مجدى يوسف: إنشاء دريم لتنفيذ حلم عالمى وليس استثمارياً فقط شريف صادق: المدينة مقامة على 140 فداناً وبها معدات بمواصفات عالمية عثمان سعيد: 2 مليون زائر سنوياً ولدينا 40 لعبة وحديقة حيوان صغيرة على فرج: حلم النجاح لم يغب عن امبراطورية بهجت رغم الصعوبات
سيظل د.أحمد بهجت، أحد أهم رجال الأعمال فى مصر والوطن العربى، لكنه يتميز بنظرة مستقبلية فى اختياره للمشروعات، علاوة على تميزه بروح المغامرة، فهو مغامر أكثر من كونه مستثمرًا، وسيظل مشروع ملاهى «دريم بارك» شاهدًا على عبقريته الاقتصادية ونظرته المستقبلية الثاقبة. «بدأت بتكسير الصخر» بهذه الجملة افتتح المهندس مجدى يوسف حديثه عن بداية التحاقه بمجموعة «بهجت» عام 1996، مضيفًا أن المرحلة الأولى من مشروع إنشاء مدينة الملاهى، بدأ فى نفس العام، واستمرت الأعمال الإنشائية به لمدة ثلاث سنوات حتى تم الانتهاء من تشييد «الملاهى» عام 1999. وأضاف أن يوم الافتتاح كان عظيمًا، حيث زار المدينة فى ذلك اليوم نحو 22 ألف زائر، ولم يكن هناك موضع لقدم من كثرة الزوار. واستطرد: «مدينة «الملاهى» هى الأولى فى الشرق الأوسط، وهى على أعلى مستوى من حيث الأجهزة والتصميمات، التى أشرف عليها خبراء أجانب من أوروبا وأمريكا لضمان أعلى مستويات الأمان». وأشار إلى أن ذلك المشروع كان تحديًا للدكتور أحمد بهجت، وكان مغامرة ورهانًا محسوبًا، إذ كانت السادس من أكتوبر صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، لكن «بهجت» كانت له رؤية مختلفة وأصر على إنشاء الحلم فى هذا المكان، مضيفًا أن الغريب فى الأمر هو بدؤه بمشروع مدينة ملاهٍ، وكان النجاح مبهرًا. وأضاف: «عناصر المشروع بالكامل كانت جديدة وتستخدم لأول مرة فى الشرق الأوسط، بداية من أنواع الألعاب، وحتى أشكال المبانى والواجهات وتصميم الديكورات، وكان هدف د. أحمد بهجت هو الارتقاء بالذوق وتقديم الخدمة الجيدة وليس الربح، فالعديد من المعدات التى كنا نطلبها فى الإنشاءات كنا نتفاجئ بأنه يستورد الأفضل». وقال «مجدى»: هذا المشروع لن يتكرر ثانية فى الشرق الأوسط، فأنا أعمل مهندسًا منذ 34 سنة، ولم يمر علىّ مشروع متكامل مثل «دريم» وكانت دريم بارك جزءًا منه، حيث كان د. أحمد بهجت فخورًا بالمدينة عقب الانتهاء منها، لأنها كانت بالمستوى الذى رأه فى الخارج وحلم بأن ينشئ نموذجًا يحاكيه فى مصر». وأشار إلى أن نسب الأمان فى الألعاب مهما بلغت خطورتها 100 بالمائة، مضيفًا: «قمنا بالتجارب قبل استخدامها وافتتاح المدينة تحت إشراف خبرات أجنبية، وكانت كل لعبة يتم تجربتها باختبارات محاكاة للإنسان أو وضع تماثيل بأوزان مختلفة حتى نتأكد من درجة الأمان، كل ذلك حدث بعد أن تأكدنا من أن كل جزء وضع فى مكانه الصحيح، ووقع جميع المشرفين على المشروع على ورقة بأن التصميم تم طبقًا للكود