أكد المدير التنفيذي لمجموعة تركي ويز التركية أن مجال جراحات التجميل في تركيا شهد طفرة غير مسبوقة خلال السنوات العشر الأخيرة، ما جذب الكثير ممن يفضلون السياحة العلاجية خارج بلادهم للحصول على مستوى طبي مرتفع، بتكاليف معقولة، لا تشبه تلك الأسعار الفلكية المتداولة في أوروبا وأمريكا. يُذكَر أن واحدا من بين كل خمسة سائحين في تركيا يأتي لأغراض علاجية، ما يمد الخزينة التركية بمصدر هائل من العملة الصعبة، يصل إلى 6 مليارات دولار أمريكي، حيث تمثل العائدات العلاجية قرابة ثلث إجمالي الدخل القومي التركي من السياحة عموما. في سياق متصل أكد أحمد خلفية أن الجهات التركية تعمل على دعم هذا المجال بصورة مستمرة، لرفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة وجذب عدد أكبر من السياح، مشيرا إلى أن أبرز قطاعات السياحة العلاجية وجراحات التجميل في تركيا هي زراعة الشعر والتنحيف، إضافة إلى مجالات زراعة الأسنان في تركيا المختلفة. ضمادات الرأس تغزو أماكن السياحة التركية من يزور المدن التركية، وخاصة إسطنبول، يلاحظ ذاك العدد الكبير ممن يتجولون بضمادات الرأس المميزة، التي يتم وضعها بعد إجراء عملية زراعة الشعر، حيث تحتوي إسطنبول وحدها على قرابة الثلاثمائة مركز وعيادة متخصصة في هذا المجال، لتستحق بذلك لقبها كعاصمة لزراعات الشعر حول العالم. تمثل جراحات زرع الشعر التجميلية العلاج المثالي لمن يعانون من الصلع الوراثي أو الثعلبة أو فقدان الشعر النتائج عن التعرض إلى حوادث أو حروق، حيث يقوم الطبيب بحصد عدد محدد من بصيلات الشعر في المناطق ذات الكثافة العالية، ثم إعادة توزيعها على المناطق المصابة، للحصول على تغطية مناسبة لفروة الرأس ككل، حيث ينمو الشعر من جديد بصورة طبيعية، دون الحاجة للمواظبة على علاجات معينة بعد ذلك. تشير الإحصاءات إلى أن قرابة 300 ألف زائر يذهبون إلى تركية كل عام بهدف استعادة شعرهم، أغلبهم من السعودية والإمارات والكويت، حيث يعتبرون أن مستوى الخدمات الطبية في تركيا يضاهي ذلك المقدم في أوروبا، خاصة في مجال زرع الشعر، إلى جانب مميزات أخرى من قرب المسافة وانخفاض التكلفة وإمكانية القيام بجولات سياحية مختلفة بعد العملية التي لا تحتاج أكثر من يوم واحد قبل ممارسة الحياة الطبيعية. التنحيف وشفط الدهون الأغلى بين جراحات التجميل تعتبر عمليات التنحيف التجميلية في تركيا واحدة من أغلى الجراحات وأعلاها تكلفة، حيث تتراوح تكلفة عملية شفط الدهون بالليزر بين 3000 و5000 دولار أمريكي، غير أن هذه الأسعار لا تعتبر مرتفعة إذا ما قورنت بما هو متعارف عليه في أوروبا وأمريكا. تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن إجراء عملية شفط الدهون التجميلية لجميع الأشخاص، فهناك حالات لا يناسبها هذا التدخل الجراحية حتى إشعار آخر، من بينها: 1- تستخدم مادة (الليدوكايين) للتخدير قبل العملية، لذا لا يمكن لمن يعانون الحساسية من هذه المادة إجراء شفط الدهون. 2- يمنع منعا باتا إجراء مثل هذه الجراحة للسيدات في مرحلة الرضاعة، فضلا عن مرحلة الحمل. 3- تحتاج عملية شفط الدهون لبعض الوقت بعدها حتى يتعافى المريض ويستطيع ممارسة حياته الطبيعية، لذا فأولئك الذين يعانون من أمراض تعوق عملية التعافي يمتنعون. 