تؤكد الأبحاث والتقارير الاجتماعية والنفسية، أن انفصال الآباء يدفع ثمنه الأبناء، والغيرة تؤدى إلى القتل، فلم يكن يتخيل أكثر المتشائمين أنه قد يأتى يوم ويتجرد أب من الرحمة تجاه أبنائه فيقتل أحدهم إرضاءً لزوجته الجديدة التى تعانى العقم. بدأت الواقعة عند وصول الطفلة «أمل»، 3 سنوات، إلى مستشفى مغاغة العام، متوفية برفقة والدها وزوجة الأب وبفحص الجثة تبين آثار ضرب وتعذيب وحروق متفرقة بالجسم ونزيف داخلى وخارجى بأماكن مختلفة، وعندما سأل الطبيب عن سبب هذه الإصابات بجسم الطفلة أكد والدها «ف. ا»، 40 سنة، أنها نتيجة سقوطها من أعلى منضدة بالمنزل. لم يقبل الطبيب رواية الأب وحاول مناقشة السيدة التى كانت برفقته معتقدًا أنها والدتها فأخبرته أنها زوجة أبيها، وكررت رواية الأب نفسها، فأعاد فحص الطفلة مرة أخرى، وتأكد من كذب الزوجين فأبلغ رجال المباحث بتشخيصه الطبى وشكوكه أنها واقعة قتل. أخطرت إدارة نقطة شرطة المستشفى، اللواء ممدوح عبدالمنصف، مدير أمن المنيا، وعلى الفور تم تشكيل فريق من البحث الجنائى بتوجيه من اللواء الدكتور منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية إلى الرائد محمود شلقامى، رئيس مباحث مركز شرطة مغاغة، والتى أشرف عليها العقيد أشرف العزازى، مفتش المباحث، وبتكثيف البحث أكدت التحريات أن الواقعة ليست كما رواها الأب وزوجته، إنما توجد شبهة جنائية فى الحادث وليس قضاء وقدر. أكدت التحريات أن الأب يعمل سائقًا، تزوج منذ سنوات بأم المجنى عليها وأنجبت له ثلاث بنات وطلقها بعد وقوع خلافات بينهما مع احتفاظه بالأطفال، وأنه تعرف على زوجته الحالية «ه. ك» 33 سنة، ربة منزل، وحاولا كثيرًا الإنجاب، لكنها تعانى العقم. بسؤال النقيبين أحمد الصاوى معاون أول مباحث مغاغة، وأحمد العطار الجيران، والشهود ووالدتهم أكدوا أن زوجة الأب كانت معروف عنها المعاملة السيئة لبنات زوجها، وأفاد الجيران بأنها تغار منهن وتدفع الزوج باستمرار للاعتداء عليهن بحجة تأديبهن إلا أن المفاجأة الكبرى عندما تأكد أن الزوجة تقوم بأعمال السحر والشعوذة، وبالبحث فى البلاغات السابقة تبين تحرير أم الأطفال محضر ضد طليقها لاعتدائه على البنات بشكل غير طبيعى وحددت بلاغها بالاعتداء على ابنتها الكبرى وتدعى مريم وإصابتها أكثر من مرة، مطالبة أخذ تعهد عليه بعدم الاعتداء عليهن مرة أخرى وتم حبسه سابقًا لمدة 45 يومًا لهذا السبب. بمهاجمة رجال المباحث لمنزل الأب للقبض عليه وزوجته فوجئوا بهروبهما ما زاد شكوك رجال المباحث حولهما، وتم نصب عدة أكمنة لتحركات المتهمين حتى تم القبض عليهما وسط الزراعات بعد محاولة هروبهما. بمواجهة المتهمين اعترف الأب بشكوى زوجته الدائمة من الأطفال لسوء تصرفاتهن مما اضطره لتأديبهن ضربًا، ويتابع: يوم الواقعة علمت من زوجتى أن ابنتى أمل تصرفت بشكل ضايقها فضربتها أكثر من مرة وأثناء ذلك سقطت من أعلى منضدة كانت واقفة عليها حتى أصيبت برأسها وتوفت عن غير عمد منى. بينما اعترفت زوجته بقتله لابنته وتعذيبها مؤكدة غيرتها منهن لأنها عقيمة، فيما أنكرت ما وجه إليها من اتهامات العمل بالسحر والشعوذة. بالعرض على النيابة العامة تقرر حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد فى الميعاد.