العالمى». وأوضح «مجدى»، أن افتتاح مدينة دريم بارك كان عام 1999، مشيدًا بجميع القائمين على المشروع الذين واصلوا العمل على مدار 24 ساعة، لكن آخر أسبوعين قبل الافتتاح كان العمل شاقًا لدرجة أن عدد ساعات النوم كانت قليلة. وقال: «كنا نسابق الزمن من أجل إنشاء مدينة ملاهى عالمية على أرض مصرية، كما تم التخطيط لها، لكن الانبهار الحقيقى كان فى يوم الافتتاح عندما عجزنا عن إحصاء أعداد الزائرين فى اليوم الأول، والتى وصلت إلى 22 ألف زائر حتى اكتملت سعة مدينة الملاهى عن آخرها، كما هو مصمم لها، فهذا النجاح المبهر لم يكن من السهل تحقيقه، فالرؤية التى وضعت لتصميم المدينة والجهد الذى بذل والإمكانيات والإصرار الذى كان لدى د. بهجت، كل تلك عوامل أدت فى النهاية للنجاح، فنحن لم ننشئ مدينة ملاهٍ، بل كنا نوفر كامل الخدمات للزائرين بداية من المأكولات والمشروبات». واستطرد: «كنا نسأل د. أحمد بهجت لماذا السادس من أكتوبر فى آخر الدنيا؟ وماذا سنفعل هناك؟، فلم يكن حجر قد وضع بعد فى السادس من أكتوبر بأكملها، حتى مدينة الإنتاج الإعلامى تم افتتاحها بعدنا بخمس سنوات، لكنه أصر على تنفيذ رؤيته، وعندما أتذكر المناقشات التى دارت يبدو لىّ أن هذا الرجل جاء إلينا حينها من المستقبل، فقد تبدلت ملامح السادس من أكتوبر وأصبحت مكتظة بالسكان وتوسعت رقعتها حتى أصبحت محافظة فى وقت من الأوقات». وأضاف المهندس مجدى يوسف: «بدأنا عقب الانتهاء من مدينة الملاهى فى إنشاء أرض الجولف على مساحة 150 فدانًا، وهذا المشروع هو الذى غير وجه أكتوبر كلية، فتغيرت أسعار الأراضى فى أكتوبر وحولها إلى مدينة كبيرة، كل تلك الخطوات كنا نعتبرها مقامرة اقتصادية غير محسوبة حتى بعد نجاح مشروع مدينة الملاهى، لكن إنشاء أرض للجولف على مساحة 150 فدانًا، وهى رياضة لا يمارسها سوى طبقة معينة، ماذا كان سيجنى د. أحمد بهجت من هذا المشروع؟، لكن فى النهاية كانت كل المناقشات تقف عند أنه لا يعتبر نفسه مستثمرًا، وكان ينفذ ما يحلم به على مستوى عالمى، وكان إصراره على تنفيذ حلمه يضعنا دائمًا أمام تحدٍ جديد ونجاح أعلى، فملعب للجولف بمساحة 150 مترًا، سيحتاج لرؤية مختلفة وإبداع فى التصميم وجهد فى التنفيذ، وبعد الانتهاء من المشروع، تحولت المدينة لجنة خضراء بها خمس بحيرات، ولو كان يطمح فى الاستثمار لشيد هذه المساحة بالعمارات». وأوضح: «توالى بعد مدينة «دريم لاند» أكثر من كومبوند، لكن لا يوجد تجمع سكنى متكامل بمثل الرقى الذى وفرناه بدريم لاند، فتصميم الموقع يقع على ارتفاع 183 مترًا فوق سطح البحر، ما جعله متميزًا وصحيًا، بالإضافة لأرض الجولف التى تلتف حول المدينة فجعلتها صحية جدًا، إلى جانب المشايات الخضراء، وجميع الخدمات متوفرة بداية من الرياضات الشعبية وحتى الخدمات الفندقية». وأضاف أن الانتهاء من ملاعب الجولف