أوافق على تقديم جزء ثانٍ من «أرض النفاق» لكن بشرط توافر الجديد الوقوف على خشبة المسرح ممتعة.. وفى طريقى لعمل مسرحى أحد ملوك الكوميديا فى مصر، كون لنفسه مدرسة خاصة، وبحرفيته واختياره للأدوار المميزة انفرد النجم محمد هنيدى فى السنوات الماضية بشباك تذاكر الكوميديا سواء على مستوى السينما أو الدراما، وانطلق منفردًا وسط قاعدة جماهيرية كبيرة، وفى رمضان عاد للدراما بمسلسل «أرض النفاق» بعد غياب دام لسنوات طويلة بعمل يخطف أنظار الجمهور والنقاد ويحقق نسب مشاهدة عالية رغم عدم عرضه على شاشات الفضائيات المصرية، ولم يكن العرض السعودى عائقًا له فى استقطاب الجمهور. «الصباح» كان لها لقاء مع النجم محمد هنيدى الذى تحدث عن اختياره لمسلسل «أرض النفاق» ليمثل عودته للساحة الدرامية، وأسباب غيابه، ولماذا الكوميديا تعانى فى السنوات الأخيرة. * رغم عدم العرض على الشاشات المصرية إلا أن العمل حقق ردود أفعال قوية.. كيف ترى ذلك ؟ - التجربة بحد ذاتها رائعة وأسعدتنى ردود الفعل الإيجابية من الجمهور التى فاقت توقعاتى بعد أن شعرت باستياء عندما قررت قناة «أون» عدم عرض المسلسل على شاشتها خلال شهر رمضان وعرضه خارج الموسم الرمضانى، وبعد العرض العربى وجدت تفاعل الجمهور مع شخصية مسعود نظرًا لتغيرها ومرورها بالعديد من المراحل. * وما الذى جذبك لتقديم شخصية مسعود فى «أرض النفاق» ؟ - بمجرد قراءة السيناريو الذى كتبه أحمد عبدالله وافقت على الفور، وتعاقدت مع المنتج جمال العدل، ويكفى أنها رواية للكاتب الكبير يوسف السباعى وهو قامة كبيرة وكانت فكرته أن تتناسب الفكرة مع كل العصور والأزمنة، كما أنها تحتوى على العديد من الخطوط الدرامية العريضة التى يمكن خلالها تقديم أكثر من رؤية فنية ومعالجات عديدة وترصد حياة المواطن والأزمات والتقلبات والأفكار والعوامل المحيطة التى يتأثر بها، وشعرت وكأننى أقدم أكثر من شخصية فى دور واحد. * وكيف كانت تحضيراتك لشخصية مسعود ؟ - وضعت تركيزى الأكبر فى روح مسعود والتى كتبها يوسف السباعى وبالتحديد على مستوى الكوميديا لأنها متغيرة طوال الوقت، الشكل واحد لكن التعاملات والأحاسيس مختلفة، استمتعت بها بقدر إبهاجها. * إعادة تقديم رواية من فيلم لمسلسل بحلقاته.. إلى أى مدى كان العمل مرهقًا.. وكيف حافظت على هذا التوازن ؟ - ربما المرهق أكثر هو طول فترة التصوير على مدار 5 شهور، ولكن عندما تستمتع بشىء من الداخل يصبح التعب أمامه لا شىء، وأنا ممثل دائمًا أبحث عن التجدد والتنوع فى الأداء والشخصية. * وهل بحثك عن التنوع والاختلاف وراء غيابك عن الدراما التليفزيونية 7 أعوام ؟ - الدراما التليفزيونية مرعبة ومخيفة، ومن الصعب إرضاء ملايين الجماهير فى الوطن العربى، وتسعى فى محاولة منك لتقديم عمل يحترمه الجمهور وهى مسئولية كبيرة، والأهم هو أن تجد فكرة ومضمونًا يستحق المخاطرة، ووجودى فى أرض النفاق حطم هذا الحاجز وبمجرد عرض الفكرة وافقت. * ألم تخش المقارنة مع الرائع فؤاد المهندس ؟ - لم أفكر فى المقارنة نهائيًا، وتعاملت مع الرواية كرواية ومع التناول الدرامى للأحداث. * وما أصعب المشاهد التى واجهتها فى أحداث المسلسل ؟ - أخاف المرتفعات والأماكن العالية، وتطلب أحد المشاهد قفزة عالية وطلب منى المخرج ماندو العدل أن أفعلها ووافقت بشرط إذا شعرت بعدم استطاعتى على ذلك فلن يرفض، وبالفعل لم أستطع واستعنا بدوبلير لعمل المشهد. * إلى أى مدى كانت الصعوبة فى إعادة تقديم بعض الإفيهات ؟ - لم نعد تقديم الإفيهات والموضوع يعتمد على الموقف إذا تطلب، فأنا ممثل ألتزم بالنص الكوميدى والمؤلف الكوميدى ولكن الكتابة الكوميدية مهمة جدًا. * وبرأيك هل نواجه أزمة فى الكتابة الكوميدية ؟ - غير صحيح، لدينا كتاب على مستوى جيد، وكل ما فى الأمر هو استسهال من الكتاب فالأهم هو الورق أو السيناريو والموضوع الذى يجذب الممثل. * فى رأيك هل ساهمت السوشيال ميديا فى حل أزمة المسلسل مع العرض وخاصة أنك تتفاعل معها باستمرار ؟ - «رب ضارة نافعة» ولا شك أن تفاعل الجمهور مع الأزمة أفاده كثيرًا، وجعل الجمهور فى حالة استفزاز لمتابعة المسلسل، وأنا بدأت فى وقت لا يعرف السوشيال ميديا لذا يجب استغلالها للتواصل مع الجمهور، ومتابعة ردود الفعل، وفى نظرى المسلسل حقق نجاحًا والحمد لله ربنا كرم كل صناع العمل، بالإضافة أنه سيعرض قريبًا على شبكة قنوات On TV، وأتمنى أن يشاهده الجمهور مرة أخرى من خلال التليفزيون المصرى. * ولماذا أنت حريص دائمًا على فكرة تبادل الأجيال فى أعمالك ؟ - لابد من وجود أجيال مختلفة، والأمر مرتبط بالممثل الشاطر والموهبة تفرض نفسها. * إذا كان بمقدورك توزيع إحدى الحبات على الشعب.. فأى منها تفضل ؟ - الحب والتفاهم. * وما المعايير التى يضعها هنيدى لنجاح أعماله ؟ - «حالة النجاح مابتستخباش»، النجاح يظهر فى كل المستويات من بينها التليفزيون والشارع ووسائل التواصل الاجتماعى، وأنا أقيس نجاح أى عمل من عدمه من خلال رد فعل الجمهور البسيط فى الشارع. * نراك دائمًا حريص على تقديم مسلسل إذاعى كل عام ؟ - قدمت 16 عملًا فى الإذاعة حتى الآن فأنا من عشاق الإذاعة، وأرى أن جمهور الإذاعة ازداد فى السنوات الأخيرة نتيجة للزحام فى الشوارع بالإضافة إلى أن الشعب المصرى جمهور إذاعى، وشاركت هذا العام بمسلسل «لحن بتلو» ونال ردود فعل جيدة. * هناك أقاويل عن تحضير جزء ثانٍ من «أرض النفاق» .. ما صحة هذه الأقاويل ؟ - الفكرة تحتمل ذلك.. وبالفعل الفكرة مطروحة وخاصة بعد النجاح الذى حققه العمل رغم عرضه على قناة سعودية، وأوافق على الفكرة بشرط تقديم جديد والكتابة بما يليق بالمشاهد وليس مجرد استثمار لنجاح التجربة، لأن المشاهد أصبح يمتلك من الوعى والثقافة لتقييم ما يقدم على الشاشة. * هل بالفعل يوجد جزء ثانٍ من فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» أم أن الفكرة انتهت؟ - الشركة المنتجة وعدت بأن هناك جزءًا ثانيًا، وهذا شىء يسعدنى، وأتمنى أن يتم هذا العمل، ولكننا لم نأخذ القرار بعد. * كانت بدايتك على المسرح فلماذا لم تخض التجربة مرة أخرى ؟ - أنا من عشاق المسرح وهو سبب ظهورى على الساحة والوقوع على خشبة المسرح له متعة مختلفة وأنا فى طريقى للتحضير لتقديم عمل مسرحى.