4- يجب التوقف عن تناول أية أدوية أو علاجات للتخسيس قبل إجراء شفط الدهون بوقت كافي، حسبما يقرر الطبيب أثناء الاستشارة. من الجدير بالذكر أن عددا ليس بالقليل من المرضى يفضلون الدمج بين شفط الدهون وعمليات تنحيف أخرى خلال جراحة واحدة، وذلك من أجل الحصول على القوام المثالي المتناسق الذي يريدونه. من أشهر هذه العمليات التجميلية التي يتم الدمج بينها وبين شفط الدهون نجد: شد الفخذين، شد الأرداف، تدبيس المعدة، تقليل حجم الثدي، وشد الذراعين. أسباب رواج السياحة العلاجية في تركيا ليس من باب الحظ أن تكون تركيا من أكبر دول العالم التي تجذب الراغبين في إجراء عمليات التجميل عموما، والأكبر على الإطلاق في عدد ليس بالقليل منها، مثل جراحات العيون التي يتجاوز عدد من يجرونها في تركيا 40 ألف كل عام. ولا يقتصر الأمر على المرضى من دول القريبة، مثل بلدان الخليج العربي، بل يتجاوز ذلك إلى بلدان أوروبية مختلفة، يفضل مواطنها إجراء العملية في تركيا لأسباب عديدة من بينها التكاليف. إضافة إلى أسعار العمليات التجميلية المنخفضة في تركيا، مقارنة بأوروبا وأمريكا، نجد أن مستوى الخدمات الطبية مرتفع للغاية، من حيث التجهيزات والتقنيات الجراحية المستخدمة، إضافة إلى الكفاءات الطبية والخبرات الطويلة للجراحين في العديد من العمليات التجميلية، التي يتم إجراء الآلاف منها سنويا. المصاريف الإضافية أيضا تلعب دورا هاما في تحديد وجهتك للسياحة العلاجية، فنجد أن أسعار الطيران واستخراج التأشيرات التركية أمر سهل وغير مكلف مثلما هو في أوروبا وأمريكا، إلى جانب مصاريف الإقامة والانتقالات والمعيشة بوجه عام. تجدر الإشارة أنه في بعض العمليات التجميلية يجب الحصول على قسط كافٍ من الراحة، ويمنع المريض من ركوب الطائرة أو بذل أي مجهود، فضلا عما يسببه السفر إلى بلد آخر من مشقة وتعب؛ لذا يفضل إجراء مثل هذه العمليات في بلد الإقامة، أو الحصول على وقت كاف من الراحة في بلد إجراء العملية، قبل العودة إلى الوطن. قبل القيام بسياحتك العلاجية في تركيا بحسب التقرير الذي نشرته مجلة مرضى خارج الحدود هناك قرابة 12 مليون شخص يقومون برحلة للسياحة العلاجية حول العالم سنويا، ما يمثل استثمارات تقدر بنحو 75 مليار دولار أمريكي، ما يجعلها من أكثر المجالات التي تدرُّ أرباحا، وبالتالي من بين الأكثر جذبا للتجار الذين يريدون تحقيق مكاسب سريعة وعالية بأي طريقة، حتى إن كان ذلك على حساب سلامة وصحة المرضى. تركيا شأنها شأن باقي البلدان تعاني أيضا من انتشار المراكز التجميلية غير الموثوقة، والتي تعتمد على أساليب ودعايات ليس له أساس علمي صحيح، فمثلا تجد في مجال زراعة الشعر مراكز تدعي أن بإمكانها زراعة 8 آلاف بصيلة في جلسة واحدة، في حين أن المناطق المانحة للبصيلات في فروة الرأس لا تحتوي على هذا الكم الهائل أصلا! فيما يلي نذكر أهم النصائح التي يجب عليك اتباعها قبل إجراء الجراحات التجميلية عموما، لتجنب التعرض لمشاكل أو مضاعفات بعد العملية: • عليك اختيار مركز التجميل بعناية بالغة، والتأكد من كونه مكانا معتمدا من الجهات المحلية لإجراء هذا النوع من العمليات. • معرفة الجراح الذي سيقوم بإجراء العملية لك، ومحاولة التواصل مع إحدى التجارب السابقة التي أجرت نفس الجراحة لديه، وهذا الأمر أصبح سهلا بفضل المنتديات الإلكترونية المتخصصة ومواقع التواصل. • الابتعاد عن الدعاية المبالغ فيها، والتي لا تستند على معلومات علمية دقيقة، كذلك يفضل عدم اختيار مكان عملية التجميل بناء على التكلفة المنخفضة فقط، إذ إن معظم هذه المراكز يستغني عن المعايير العالية للجودة للوصول إلى أسعار أقل من باقي الأماكن. • تدبر جميع الأمور المتعلقة بالسفر والإقامة والانتقالات والترجمة قبل القيام برحلتك العلاجية، كذلك يفضل في بعض العمليات التجميلية وجود مرافق للاعتناء بك. إذا كنت تريد القيام بجولة سياحية لمشاهدة معالم تركيا خلال رحلتك، فيفضل القيام بهذه الجولة قبل إجراء الجراحة، والحصول على وقت مناسب للراحة بعد هذه الجولات، لكي يكون الجسم مستعدا لإجراءات العملية، ولاجتياز مرحلة التعافي بنجاح، دون تعريض الجسم لأية مخاطر أو مجهود زائد.