بهذه المساحة الضخمة والتصميم العالمى شجهم على اتخاذ الخطوة التالية بإقامة فندق هيلتون دريم، لخدمة زوار ملاعب الجولف، وبعد اكتمال سعة الفندق بالنزلاء، دخلوا فى تحدٍ جديد فكل نجاح كان يقودهم لنجاح آخر، إذ أنشأوا فندقًا ثانيًا باسم «شيراتون» وهو الآن يحمل اسم «هلنان» ثم الفندق الثالث «سويز ان». وعن تكامل الخدمات فى مدينة دريم لاند ما جعلها مدينة فريدة، يقول: بدأنا فى إنشاء الفيلات والوحدات السكنية بالتوازى، بحجم استثمارات بلغ 65 مليون جنيه ثمن الأرض فقط فى ذلك الوقت، وتم تخطيط المدينة على أن تضم مستشفى، على مستوى عالٍ، وواصلنا النجاحات منذ التحاقى بالشركة، وما زلنا نحرز نجاحات تشعرنا بالفخر حتى الآن، بشكل لا يشعرنا بأن الشركة دخلت مرحلة الشيخوخة على مدار العقود التى مضتها، فكل يوم جديد يضيف للشركة خبرات جديدة ونجاحات، وحتى الآن من يذهب لمدينة دريم لاند يرى فى مدخلها مجموعة من الإنشاءات الجديدة». واستطرد: فى عام 2015 افتتحنا نادى الفروسية، وهو بشهادة الأمراء فى الخليج صرح عالمى، وبالفعل الملعب استضاف بطولات عالمية تقام لأول مرة فى مصر وإفريقيا مثل بطولة العالم للخماسى الحديث، والتى شهدت نجاحًا كبيرًا وأثنى المشاركون على جودة النادى، وما أهل البطولة للنجاح هو الخدمات المتكاملة بالمدينة بداية من فنادق الإقامة، فالمشاركون بالبطولة لا يستغرقون دقيقتين بين غرف نومهم وملاعب المسابقة، وهو أمر ليس فى مصر، بسبب زحام الطرق والمواصلات، فبطولة العالم للخماسى الحديث حدث ضخم دلل على عظمة إمكانيات مجموعة دريم لاند، فالبطولة تحتاج لحمامات سباحة وتراكات للجرى وملاعب للفروسية وكل ذلك كان متوفرًا لدينا». ولفت إلى أن نادى الفروسية الذى استضاف بطولة العالم للخماسى الحديث لم يصل إلى هذا المستوى من فراغ، فقد أنفقت الشركة 8 ملايين جنيه على إضاءة الملعب الرئيسى فقط، ليكون مؤهلًا للتصوير التلفزيونى ليلًا، هذا بالإضافة إلى ملعبين للتدريب كلفا الشركة إضاءة مليون ونصف المليون جنيه. وأكد أن أكثر ما يميز العمل مع د. أحمد بهجت أنه يصر على إقامة المشروعات بالجودة التى يحلم بها وليست مجرد خدمة يوفرها لتكون موجودة سدًا للحاجة. وعن إمبراطورية مدينة دريم لاند قال: المدينة تختلف عن كل التجمعات السكنية الموجودة فى مصر فى تنوع الخدمات والجودة المقدمة للعملاء، فكل عميل يختار بنفسه التشطيبات التى يريدها، وكل 5 عمارات يخدمها حمام سباحة، وهذا يضيف أعباء يومية تكلفنا صيانة، ومع كل ذلك سعر الأرض فى مدينة دريم أقل من الأسعار فى المدن الأخرى، رافضًا أن يسميها منافسة. ومن جانبه قال المهندس على فرج مدير إدارة التصميمات بمدينة دريم، إنه التحق بإمبراطورية «بهجت» منذ عشر سنوات، بمحض الصدفة، حيث ذهب بالصدفة مع مهندس زميله لأحد حاجزى الوحدات السكنية