باشرت نيابة البدرشين التحقيق فى تجدد الاشباكات داخل قرية دهشور صباح امس بعد وفاة "معاذ" أحد ضحايا الأحداث. انتقل محمد هانى وكيل النيابة بإشراف محمد شقير رئيس نيابة البدرشين إلى القرية لإجراء المعاينة التصويرية ل5 منازل تخص الأقباط ومحل ذهب ومخزن مياه غازية وبيت راعى الكنيسة. وانتقل فريق آخر من النيابة لسؤال الضباط والمجندين المصابين فى الأحداث، و أمرت الفريق باستدعاء أصحاب البيوت من الأقباط لسماع أقوالهم حول الواقع، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعه. وأكد والد المجنى عليه المصاب فى الأحداث أنه فوجئ ب500 من أهالى القرية يقومون بتحطيم بيوت الأقباط ويسرقون محتوياتها ويحاولون اقتحام الكنيسة فوقف لتهدئتهم إلا أنهم اعتدوا عليه بالضرب. وكانت الاشتباكات قد تجددت في القريه، حيث قام أكثر من 500 شخص من مسلمى القريه بتحطيم كنيسة مارى جرجس من الخارج والداخل. كما حطموا المحال التجاريه المملوكه للاقباط والمنازل. وفي رد فعل على ما حدث، هجر الاقباط منازلهم بالكامل وغادروا القريه. توجهت "الصباح " الى قرية دهشور، وبمجرد دخول القرية شاهدنا سيارت الشرطة والمدرعات والمجندين يحاصروا مدخل القريه، والحزن والرعب يسيطر على اهالى القريه، وسمعنا الصريخ والعويل داخل شوارع القريه بعد أن كان يسود الود والمحبه بين اقباطها ومسلميها. واندلعت الحرب الأهليه في القرية، وعززت قوات الامن تواجدها في القريه وحاصرتها باكثر من 1000 جندى واكثر من 70 سيارة شرطه و10 مدرعات. وقال الاهالى ان الكهرباء انقطعت عن القرية فى الثانيه عشر بعد منتصف الليل لمدة ساعتين. وأضافوا: عند شروق الشمس فوجئنا بعدم وجود اقباط في القريه، حيث تركوا منازلهم ورحلوا. وأشار أهالي القريه إلى ان الاعلام هو السبب الرئيسى فى احداث الفتنه الطائفيه بدهشور، لانه وصف المشهد كأن المشاجرة بين مسلمين واقباط، ولكن الحقيقه أنها مجرد مشاجرة عاديه بين شخصين من عائلتين، أحدهما مسلم والاخر مسيحى. قال الشيخ رضا محمد من أهالي القرية: لم يحدث بيننا وبين الاقباط فتنه طائفيه، والامن هو الذى قام باخراج الاقباط من القريه، لان وجودهم يمثل خطورة أمنيه عليهم، ولو لم يترك الاقباط القريه لحدثت "مذبحة دموية". واضاف رضا: ان من قام باعمال الشغب هم مجموعة من الشباب صغار السن، نتيجة غضبهم الشديد بعد مقتل معاذ بهذه الطريقة البشعة، خاصة انه لم يكن طرفاً فى اى مشكلة. وقال محمود السيد إن المشكله كانت بسيطه جدا، ولم يكن السبب هو قيام المكوجى المسيحى بحرق قميص معاذ كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، لأن "معاذ" شاب بسيط كان عائداً من السعودية بعد مضى 3 سنوات، لكى يتزوج، وفوجىء باندلاع مشاجرة امام احد منازل المسيحيين، فتدخل لفض المشاجرة، واثناء ذلك ألقى المكوجى زجاجات المولوتوف المشتعله عليه، مما أدى الى إصابته بحروق متفرقة في الجسم أدت الى وفاته. واضاف "محمود" أن الاقباط لايمكنهم العودة مرة اخرى الى القريه، خاصة بعد وفاة "معاذ" لأن أهالى القريه مشحونين بالغضب، وهناك أيد من خارج القريه هى التى قامت بتكسير المحال التجاريه للاقباط. وقال الحاج احمد درويش، ان القرية يقطن فيها اكثر من 50 اسرة مسيحية، وانا اسكن بجوار احدهم منذ طفولتى وكان لا يوجد بيننا الا كل مودة وحب، ولكن الشيطان هو الذى اشعل الفتنة بين مسلمى واقباط القرية، وتدخل بعض المغرضين وتحميس الشباب وتحريضهم في إشعال الفتنة. واضاف "درويش": اتمنى انتهاء هذه المشكلة ورجوع الاقباط مرة اخرى الى القرية وهدوء الأوضاع، لاننا لا نريد هذا التواجد الأمنى المكثف في القرية التي ثكنه عسكريه، ففى كل شارع تشاهد عربات الشرطة، ومدخل الكنيسه مغلق برجال الامن المركزى تخوفا من هجوم اهالى القريه على الكنيسه وتحطيمها مرة اخرى. وصرح مصدر امنى "للصباح " بان القيادات الامنيه قلقه وان الاوضاع داخل قرية دهشور غير مطمئنه. واضاف ان القيادات تتخوف من تجدد الاشتباكات مرة اخرى. ونفى ان يكونوا قد تدخلوا لاخراج الاقباط من القريه. وقال: نسعى لاحتواء الازمه وعدم تجددها. وكان "معاذ" قد توفي بعد يومين من اصابته فى مستشفى كوبرى القبه العسكرى، وبعد أن شيع المئات من الأهالى جثمانه توجهوا به إلى مدافن القرية، وحاول 500 شخص اقتحام كنيسة "مارى جرجس" من أحد الشوارع الخلفية، إلا ان القوات تصدت لهم ومنعتهم من الوصول اليها، بينما تمكن حوالى 20 شخص الدخول للكنيسة عن طريق اسطح المنازل المجاورة، وتم صرفهم، إلا أنهم حاولوا اقتحام الكنيسة مرة اخرى.