظاهر الاحتفال ولكن قبل نهاية المكالمة يبدأ الإغراء بجملة «لو حضرتك حابب تدخل السحب لازم تحول مبلغ مالى على الحساب الخاص بالشركة وتسترده فب حالة الخسارة»؛ وبناء عليه تقع الضحية فى الفخ، وبعد مرور عدة أيام فى انتظار الدخول فى السحب لا تسمع سوى رسالة: «عفوًا هذا الرقم غير موجود بالخدمة» ليعلم أنه وقع فى حيلة جديدة من طرق النصب. معلومات وتحريات مباحث شرطة الاتصالات كشفت قيام أشخاص مجهولين بانتحال صفة ممثلى خدمة عملاء إحدى شركات الاتصالات، وتحصيل من العملاء على مبالغ مالية مختلفة القيمة عقب الاتصال بهم من رقم خدمة العملاء الخاص بالشركة، وإيهامهم بفوزهم بسيارة، ومن خلال جمع المعلومات وتكثيف التحريات بالاشتراك مع مديريتى أمن (الجيزة، القليوبية) وقطاع الأمن العام لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها.. فقد أسفرت الجهود إلى أن وراء ارتكاب تلك الوقائع تشكيل عصابى تخصص أفراده فى النصب والاحتيال، ويتزعمه شخص يدعى «ر.س.ا» 34 سنة، ومعه ثلاثة آخرون هم: «م.س»، 31 سنة، «أ.ش.أ» 32 سنة، و«و.ر.أ» 34 سنة، وأنهم يتخذون فيلا سكنية مستأجرة كمقر لارتكاب نشاطهم الإجرامى، حيث يقوم المتهمون باستخدام تطبيق إلكترونى محظور استخدامه أو تداوله داخل البلاد يتيح تحديد الرقم المرغوب إظهاره للطرف الآخر المستقبل للمكالمة، حيث يقومون بالتحكم فى إظهار خدمة عملاء الاتصالات للمجنى عليهم ما يقنعهم بمشروعية عملهم وأن المتهمين استطاعوا التحصل على مبالغ مالية كبيرة من نشاطهم المؤثم. عقب تقنين الإجراءات تم ضبط الأول، وبحوزته عدد (6) هواتف محمولة صغيرة الحجم لاستخدامها فى الاتصال بعملائه، وعدد (61) خط هاتف، و(4) هواتف ذكية تحتوى على البرامج المشار إليها فى التواصل مع المجنى عليهم، وعدد (2) شريحة، والمحول إليهما مبالغ مالية بقيمة 70 ألف جنيه، بالإضافة إلى سيارة موديل 2013، مملوكة للمتهم الأول، ومبلغ مالى «22٫200»، وعقود تأسيس مصنع بمبلغ 2 مليون جنيه، وكذا حسابات مالية ببعض البنوك. بمواجهة المتهم الأول اعترف بحيازته للهواتف والخطوط بقصد استخدامها فى ارتكاب جرائم النصب، والسيارة والمصنع والمبلغ المالى المضبوط والحسابات المودعة بالبنوك حصيلة جرائم النصب، كما اعترفوا بارتكاب (5) وقائع نصب مماثلة. وبالعرض على اللواء مصطفى صالح الرزاز، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، أمر باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، والعرض على النيابة التى باشرت التحقيق، وأمر مدير مباحث شرطة النقل والمواصلات بتكثيف الجهود لضبط المتهمين الهاربين.