هناك، واصطحبه معه ليرى الوحدة ويبدى رأيه بها وإرشاداته ونصائحه له، مع صلتى القوية بالمدير التنفيذى هناك أيضًا، فعرض الانضمام إلى فريق العمل بالمجموعة. وأضاف: «ذهبت للعمل بالمجموعة وكانت إدارة التصميمات فى بدايتها، ولم يكن لها مدير فتم تعيينى مديرًا لها، وكان الدكتور بهجت خارج مصر لظروف مرضه فلم أقابله فى ذلك الوقت، وبعد عودته كانت بداية الاحتكاك والمعرفة». واستطرد: كانت بداية العمل والمهمة الأساسية، كيفية اعتماد المخطط العام لدريم لاند، وهو ما تم بالفعل، ومن ثم بدأ العمل طبقًا لتوجيهات د. بهجت، وخلال العشر سنوات التى قضيتها فى الإدارة قابلت المجموعة العديد من المشكلات كما يعرف الجميع، التى أثرت على العمل، ونجحنا فى التغلب على بعضها، وخلال تلك الفترة لم يغب الحلم يومًا والكل يعمل على تحقيقه». فيما قال شريف صادق، مدير مدينة الملاهى: انضممت لمجموعة بهجت عام 1999، وعملت بالمدينة منذ افتتاحها، وكل الألعاب والمعدات بالمدينة بمواصفات قياسية عالمية، ولا نتعامل سوى مع شركات إيطالية وألمانية وأمريكية لضمان الجودة ونسبة الأمان». وأضاف: المدينة أقيمت على مساحة 140 فدانًا، وكل الألعاب بالمدينة اشتريناها من ثلاث شركات عالمية، فشركة فيكوما على سبيل المثال للقطارات، وشركة هوس الألمانية لألعاب الصاروخ، أما شركة زامبريلا الإيطالية فنستورد منها معظم الألعاب مثل الديسكفرى، اللعبة الأشهر بدريم بارك وألعاب الأطفال والأسرة». من جانبه، قال عثمان سعيد مدير إدارة التسويق والمبيعات: «دريم بارك بها نحو 40 لعبة، وتشمل ألعابًا تناسب جميع الأعمار وأفراد الأسرة»، مضيفًا أن نسبة الأمان بالمدينة غير مسبوقة، علاوة على أن جميع الألعاب تخضع لاختبارات يومية يصدر بها تقرير يومى عن نسبة الأمان. واستطرد: 2 مليون زائر سنويًا، للمدينة، وتشهد فترة الأعياد والإجازات الأسبوعية إقبالًا كبيرًا، وتكثر رحلات الجامعات والمدارس خلال فصل الشتاء، وفى الصيف تكون الرحلات الأسرية هى الأكثر علاوة على وفود من دول عربية. وأضاف: «المدينة تقيم خمس حفلات سنوية، وبها مسرح أطفال يقدم عروضًا متنوعة للأطفال ويسع لألف فرد، ومسرح رومانى للفنون الاستعراضية والباليه ويسع ل 3 آلاف فرد، ويقدم عروضًا ممتعة من خلال فرقتى فنون شعبية وباليه، علاوة على مسرح للحفلات يسع ل15 ألف فرد يقام عليه حفلات لأشهر الفنانين». واستطرد: «تقدم دريم بارك خدمات متنوعة داخل الملاهى عبر المطاعم والكافتيريات، التى تقدم أشهى الوجبات، بالإضافة لعيادة طبية مجهزة وصيدلية ومسجدين، وتتعاقد المدينة مع الشركات لتنظيم رحلات اليوم الواحد لموظفيها طوال العام، علاوة على وجود حديقة حيوان مصغرة». واختتم عثمان سعيد مدير التسويق: «التطوير والتوسعات مستمر لذلك دريم بارك هى أكبر مدينة ملاهٍ فى مصر والشرق الأوسط».