فى دراسة جامعية بمكتبة معهد الآثار بجامعة تل أبيب، نصح اثنان من أساتذة الآثار بشرب «البيرة» المصرية القديمة، وادعوا فيها أنها كانت الشراب الرئيسى للكهنة والعمال، واصفين إياها بأنها كانت المشروب اليومى والأساسى للعمال والحرفيين من القدماء المصريين، بينما كان الخمر مشروب الأغنياء، أما البيرة منخفضة الكحول-التى شبهوها ببيرة «نشير» الإسرائيلية - كانت تعوض فقد المياه من التعرق عبر مد الجسم بالسكر والسعرات الحرارية؛ فالسكر والكربوهيدرات المركبة تمد الجسم بالطاقة الغذائية ومصدرًا مهمًا للمعادن والأحماض الأمينية والفيتامينات. وأضافت الدراسة، أن أكواب البيرة كانت توزع مع الخبز ضمن قوائم الهدايا فى احتفالات مصر القديمة، عند بناء الأهرامات كأجر أساسى للعمال المصريين. فى بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد، فعندما سافر مبعوث مصرى إلى منطقة «عين بيسور» شمال النقب، أحضر معه وعاءً مخصصًا لصنع بيرة مصرية للكنعانيين على الرغم من أنهم ذهبوا إلى كنعان للمتاجرة بالخمور. وأوضحت أنه عند الاحتفال بالمناسبات الدينية كان الشرب حتى الثمالة هو الوسيلة للوصول للنشوة الدينية، وفى العالم الآخر فى الصلاة طلب الخبز، والبيرة، واللحم البقرى، والطيور، والدهون، والملبس، وكل شىء طيب، نقاء الروح، بالإضافة إلى أنها كانت تقدم للآلهة المصرية عادة كئوس البيرة كقربان، وبالأخص كانت تقدم لإلهة الحب (حنحور) الملقبة ب (عاشقة السُكر). وأثارت الدراسة تساؤلًا حول كيفية تميز مذاق بيرة القدماء المصريين عن مذاق البيرة الحديثة، مجيبة أن البيرة قديمًا كان معظمها تصنيعًا منزليًا، لكن المعابد ومواقع البناء كان لديها مصنع بيرة خاص بها، بتركيز أقل من الكحول يصل لنحو 3.4%، خميرة طبيعية، سكر مستخلص من القمح، يضاف عليها أحيانًا البلح، مع إضافة مخدر له مذاق أفضل وأقرب للخمر. لم تقف الدراسة عند هذا الحد، لكنها ذهبت لطريقة تحضير بيرة القدماء المصريين فى المنزل، فى الجزء الذى جاء فيه أن كلًا من نير أورليف، ويانيف أجمون وهما طلبة ماجستير فى قسم الآثار والثقافة الشرقية القديمة بجامعة علماء تل أبيب، حضّرا البيرة المصرية القديمة بمساعدة آخر يدعى ديبورا سوينى، وقدموا أكثر من 1300 عينة للزوار، وحازت استحسان 90% من الحضور، وقاموا بشرح طريقة تحضير البيرة. وكشفت الدراسة أن طريقة التحضير لم تدون بوضوح، لكن د. ديلوين صموئيل والتى تعمل فى جامعة كينجز بلندن استطاعت التوصل لتركيبة بيرة القدماء المصريين من خلال تحليل الرواسب الموجودة على الآنية الفخارية القديمة والتغيرات الكيميائية الناتجة عن تحضير البيرة، معتقدة أن المصريين استخدموا قمح الشعير، ومزجوه مع المياه الباردة، وأضافوا المزيج إلى نسبة متساوية من القمح المجروش المغلى مع الماء، والذى يغربل بعد ذلك للتخلص من الرءوس والقشور، ويترك ليختمر.