القناة الجديدة اختصرت زمن مرور السفن بالمجرى الملاحى إلى النصف.. ومنعت الحوادث والأعطال بسبب «الازدواجية» تبنيت فكرة القناة وعرضتها بعد دراستها على الرئيس السيسى فوافق فى اليوم التالى توافد المواطنين على البنوك للمساهمة فى إنشاء المشروع دليل على عودة اصطفاف المصريين خلف المشاريع القومية حجم البضائع الضخم سيتجاوز المليار طن سنويًا بإقامة مناطق صناعية ولوجستية قادرة على جذب المستثمرين إقامة مناطق لوجستية وصناعية بجانب ميناء العريش لخدمة الصناعات السيناوية قناة السويس سجلت أعلى أرباح فى الموازنة بواقع 45.9 مليار جنيه بزيادة قدرها 5 مليارات أخواتى لواءات من أسرة عسكرية.. ولدىَّ بنتان هما فاطمة وأميرة.. وخمسة أحفاد.. وزوجة وطنية وصالحة ثلاث حالات فقط لا نسمح فيها للسفن بالعبور.. إذا كانت تحمل مخدرات أو رقيق أو ترفع علم دولة معادية لمصر ينتظر مرور أكثر من 100 سفينة فى عام 2023.. والنتائج حتى الآن مبشرة 50 ألف شخص يعملون بالقناة لم يصاب منهم شخص واحد لالتزامنا بقواعد السلامة البحرية
منذ أن تشرفت بحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة فى 6 أغسطس عام 2015، هذا الحفل الضخم الذى حضره ملوك ورؤساء وسفراء عدد من دول العالم، كان لى حظ وفير فى أن أكون جزءًا من هذا الحدث المهم.. وبعدها نشأت بينى وبين قناة السويس حالة من الشغف، جعلتنى أبحث عن التاريخ وأهتم بكل التفاصيل، فأصبحت فخورة جدًا بتاريخ أجدادنا، وفكرة إنشاء قناة عظيمة تربط العالم أجمع، وتخدم حركة الملاحة لكل الدول، لتصبح أحد أهم مجرى ملاحى فى العالم، وتكون جزءًا من الملاحة العالمية لتستوعب 11فى المائة من حركة التجارة حول العالم. وبعد عدة أشهر من التنسيق لزيارة قناة السويس الجديدة، حالفنى الحظ مرة أخرى بإجراء حوار مع سيادة الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية للقناة، وذلك بمبنى الإرشاد العملاق بمدينة الإسماعيلية، الأسبوع الماضى، حيث حضرت إلى مكتبه باكرًا جدًا لشغفى بمعرفة تفاصيل المشروعات الواعدة فى المنطقة الاقتصادية، وأهم التحديات التى تواجه القناة. وبعدما انتهيت من الحوار، اصطحبنى أحد قيادات مكتب «مميش» فى جولة رائعة داخل قناة السويس الأولى وأيضًا الثانية، ويا لروعة هذا العمل العظيم الذى بناه أجدادنا بسواعدهم وعرقهم، منذ أن كانت فكرة عام 1854 حتى الافتتاح عام 1869، لتكون أهم ممر مائى اصطناعى فى العالم، يبلغ طوله 193 كيلومترًا، ويصل بين البحرين الأبيض والأحمر، وتتحول إلى مصدر مهم للدخل القومى، مما شجع أيضًا على التفكير فى إنشاء قناة السويس الثانية، والتى كانت من بنات أفكار الفريق مميش شخصيًا، بعد سنوات من الدراسات والحسابات حتى التنفيذ، الذى بهر العالم لسرعة الإنجاز، فى دليل جديد على إرادة الشعب المصرى لخدمة وطنية، الذى لا يعرف المستحيل. وقبل أن أترككم مع الحوار، أوجه دعوة لكل مصرى وطنى لزيارة قناة السويس، حتى يحكى لأبنائه وأحفاده عن تاريخنا المشرف العظيم الذى أبهر العالم، وإلى الحوار.. * البداية بالسؤال الأكثر جدلًا.. ما هى جدوى إنشاء قناة السويس الجديدة؟ - قناة السويس الجديدة عمل اقتصادى من الدرجة الأولى، يثمن من قناة السويس الأولى أهم مجرى ملاحى عالمى، وكانت هناك مشكلة فى السابق وهى الاعتماد على مجرى ملاحى واحد، وبالتالى عند تعطل أى سفينة تتعطل حركة التجارة العالمية، لعدم وجود بديل، وكانت القوافل تأخذ 22 ساعة ونصف أبحار فى قناة السويس لتصل من الشمال للجنوب أو العكس، إلا أن القناة الجديدة اختصرت هذا الزمن فى 11 ساعة، مما يوفر وقود السفن وأمان ملاحى، وسرعة فى وصول البضائع المهمة، مثل الأدوية والمأكولات وغيرها، وعلى سبيل المثال، فبعد افتتاح القناة الجديدة كانت هناك سفينة تحمل برادة جديد، تزيد حمولتها على 200 ألف طن شحطت فى القناة، وتم نقل الحركة الملاحية للقناة البديلة، وذلك بفضل وجود ازدواجية تقلل الحوادث والأعطال. * وكيف ساهمت القناة الجديدة اقتصاديًا وسياسيًا؟ - القناة الجديدة أدت إلى زيادة معدلات المرور والعائدات أيضًا، بعد النجاح فى شقها خلال عام إلا 11 يومًا، بدعم من الرئيس وتخطيط وتنفيذ وإشراف وتمويل مصرى خالص، كما أنها ساهمت من الناحية السياسية والاجتماعية، حيث جاءت بعدما حكمت مصر مجموعة معينة، لتعيد اصطفاف المصريين وتقضى على محاولات إشعال الفتنة بينهم، خاصة فيما يخص التمويل، خاصة بعدما رأينا توافد المواطنين على البنوك للمساهمة فى إنشاء المشروع المصرى 100فى المائة، كما أنها ساهمت فى تعديل نظام المرور حاليًا، حيث تمر السفن كلها بالاتجاهين فى وقت واحد، ونبدأ من 5 صباحًا حتى 5 مساءً، كما شهد العام الماضى حجم بضائع كبير جدًا يصل لمليار طن، بالإضافة إلى مرور 18 ألف سفينة، فأصبحت القناة بمثابة رمانة الميزان للدول الأورومتوسطية، كما سجلت هيئة قناة السويس أعلى أرباح بمشروع موازنة 2018/2019، بمبلغ 45 مليارًا و943 مليون جنيه، مقابل 40 مليارًا و665 مليون جنيه للعام الجارى، بزيادة قدرها 5 مليارات و277 مليون جنيه. * إلى أى مدى تنعكس تلك الأرباح على القناة؟ - الأرقام القياسية التى تسجلها حركة الملاحة بالقناة، تُعد مؤشرًا مهمًا يعكس تحسن حركة التجارة العالمية والتطور فى صناعة النقل البحرى واتجاه الترسانات العالمية لصناعة السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة، وهو ما استعدت له إدارة القناة بنظرة استباقية من خلال تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، الذى نجح فى رفع تصنيف القناة عالميًا بزيادة طاقتها العددية والاستيعابية، هذا بالإضافة إلى اتباع سياسات تسويقية جاذبة لتشجيع الخطوط الملاحية الكبرى على استخدام قناة السويس بدلاً من الطرق البديلة الأخرى، وهو ما يعزز أيضًا من نجاح مشروع التنمية الواعد بمنطقة القناة، الذى يمضى بخطى ثابتة فى ظل اهتمام الدولة المصرية بتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى الفريد للقناة، وحجم البضائع الضخم الذى يتجاوز المليار طن سنويًا بإقامة مناطق صناعية ولوجستية قادرة على جذب أنظار المستثمرين وتوفر فرص عمل للشباب. * من صاحب فكرة شق هذه القناة؟ - كنت قائدًا للقوات البحرية، وجاء الرئيس الأسبق محمد مرسى طلعنى معاش، وتم تعيينى رئيسًا للهيئة فى عام 2012، والصدفة لعبت دورًا كبيرًا، فلم أكن أعرف المكان، وجاءتنى مكالمة تليفونية، علمت منها أن القناة توقفت نتيجة عطل سفينة، وبعدها أخذت فى التفكير، وتساءلت: لماذا لا ننشئ قناة سويس أخرى؟ خاصة مع توافر التكنولوجيا الحديثة، وبدأت فى تبنى الفكرة مع مجموعة من الشباب، وإعداد التخطيط والحسابات، وعرضتها على سيادة الرئيس بعدما تولى منصبه، وكانت هناك فكرتان الأولى فكرة القناة الجديدة، والثانية فكرة التنمية فى القناة، وشرحت له الفكرة بالكامل ولم يعلق على الإطلاق، وبعدها خرجت من المكتب وأنا غير راضٍ، وفى الصباح اتصل سيادته، وقال لى: أوافق على الفكرة، ومن هنا بدأ التخطيط، فعندما تم إنشاء قناة السويس الأولى لم يكن هناك سوى مدينة واحدة وهى السويس، ولهذا سميت قناة السويس، وبعدها ظهرت بورسعيد، وكذلك قناة السويس الجديدة، لابد من استغلالها لخلق حياة وتنمية، لذلك بدأنا بمدينة الإسماعيلية الجديدة، والشكل بدأ يتغير للأفضل. * ماذا عن تاريخ قناة السويس الأولى؟ - هى فكرة الباحث الفرنسى ديليسبس، وهو كان دبلوماسيًا مصريًا، وكان صديقًا شخصيًا للخديوى سعيد، وعرض عليه الفكرة، وتم الموافقة على حق الامتياز لحفر القناة عام 1856، واستمر الحفر 10 سنوات على يد المصريين، واستشهد خلالها ما يزيد على 1000 شهيد، حيث شارك فى الحفر مليون نسمة من أصل 4 ملايين ونصف المليون، هم تعداد السكان آنذاك، وساهمت وقتها فى تغير جغرافية مصر، وتطور التجارة العالمية من الشرق للغرب، كما أن كل الحروب بدأت من قناة السويس سواء 56 أو 67 أو73، والمعركة القادمة هى معركة تنمية ورخاء بدأت من قناة السويس أيضًا، فهى رمز للإرادة المصرية والتاريخ المصرى، والمطلوب الحفاظ عليها آمنة حسب اتفاقية القسطنطينية لإبحار سفن كل الدول دون يتميز، وهناك ثلاث حالات فقط لا نسمح للسفن العبور فى قناة السويس، إذا كانت تحمل مخدرات أو تجارة رقيق أو دولتها معادية لمصر، وغير ذلك فإن حرية الملاحة والمرور مكفولة دون تمييز. * منذ تولى سيادتكم رئاسة الهيئة إلى الآن ما الذى تم إنجازه؟ - أولًا أشكر من كان قبلى، وقد توليت عام 2012، وكلنا نكمل بعضنا لذلك كان لابد من التطوير، وقناة السويس الجديدة تعد جوهرة الفترة السابقة، ونجاحًا كبيرًا سواء من ناحية التوقيت أو العائدات، وكانت الدراسات تتوقع أن يشهد عام 2023 مضاعفة عائدات قناة السويس، ولكننا الآن فى 2018 نشهد مرور 50 إلى 60 سفينة، وفى عام 2023 ينتظر مرور أكثر من 100 سفينة، وهذا طبيعى، والنتائج حتى الآن مبشرة، والفكرة هى كيفية العمل على قلب رجل واحد، ويوجد أكثر من 50 ألف شخص يعملون على مستوى القناة، ولم يصاب أى شخص على الإطلاق، وهذا يدل على الانضباط أثناء التنفيذ، وتم الالتزام بقواعد السلامة البحرية، وبدأنا التفكير فى مشروعات أخرى دون الثبات على الاعتماد على رسوم العبور للسفن فقط، من خلال تنويع العائدات، لنبدأ فى إقامة مزارع سمكية، وشراكات مع شركات تكريك إماراتية، وكبارى يتم استخدامها مع المعديات لتسهيل عملية العبور من الشرق للغرب، وكذلك الأنفاق فهى تربط سيناء بالوطن، بعدما تم تجاهل التنمية فى سيناء لعقود، رغم أنها تمثل 20فى المائة من مساحة مصر، ونحن قمنا بإنشاء وسائل الربط لتكون جزءًا من الوطن الأم، ولتسريع عجلة التنمية فى سيناء، حتى لا تكون مرتعًا للإرهاب والتطرف. * وما تفاصيل الخطة الزمنية لتنمية سيناء؟ - هناك خطة على مستوى الدولة لإعادة إعمار وتنمية سيناء، عن طريق توفير فرص عمل للشباب بمشروعات داخل سيناء وخارجها، فالمنطقة الاقتصادية يوجد بها 6 موانئ منها ميناء العشرين، وسيناء يوجد بها مشكلة أن ليس لديها منفذ على البحر سوى منفذ صغير لا يمر به السفن العملاقة، وبالتالى كل حركة التجارة فى سيناء تتم عن طريق المعديات، ولكن يتم عمل ميناء العريش حتى يكون لها منفذ على البحر، وكل صادرات وواردات سيناء ستكون على البحر، وسيتم إنشاء مناطق لوجستية وصناعية بجانب الميناء، لخدمة الصناعات السيناوية، ومصانع الأسمنت والرمال. * ما الأهمية التى تمثلها قناة السويس لدول القارة السمراء؟ - القناة تربط العالم كله، وإفريقيا فى القلب، وبالتالى لابد أن يكون هناك خط واحد يربط الساحل الشرقى والساحل الغربى لإفريقيا بمنطقة القناة، وعندما كانت شركة النصر للتصدير والاستيراد تعمل فى إفريقيا، كان لنا مكاتب كثيرة هناك، وفى لقاء أخير مع سيادة الرئيس قلت له لابد للعودة إلى إفريقيا مرة أخرى، وبدأنا بالفعل تجهيز خطوط ملاحية لتعود مرة أخرى إلى إفريقيا، وكل البضائع الإفريقية تعبر قناة السويس، ولكننا نريد أيضًا أن تعبر البضائع المصرية إلى دول القارة السمراء، حتى يعود شعار «صنع فى مصر» إلى السوق الإفريقى، لأن البضائع المصرية تتناسب جدًا مع هذا السوق وطبيعة الشعوب الإفريقية، وقريبًا ستعود الخطوط الملاحية من قناة السويس إلى الساحل الشرقى والغربى للقارة السمراء، ونفكر جديًا الآن فى إنشاء منطقة تسمى المنطقة الإفريقية على غرار المنطقة الروسية، وكل الصناعات التى ستكون فى تلك المنطقة ستذهب إلى إفريقيا، وجادين فى هذا، ومنها صناعات الملابس والمنسوجات والمشروبات. * ماذا عن أكثر الدول استخدامًا للقناة؟ - أغلب الدول العظمى، كالصين والهند وكوريا واليابان، فكل البضائع تعبر من خلال القناة، وقد تكون أسعارها أرخص، وبالتالى الحركة من الشرق للغرب حركة كبيرة جدًا ونشطة، ولأنها رحلة طويلة من الشرق لساحل الولاياتالمتحدة فأصبح هناك سفن عملاقة، وبالتالى تم الأخذ فى الاعتبار تعميق القناة الجديدة، لتكون قادرة على التعامل مع السفن العملاقة، وتم عمل توسعة، واليوم أصبحنا قادرين على استيعاب كل السفن المحملة بالبضائع، ولكن سفن البترول العملاقة هى الوحيدة التى لا تعبر من خلال القناة، وتسجل قناة السويس من 10 إلى 11فى المائة من حركة التجارة العالمية. * بدأت مؤخرًا خطوات تنمية المنطقة الاقتصادية للقناة.. إلى أين وصل المشروع الآن؟ - المنطقة الاقتصادية هى منطقة صاعدة واعدة، وهى الوحيدة التى تصل بين البحرين الأبيض والأحمر، وتقسم القارتين الإفريقية والآسيوية، وهناك مرور يومى من 50 إلى 60 سفينة، وبالتالى عبقرية الموقع جعلتنا نستغل المنطقة المحيطة بالقناة، عن طريق توفير المواد الخام، ومن ثم التصنيع وتصدير المنتج، حيث سيتم الاستيراد والتصدير عن طريق القناة، لذلك فإن قرار ضم القناة والمنطقة الاقتصادية فى كيان واحد، هو قرار جيد جدًا لتسهيل العمل، فهى تمتد حوالى 460 كيلو متر مربع، وتبدأ من بورسعيد فى الشمال الشرقى وحتى ما بعد عين السخنة فى الجنوب، وتحتوى على 6 موانئ، 3 فى البحر الأبيض هى ميناء شرق بورسعيد وغرب بورسعيد وميناء العريش، و3 على البحر الأحمر، هى ميناء عين السخنة والطور وبينهما قناة السويس، ولكن عند الاستثمار الجاد لابد من وجود عدة قواعد، أهمها البنية التحتية ومصادر الطاقة والمياه والعمالة الفنية مرتفعة المستوى، بجانب قوانين استثمار جاذبة للمستثمرين وليست طاردة لهم، ونعمل على توفير كل هذا. * وما هو عدد المشروعات التى شهدتها المنطقة؟ - هناك 116 مشروعًا موجودة بالمنطقة، وأهم الشركات «سمكريت» تعمل فى 16 كيلو متر مربع، وكذلك المنطقة الروسية 5 كيلو، ودبى العالمية تعمل فى 2 كيلو متر مربع، ونقوم الآن برفع مستوى المنطقة من بنية تحتية وطاقة ومياه، ولابد من الاعتماد على مصادر أخرى لتحلية المياه، فقمنا بإنشاء محطات للتحلية، ولابد من الترويج للاستثمار وتوفير كل الإمكانيات، بإنشاء فنادق ومستشفيات ومطارات وغيرها، لأنه المستثمر أيضًا مطالب بتوفير حياة للعاملين بمشروعه، من مسكن ورعاية صحية، وكل ذلك يصب فى صالح المصريين، الذين سيحصلون على فرص العمل بتلك المشروعات. * وماذا عن تأمين القناة؟ - القناة أمانة، وأى سفينة نحن مسئولون عن تأمينها، ونعتبرها سفينة مصرية، فهو تأمين فى البحر والبر والجو، وبالتعاون مع القوات المسلحة المصرية، وهناك فوج ملاحى لتأمين القناة، فهو لا ينقطع على مدار اليوم، ومنذ أحداث 25 يناير وحتى الآن لم تتوقف قناة السويس، ولم تتأثر بأى من الأحداث، وأهم شىء هو تأمين المجرى الملاحى للقناة، ووحدات الإنقاذ تعمل على مدار 24 ساعة، حرصًا على سلامة وأمن السفن التى تعبر قناة السويس. * ما تقييمك لدور الشباب فى تلك المرحلة؟ - الشباب هو عصب الحياة لأى دولة، والدولة التى تدعم شبابها تكون شابة، ولابد أن يحصل الشباب على فرصة، ونحن فى السابق لم يكن للشباب دور أو حق، ولكنه الآن يقول رأيه أمام رئيس الجمهورية، ويتناقش ويبدع فى الأفكار، ولا يوجد حكر على أفكار أحد، والسيد الرئيس متواصل جيد مع الشباب، ويستمع لرأيه جيدًا، ويستفيد منه، وآخر مؤتمر للشباب كان قبلها محاكاة المؤتمر الإفريقى، لأن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى العام المقبل، وبالتالى استفاد الشباب منه، فالإبداع يأتى دائمًا منهم، فعندما تولى جمال عبدالناصر رئاسة مصر كان عمره 36 عامًا، وقاد الدولة المصرية. * بعيدًا عن السياسة والاقتصاد.. ماذا عن حياة الفريق مميش؟ - نشأت فى أسرة متوسطة مكافحة، والتحقت بالقوات البحرية فى سن 17 عامًا، وكانت الظروف صعبة بعد نكسة 67، وتدرجت من طالب إلى قائد للقوات البحرية فى سن 64 عامًا برتبة فريق، وأخواتى لواءات من أسرة عسكرية فى الأصل، ولدى بنتان هما فاطمة وأميرة، وخمسة أحفاد، وزوجة وطنية وصالحة، ويقيمون جميعًا فى الإسكندرية، وأنا أقيم بالإسماعيلية لأن طبيعة العمل فى القناة تتطلب الوجود الدائم بها، ويقومون بتشجيعى لخدمة الوطن. * أخيرًا.. كلمة توجهها للشعب المصرى والمستثمرين أيضًا؟ - أقول للشعب المصرى أنت شعب قوى وقادر على تنفيذ المعجزات، وكل ما تترابط لأجل مصلحة الوطن أولًا، ستكون مصر من الدول العظمى، فنحن شعب نمتلك حضارة 7 آلاف عام، ونتميز فى كل المجالات، ولابد من مساعدة القيادة السياسية الموجودة حاليًا التى تحاول العودة للريادة فى العالم. أما المستثمرون، فأقول لهم: لن تجدوا موقعًا فى العالم يجمع بين بحرين، ويقسم قارتين إلا مصر، وسوق تعدادها أكثر من 100 مليون نسمة، ونحن سوق واعدة خاصة فى الأغذية والمشروبات والمنسوجات، والمناخ والاستثمار رائع والأمن أيضًا، ونحن نفتح ذراعنا لأى مستثمر، إنها بلدك ووطنك الآمن.
«مميش» شخصية العام فى النقل البحرى
اختارت شركة «كلاركسون بلاتوه» للوكالة البحرية، الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية لإقليم القناة، باعتباره شخصية العام الأكثر تأثيرًا فى قطاع النقل البحرى، لما قدمه من جهود فى جذب وزيادة حركة السفن العابرة للقناة وتشجيع الاستثمار فى إقليم القناة. وكانت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، قد كرمت العام الماضى، الفريق مهاب مميش كأفضل شخصية لعام 2017 فى مجال النقل البحرى فى حضور المهندس هشام عرفات، وزير النقل، بمناسبة اليوم البحرى العالمى، فى الاحتفالية التى أقيمت تحت شعار «الربط بين السفن والموانى والإنسان»، وذلك بمقر الأكاديمية بالإسكندرية.
بالأرقام.. مشروع محور قناة السويس يستهدف مشروع محور قناة السويس القومى، تحويل المنطقة لواحدة من أكبر 7 تجمعات اقتصادية فى العالم، حيث يصل عدد الدول المشاركة فى المشروع إلى 29 دولة، وأعلى دولة فى الاستثمارات هى الصين. كما يحول المشروع مصر إلى مركز لوجستى عالمى صناعى وتجارى مؤثر فى التجارة العالمية، وبحسب الدراسات فإن حجم الإيرادات المتوقعة للمشروع عند اكتماله تصل إلى 100 مليار دولار، ويوفر مليون فرصة عمل. 105 شركات تعمل حاليًا على أرض الواقع بالمشروع، والذى يشمل إنشاء مناطق صناعية وتجارية وسياحية ولوجستية، إضافة إلى تطوير 6 موانئ كبرى مثل بورسعيد شرق وغرب والسخنة والأدبية والعريش والطور حتى تتمكن من استيعاب حركة البضائع والتجارة التى ستنمو بشكل مضطرد بمنطقة القناة. وتصل الإيرادات الحالية لقناة السويس إلى 6 مليارات دولار سنويًا، وستتضاعف عند إنشاء مناطق لتموين وخدمات السفن، وهذا المشروع يضع مصر بين أكبر 30 اقتصادًا فى العالم بحلول 2030. المرحلة الحالية لتنمية المحور، تتضمن إنشاء 4 مناطق بإجمالى مساحة 461 كليو مترًا مربعًا، بالإضافة إلى 6 موانئ، وهو ما يعادل ثلثى مساحة دولة سنغافورة، تلك المساحة مقسمة إلى 3 أصناف، أولها المنطقة المتكاملة، وهى ذات منفذ للعالم للخارجى، وهما منطقتا شرق بورسعيد والسخنة، والثانى المناطق التنموية، وهى داخل الدولة وليس لها منفذ للعالم الخارجى، مثل قنطرة غرب وشرق الإسماعيلية، أما الصنف الثالث فهو ميناء، ويمكن أن يدر عائدًا كبيرًا مثل غرب بورسعيد والأدبية والطور والعريش.