وضع شيوخ ودعاة الفضائيات في رمضان هذا العام الفنانين في مرمى النيران، وصوبوا اتجاههم، كافة سهام النقد والهجوم، وتحولت البراممج الدينية الرمضانية على يد هؤلاء الشيوخ إلى ساحات للقتال بينهم وبين الفنانين تحت شعار حرية النقد والرأي مكفولة للجميع، سعيد عامر، أمين لجنه الفتوى ومدير عام الدعوة بوزارة الأوقاف، أكد إن حرية الرأي لا تعني الخوض فى أعراض الناس، ولا إفشاء أسرارهم ولا مد الألسنة بالسوء فى حقوقهم، ولذلك حرم الإسلام الغيبة، والنميمة، والسخرية من الناس، والتجسس عليهم، وامتهان كرامتهم، واحتقارهم. وقال: "حرية الرأى ليست بالمجادلة بالسوء، فقد سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم، أى المسلمين أفضل، فقال من سلم المسلمون من لسانه ويده، وروى الترمذى من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، وفى الحديث المتفق عليه من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيراً وليصمت، وقال رب العزة تبارك وتعالى:"يا آيها اللذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن، ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس إسم الفسوق بعد الإيمان". ودعا عامر هذه البرامج الدينية للكف عن مهاجمة الفنانين والممثلين، وأن تتجه نحو أسلوب النقد البناء بأسلوب طيب، وبدون تجريح في أحد، وبحوار عميق كالذي علمنا إياه الإسلام. وقال الشيخ يوسف البدري، الداعية الإسلامي، مادام هؤلاء الفنانين يظهرون أفعال وتصرفات عامة يرفضها الدين والمجتمع، فيجب علينا أن ندد بهم، وأن نكشفهم، ومدام الإنسان يخطئ علنياً كالفنانين فيجب أن نعلم الناس من أخطائه، وأن نوعيهم بما ارتكبوه من أمور تخالف شرع الله فهذا واجب الدعاة في الأرض. بينما أكد الدكتور علي عبدالجواد، المفكر الإسلامي، أنه يتفق مع الدعاة الذين يعترضون على تقديم المشاهد الإباحية، ولكن عندما يتحدث الدعاة والمشايخ عن أشياء خاصة بالحريات الشخصية للفنانين فهذا ليس من حقهم، ومن يعترض على فنانة لمجرد أنها لا ترتدي الحجاب فهو مخطئ لأن ذلك حرية شخصية يجب ألا نعترض عليها، فيقول الله سبحانه وتعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فالسيطرة بالقوة ليست من حق أحد، والحرية الشخصية مكفولة للجميع مادامت لم تضر بأحد.