تعتمد على خطط غير تقليدية لحماية الكنائس بالتعاون مع قوات الشرطة تشهد احتفالات الكنائس بعيد الميلاد إجراءات أمنية غير مسبوقة، خاصة فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتى خصصت الكنائس وسائل نقل للذهاب والعودة، حيث وزعت دعوات قداس السبت من خلال وكيل البطريركية بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية، بعد تقديم الأقباط لصورة بطاقة الرقم القومى.
وتعتمد استراتيجية التأمين على فرق الكشافة، التى تشارك قوات الأمن فى الحفاظ على أمن الكنائس، حيث بدأت الفرق الكشفية بالكنيسة الأرثوذكسية فى التدريب مبكرًا على طرق جديدة للتأمين فى احتفالات أعياد الميلاد، معتمدة على نصائح أمنية، وهو ما بدأ تطبيقه بالفعل عقب حادث كنيسة حلوان مباشرة. آلية عمل الكشافة مختلفة تمامًا هذا العام، إذ تعتمد على إشراك السيدات بشكل كبير فى التأمين الداخلى للكنيسة، وعلى عكس الأعوام الماضية، فإن تمركز الفرق الشبابية سيكون فى الخارج، بدلًا من استلام التأمين داخل الكنيسة من قوات الأمن. وناشدت فرق الكشافة فى القاهرة، نظيرتها فى باقى الكنائس بالاعتماد على نفس النصائح لزيادة تأمين الكنائس، خاصة القريبة من أماكن صحراوية، والتى تعد هدفًا سهلًا للجماعات المسلحة، وتتضمن التعليمات تغيير أماكن فرق الكشافة، فالقاعدة الأولى هى أن التأمين لا يبدأ من باب الكنيسة، وإنما يبدأ من منافذ شارع الكنيسة، مع مراقبة أى تحرك مريب داخل الشارع من بدايته، خاصة من راكبى الدراجات البخارية. ووسط العمل الشاق والتركيز لأفراد الكشافة عليهم أن يتحلوا بضبط النفس، حتى لا يحدث إزعاج لمرتادى الكنيسة، على أن يتم تشكيل غرفة عمليات بها أكثر من شخص لديهم وسائل تواصل، وكل شخص يكون مسئولًا عن متابعة منطقة محددة فى نطاق الكنيسة. وتتولى أفراد أمن الكشافة التى تعمل على باب الكنيسة، مهمة تسيير الحركة بشكل سريع، حتى لا تحدث أى تجمعات، للوقاية من النتائج الكارثية حال حدوث أى هجوم على الكنيسة، أما فى حالة الهجوم بالسلاح، فإن مركز الخطر هو الأماكن القريبة من الأبواب والنوافذ، وتكون أفضل أماكن الاحتماء خلف الحوائط على أن تكون الأولوية للنساء والأطفال، لكن فى حالة الهجوم بمتفجرات فلا تفضل المواجهة من أماكن قريبة لأنها ستزيد من الخسائر. كما شددت التعليمات على أفراد الكشافة بالاتزان فى وقت الأزمات، حتى يساهموا فى تقليل الخسائر وإنقاذ الإصابات، على أن تكون غرفة العمليات جاهزة بدرجة عالية، وتكون على تواصل مباشر مع الأطباء والإسعاف، واتصال بغرف العمليات فى الكنائس القريبة منها لطلب المساعدة، ووضعت فرق الكشافة خطط للإجلاء حال حدوث كوارث، وخطط بديلة اعتمدت على الأبواب الفرعية وليست الرئيسية. جرجس إبراهيم أحد أفراد الكشافة بشبرا الخيمة، أكد أن فرق الكشافة بالكنائس تحاول تطوير قدراتها بالتدريب العادى وفق إمكانياتها،، حيث حصلت أغلب الفرق على تدريبات فى مركز إعداد القادة خاصة بالتأمين. وأشار إلى أن العبء يزيد على فرق الكشافة التى تقع فى المناطق المهمة، والأخرى الواقعة بالقرب من الطرق الصحراوية، فكنيسة حلوان التى تعرضت للحادث الأخير تقع بالقرب من منطقة 15 مايو، وهى منطقة صحراوية، وهو الاتجاه الذى فر إليه الإرهابيون الذين نفذوا الهجوم. يذكر أن الكاتدرائية التى سيقام بها قداس عيد الميلاد فى العاصمة الإدارية الجديدة، بها كنيسة تحوى هيكلًا رئيسيًا، وتعد الأكبر فى الشرق الاوسط، حيث أقيمت على مساحة 63 ألف متر، فيما تصل مساحة الكاتدرائية إلى 4 أفدنة، وارتفاع منارة الكنيسة يصل إلى 25 مترًا. وتقع الكاتدرائية بموقع متميز للغاية، بجوار الحى الحكومى فى العاصمة الإدارية الجديدة، وتتكون من كنيسة رئيسية واخرى صغيرة، وقاعة مناسبات رئيسية وقاعتين فرعيتين وغرفة للتحكم. وصممت الكنيسة على شكل صليب، وتحاط قباب الكنيسة بزهرة اللوتس، وتحوى على أربعة مصاعد رئيسية، وتمت مراعاة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة فى التصميم المعمارى للمبنى.