يبدو أن المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة هيلارى كلينتون لن يهدأ لها بال إلا بمحاولة وضع خريطة جديدة للعلاقات بين أمريكا والشرق الأوسط. وبعد أن ساهمت هيلارى فى ثورات الربيع العربى بل وكانت بطلة الأحداث، محاولة تغيير دفة الأمور ووضع خريطة الشرق الأوسط الجديد، وإشعال انتفاضة فى عديد من الدول نتيجيتها الحتمية هى الفوضى، وهى تلك الخطة التى تحطمت صخرتها على يد المصريين شعبًا وجيشًا وشرطة، لكن هيلارى لا تزال تحلم بتحقيق طموحها، وهو ما دفعها للتفكير وبشكل جدى لخوض انتخابات الرئاسة فى 2020، ليكون ذلك بمثابة ثأر لها من ترامب بعد فوزه فى الانتخابات الأخيرة وتبادل الطرفان الاتهامات أمام الأمريكيين. واستغلت هيلارى تراجع شعبية ترامب أمام الأمريكيين نتيجة الأزمات التى يفتعلها من حين لآخر بسبب تصريحاته التى تستفز الأمريكيين، ولذلك حين تم توجيه سؤال لهيلارى الأسبوع الماضى حول إمكانية ترشحها فى الانتخابات، تركت الباب مفتوحًا أمام احتمالية مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020، وقالت: «إنه على الرغم من أنها لا تريد خوض الانتخابات لكنها تود أن تكون رئيسًا»، وذلك بحسب صحيفة «ذا هيل» الأمريكية. وتأتى تصريحات كلينتون وسط تزايد التكهنات حول ما إذا كانت ستخوض الانتخابات مرة أخرى بعد الانتخابات النصفية. أضافت أنها لن تفكر فى احتمالية ترشحها مرة أخرى إلا بعد الانتخابات النصفية المقبلة، وفى سبيل ذلك تخطط هيلارى للعودة مرة ثانية والثأر من ترامب حيث تعمل هيلارى مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون للقيام بجولة تشمل 13 مدينة خلال العام المقبل، وتستضيف مناقشات حول الأحداث الجارية والسياسة فى جميع أنحاء البلاد. صحيفة «بوليتيكو» أعلنت بكل وضوح أن كلينتون هى «مشكلة» لن تختفى ويخشى أن الديمقراطيين «لا يعرفون ماذا يفعلون» بشأنها، بينما ذكرت كاتبة فى صحيفة نيويورك تايمز، أن كلينتون تخطو دائمًا إلى الزلات، واتهمتها «بالغرور الأخلاقى» وكتبت أن «على شخص ما أن يتدخل». وهناك كتاب تحدثوا عن أن هناك حالة غضب لأنهم يخشون من أنها تقود الحرب المقدسة التى ينضمون إليها ضد الرئيس ترامب. ويأتى ترشح هيلارى بينما هناك عدد من المرشحين المحتملين وهم: بيرنى ساندرز، كورى بوكر، كامالا هاريس، إليزابيث وارن، ولا يوجد من هؤلاء منافسًا ثقيلًا قد يقود الحزب ويذهب فى حرب قوية مع ترامب. وقائمة المرشحين المحتملين قد تكون طويلة ومتنوعة ومتنامية -ولكنها ليست مقنعة ولهذا السبب، لا يمكن استبعاد كلينتون، على الرغم من عيوبها الهائلة وهزيمتها مرتين فى السباق الرئاسى، كأفضل أمل للحزب، يعلم الجميع أنها تريده أكثر من أى شخص آخر. وفى حديثها فى منتدى القيادة النسائية الديمقراطى فى واشنطن، حثت هيلارى كلينتون قادة الأحزاب على العودة إلى الأساسيات وتحديد قيم الحزب للناخبين، وهى الأجور العادلة، «الوعد المطلق للرعاية الصحية الشاملة»، والتمويل المدرسى العام، وأنهت كلينتون خطابها قائلة: «سأكون هناك فى كل خطوة على الطريق لأننا سنستعيد البلد الذى نحبه». يذكر أن فترة هيلارى كلينتون كوزيرة فى عهد الرئيس الأمريكى السابق أوباما شهدت صعود نجم جماعة الإخوان الإرهابية والاعتراف بهم، بل ووضعهم كبديل أساسى فى السياسة بالشرق الأوسط، وهو ما اعتبره خصومها نقطة ضعف لعبوا عليها جيدًا، واستطاع ترامب الإطاحة بها بعدها فى انتخابات الرئاسة فى 2016، لكن عودة الحديث عن هيلارى مرة ثانية قد يغير مجرى الأمور فى الشرق الأوسط فى حال إعلانها الترشح ونجاحها أمام ترامب فى الانتخابات القادمة.