من حين إلى آخر تنشأ فتنة طائفية بين الأقباط والمسلمين وخصوصًا فى الصعيد؛ بسبب منشورات على الفيسبوك، كان آخرها قرية منبال وهى إحدى القرى التابعة لمركز مطاى بمحافظة المنيا، ويبلغ إجمالى السكان فى منبال 17330، منهم 9040 رجلًا و8290 امرأة، وذلك حسب إحصاءات سنة 2006، وقد اشتد الخلاف حين نشر شاب مسيحى على صفحته على الفيسبوك منشورًا مسيئًا على المسلمين بصفحته الخاصة، ما آثار غضب سكان القرية المسلمين ذات الأغلبية المسيحية وتجمهر عدد من الأهالى حول بيت المتهم، بعدها تدخلت الشرطة وحبس المتهم أربع أيام على ذمة التحقيقات. لم تكن هذه الواقعة هى الأولى فى القرية المنكوبة فقد نشرت فتاة مع رجل آخر، منشورًا مسيئًا للنبى محمد، مما جعل الأهالى تتجمهر حول الكنيسة بالقرية ويطالبون بتهجير القائمون بالإساءة للمسلمين ولكن الأمن تدخل لتهدئة الأوضاع. واللافت للنظر أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت منصة للتحريض العلنى وإشعال الفتن الطائفية، فالبعض يحرض ضد الأقباط لهدم الكنائس ومهاجمة المنازل، ففى واقعة أخرى رصدتها «الصباح»، حرض البعض على التجمع والاحتشاد فى أحد المساجد عقب صلاة الجمعة ثم التوجه لأحد المنازل الخاصة بالأقباط ومهاجمتها، لكن المثير فى المنشور هو أن صاحبه حذر متابعيه من إثارة الشغب فى المسجد قائلاً: «الأمن هايكون موجود»، حتى لا يتدخل الأمن سريعًا ويحتوى الأزمة. حساب باسم مستخدم يدعى طه إبراهيم دعا لمهاجمة الكنائس وتعطيل قانون بناء الكنائس، قائلًا: إنها أخس المواضع على الأرض لما فيها من الكفر بالله تعالى، على حد قوله، محرمًا ترميم الكنائس، بينما سخر آخر من وجود كنيسة فى قريته حينما شرع الأقباط فى الحصول على ترخيص . من جانبه دعا نادر صبحى سليمان، مؤسس حركة شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس إلى إحكام الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعى التى تهدد الأمن، مؤكدًا أن أغلب الفتن الطائفية فى قرى المنيا والصعيد ناتجة عن ترويج أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعى. وقال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى أنه يجب مراقبة مواقع التواصل الاجتماعى بما لا يخترق خصوصية المواطنين.