مصر صاحبة الذكر في كافة الأديان السماوية ومن قبالها التاريخ الفرعوني، الحافل بالإنجازات والحضارة القديمة التي مازال العالم يبحث في علمه، مصر مجمع الأديان .. حكاية دولة تاريخها سبق الرسائل السماوية ولدت قبل الرسائل السماوية ..حملت عبر العصور شعار الدين لله والوطن الجميع" هنا في أرض "الكنانة " تجتمع الأديان السماوية "يهودية، مسيحية، إسلامية" من خلال أجراس الكنائس وأذان المساجد وترانيم المعبد اليهودي، محمية للهدوء والسلام بعيدا عن العنصرية، عندما تحضر إلى هناك يأتي في ذهنك جملة "الدين لله والوطن الجميع"، جاء اسم "مجمع الأديان" لتلاقي الديانات السماوية في مكان حضاري وتاريخي واحد في مصر. "المعبد اليهودي": وبالعودة للتاريخ، كان المعبد اليهودي هو أول ما بُني بمنطقة مجمع الأديان، وتحول إلى كنيسة في عهد أحمد بن طولون وسمي بكنيسة الشماعين، وعاد مرة أخرى كمعبد بعد أن اشترته الطائفة اليهودية وزعيمها في ذلك الوقت "إبراهيم بن عزرا" عندما تعرضت الكنيسة الأرثوذكسية لضائقة ماضية ولم تستطع دفع الضرائب المفروضة على تلك الكنيسة فعرضتها للبيع للطائفة اليهودية، والمعبد الآن للزيارة السياحية فقط ولا تتم فيه أي صلوات، وهناك ما يقرب من 14 معبد يهودي في مصر، منهم 9 مسجلين بوزارة الآثار، ويرجع اهتمام الدولة بهذا الأثر إلى أهميته التاريخية واحتواء مكتبته على العديد من نفائس الكتب والدوريات التي تؤرخ للطائفة اليهودية في مصر.
ويروي اليهود أن مكان هذا المعبد كان قد أتخذه موسى عليه السلام للصلاة، ويؤكد ذلك النقوش الموجودة على أحد جدران المعبد، وبني المعبد من طابقين كأغلب المعابد اليهودية، الأول يستخدم لقداس الرجال والثاني لقداس السيدات، ويحتوي على صفين من الأعمدة الرخامية ذات التيجان المزخرفة، وينقسم إلى 3 أقسام، أكبرهم هو الأوسط الذي يعلوه فتحة للتهوية والإنارة، وفي وسطه منصة الوعظ وحولها مقاعد المصلين، والهيكل في جانب المعبد الشرقي، ويضم تابوت العهد ولفائف من التوراة القديمة. "حصن بابليون" بُني حصن بابليون بمنطقة مصر القديمة، كقلعة وحصن منيع للحماية العسكرية الرومانية، وبذلك يكون خط الدفاع الأول لبوابة مصر الشرقية، ويطلق على الحصن مسمى قصر الشمع، ويرجع ذلك إلى أنه كان كل شهر توقد الشموع على أحد أبراج القلعة، ويقع بداخل الحصن عدد كبير من المعالم الأثرية القبطية، نعرض فيما يلي بعضا منها: "الكنيسة المُعلقة" تعتبر الكنيسة المعلقة أحد أهم آثار منطقة مصر القديمة أو ما سمي ب "مجمع الأديان"، وتعرف بهذا الاسم لأنها شُيدت فوق منطقة حصن بابليون على ارتفاع 13 مترًا فوق سطح الأرض، ما جعلها أعلى المباني في منطقة مصر القديمة، ويرجع تاريخ الإنشاء للقرن الخامس الميلادي، وهي من أقدم كنائس مصر، حيث كانت في الأصل معبدًا فرعونيًا، وتحتوي الكنيسة على 120 أيقونة موزعة على جدرانها وبداخلها كنيسة أخرى يُصعد إليها بسلم خشبي وهي كنيسة "مارمرقس".
"كنيسة القديسة بربارة" تعد كنيسة القديسة بربارة من أجمل الكنائس القبطية، ويرجع تاريخها إلى القرن ال 14، وتسميتها نسبة إلى القديسة بربارة التي ولدت في أوائل القرن الثالث المسيحي بإحدى بلاد الشرق الأوسط "بانيكوميدا" في إحدى الأسر الغنية الوثنية، واعتنقت المسيحية على يد القديس "أوريجانس" المصري، ورفضت الزواج حينها لتترهبن وتتفرغ للعبادة ولخدمة المسيحية، وقد قتلها والدها الذي دعته إلى ترك الوثنية واعتناق المسيحية، ولذلك سميت تلك الكنيسة باسمها. يتكون دير الراهبات من قاعة مستطيلة الشكل، ويعتبر هذا الدير مباركًا بالشهيد صاحب الدير، وفي مقدمته تمثال محفور على الحجر لمارجرجس وهو يقتل التنين بسهمه. "مسجد عمرو بن العاص": يعتبر مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد تم بناؤه في مصر وإفريقيا سنة 641 ميلادية، ورابع مسجد في العصر الإسلامي بعد مساجد المدينةالمنورة، وتم بناؤه في عاصمة مصر الجديدة أثناء الفتح الإسلامي لمصر وهي مدينة "الفسطاط" بحي مصر القديمة، يصلي فيه المسلمون حتى الآن صلواتهم الخمس وفي الأوقات التي بينهم يكون من أهم المزارات السياحية الإسلامية في مصر. كان يسمى المسجد بعدة أسماء منها؛ مسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع ومسجد النصر، ويذكر أن المسجد قد حرقه الوزير شاور خوفًا من احتلال الصليبيين لمصر وهدم المسجد حيث كان عاجزًا عن حمايته، ولكن عندما جاء صلاح الدين الأيوبي إلى مصر أمر بإعادة إعماره من جديد. وفي عهد العثمانيين أعاد الأمير مراد بناء المسجد من الداخل، وجاء ترميمه في عهد الرئيس الأسبق مبارك بعد زلزال 1992، وكان المسجد بمثابة معهد ديني يجمع كل أمور الدنيا بخلاف الأمور الدينية. وأقامة الصلوات، وتعتبر منطقة مجمع الأديان في حي مصر القديمة هي مقصد للزوار والسائحين من مختلف البلاد.