إحتشد مئات المواطنين أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمشاعر ممذوجة بالحزن و الحسرة على فراق 16 من جنود مصر الأبرار بسبب الإشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة رفح ، للمشاركة في تشيع جنازة الشهداء ، و لإعلان رفضهم للعدون على الجنود المصريين ، و للمطالبة بالقصاص لدمائهم ، القضاء على جميع الجماعات المسلحة في الحدود المصرية ، و كانت الدموع و الصراخ و الهتافات في المشاهد الأبرز في الجنازة ، و إنتشرت المصاحفي في أيدي المشاركين في الجنازة. و شهدت الجنازة بعض المناوشات و المشادات الكلامية بين المواطنين ، بعد أن إتهم عدد منهم الدكتور محمد مرسي (رئيس الجمهورية) بالتسبب في ما وصفوها ب"المجزرة الحدودية" بسبب بتهاونة مع حركة حماس و إطلاق يدها في سيناء من خلال فتح المعابر دون رقيب أو حسيب ، و كذلك الإفراج عن عدد من قيادات الجماعة الإسلامية صاحبت الفكر المتشدد ، الأمر الذي أدى إلى نمو بعض الحركات الجهادية على الحدود المصرية. و قام عدد من المواطنين بطرد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح (المرشح الرئاسي السابق) أثناء مشاركة في الجنازة ، و أعتدوا عليه بالأحذية مرددين بعض الهتافات منها "برة برة" ، و "يسقط يسقط حكم المرشد" ، و "إرحل يا مرسي" ، الأمر الذي دفع قوات الجيش للتدخل من أجل حماية و إخراجة من وسط المتظاهرين الذين إتهموه بدعم جماعة الإخوان المسلمين و التظاهر بأنه ضدها و لكنه في حقيقة الأمر كان أحد مرشحيها في الإنتخابات الرئاسية الماضية. و طالب المشاركين في الجنازة برحيل رئيس الجمهورية بعد فشله في حماية الجنود المصريين ، كما طالبوا المشير محمد حسين طنطاوى و قيادات المجلس العسكري برد سريع و حاسم على الهجوم الغير مبرر على الجنود المصريين ، مشيرين إلى أن عدم الرد على تلك الهجمات سيفتح الطريق أمام تكرارها في الفترة المقبلة ، و سيزداد أعداد الضحايا و الشهداء. و أكدوا على دعمهم و مساندتهم للجيش المصري في التصدي لما وصفوها ب"الجماعات الإرهابية" المتواجدة على الحدود ، و التي تهدف إلى محاولة تخريب البلاد ، و تهديد أمن المواطنين المصريين ، لخدمة مصالحهم و أفكارهم المتشددة التيث يرفضها الشعب ، و يقف ضدها. على الجانب الأخر إتهم عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين من يهاجم الرئيس بأنه ممول من جانب بقايا النظام السابق من أجل إحراج الرئيس محمد مرسي و إظهارة في موقف الضعيف ، و طالبوا الجميع بإلتزام الصمت و عدم الهتاف داخل الجنازة ، نظرا لأن للجنازة حرمتها ، و ترديد الهتافات و الشتائم لا يلقيق. و تطورت المشادات الكلامية بين الطرفين الى اشتباكات بالايدي امام المنصة الرئيسية ، تبادل خلالها الطرفان ترديد بعض الهتافات ، حيث قام المناهضين لفكر جماعة الاخوان بترديد بعض الهتافات المناهضة لمرشدها العام ، و للدكتور محمد مرسي (رئيس الجمهورية) ، من بينها "يسقط يسقط حكم المرشد" ، و "بيع بيع بيع الثورة يا بديع" ، "يا مشير خد قرارك .. الشعب المصري في إنتظارك" ، "إرحل إرحل يا مرسي" ، و "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" ، و "إقتل إقتل يا بديع .. حق الشهداء مش حيضيع". و شهد النصب التذكاري إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الجيش و الشرطة العسكرية و الامن المركزى ، و قوات الحرس الجمهوري ، حيث تم الدفع بتشكيلات عسكرية ، و أفراد من الحرس الجمهوري بزي مدني بين المشاركين في الجنازة لرصد أي تجاوزات من الممكن أن تحدث ، كما تم غلق جميع المداخل و المخارج المؤدية للمنصة ، كما تم منع السيارات من المرور أمام الشوارع المؤدية للمنصة ، و تم فرض كردونات أمنية حول المشاركين في الجنازة لمنعهم من النزول لساحة النصب التذكاري.