أعلنت إسرائيل من جديد عن عزمها على تجديد وترميم كنيسة دير السلطان فى القدس الأمر الذى أثار غضب الرهبان المصريين هناك، فقاموا بوقفة احتجاجية فى ساحة الكنيسة، دخلت على إثرها قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى الكنيسة وضرب وسحل الرهبان المحتجين. هذه ليست المرة الأولى التى تقتحم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلى دير السلطان، حيث تستغل دائمًا الخلاف بين الكنيسة الأرثوذكسية والإثيوبية، حسبما أكد الأب عبدالله يوليو راعى كنيسة الروم الأرثوذكس فى دير السلطان. وأوضح الأب عبدالله يوليو فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، أن هدف إسرائيل السيطرة الكاملة على الكنيسة، خاصة بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس حيث تسعى إلى فرض سيطرتها على كل المؤسسات الدينية فى القدس تمهيدًا لإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال. وأضاف: قوات الاحتلال تستغل الخلاف القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية وكنيسة إثيوبيا فى محاولتها للسيطرة على دير السلطان بالكامل، وللأسف تفعل ذلك عن طريق استخدام بعض الرهبان داخل الكنيسة لزيادة حجم الخلاف بين الكنيستين حتى يتثنى لها السيطرة وللأسف بعضهم يخون وطنه وملته من أجل مصالحهم الخاصة، ويرجع أساس هذه المشكلة إلى عدم استجابة أى من الطرفين للجهود المبذولة لحل الخلاف داخل دير السلطان وتمسك كلا الطرفين بمواقفهم الأمر الذى جعل قولت الاحتلال تستغل هذا الأمر سواء من خلال استخدام الرهبان أو دخول الكنيسة معلنين الترميم وهدفهم السيطرة. لم يستنكر الأب عبدالله يوليو الصمت العالمى ورؤيتهم سحل وضرب الرهبان على الهواء معللًا ذلك لأمرين الأول أن الحكومات العربية لم تتحدث عن الأمر أصلًا بل وتناست القضية الفلسطينية برمتها، وبالتالى لم يتعاطف العالم مع قضية باعها أهلها، والأمر الثانى يكمن فى أن القائم بهذا الفعل هو إسرائيل، وبالتالى لا يستطيع أحد لومها خوفًا من نفوذها والنفوذ الأمريكى أو للمصالح المشتركة بينهما، مشيرًا إلى أن ما يحدث فى دير السلطان هو نموذج مصغر لما يحدث داخل فلسطين ككل من انقسام سياسى وترك القضية الأساسية لهذا نحاول أن نتوصل إلى نقاط اتفاق مشتركة للكنيستين داخل دير السلطان من أجل إنهاء أو حتى تهدئة الخلاف بينهم حتى لا تستغله قوات الاحتلال فى السيطرة على الكنيسة والقدس. وناشد راعى كنيسة الروم الأرثوذكس الجميع والإعلام بعودة الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ولو بكلمة، وكذلك ناشد الجميع بالداخل بدحر الخلاف بينهم والتركيز على مواجهة الاحتلال حتى نحقق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.