لا تتمتع بذكاء «العندليب» و«كوكب الشرق» و«موسيقار الأجيال» و«الهضبة» «لسانك حصانك»، مثل متعارف عليه، لم تنتبه له الفنانة شيرين عبد الوهاب، خاصة بعد أزماتها وسقاطاتها المتكررة خلال الفترة الماضية، والتى تعددت بداية بألفاظ وتصرفات غير مسئولة منها فى برنامج «ذا فويس»، أو أزمتها مع الفنان شريف منير الذى وصل الأمر بينهم للقضاء وحُكم عليها بالحبس، وهو ما جعلها تقرر الاعتذار لإنهاء الموقف، ومن ثم أزمتها مع «الهضبة» عمرو دياب واعتذارها له، وإعادتها لنفس الخطأ واصفة بأنها هرم إذا كان هو هضبة، ومن قبل إهانتها لدولة تونس فى إحدى الحفلات والاعتذار. لكن أزمتها الأخيرة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين مؤيد ومعارض بعدما نشر فيديو لحفل لها ترد فيه على إحدى الحضور طلبت منها غناء أغنية «ما شربتش من نيلها» لتفاجأ برد صادم من المطربة، حيث قالت لها «هيجيلك بلهارسيا»، وهو الأمر الذى جعل نقابة المهن الموسيقية تقرر إيقاف شيرين باعتبار ما قالته إساءة للدولة فى حفل عربى أمام جمهور كبير، وهو ما جعل أيضًا التليفزيون المصرى يقرر وقف بث أغانيها سواء على مستوى القنوات أو الإذاعات. وحول الموقف الحالى مع شيرين، أكد مصدر داخل نقابة المهن الموسيقية أن قرار إيقاف الفنانة ومعاقبتها جاء بالإجماع من اللجنة، ولم يعترض أحد على القرار نظرًا لأنهم يروها مخطئة. وتابع المصدر، أن قرار إيقاف شيرين حتى هذه اللحظات هو قرار مؤقت لحين التحقيق معها، ومن الممكن أن تصل العقوبة إلى شطب العضوية أو قرار بالإنذار فقط أو الإيقاف أو الغرامة المالية وكلها عقوبات تتوقف على التحقيق الذى من المفترض أن يتم خلال الأسبوع الحالى. وأوضح المصدر، أن النقابة لم تأخذ القرار بناء على سقطات شيرين المتكررة، لكن تم اتخاذه وفقًا للواقعة الأخيرة التى تم نشرها، مشيرًا إلى أن النقابة لم تعلم بالواقعة من قبل رغم حدوثها منذ عام لكن بمجرد وصول علم بها اتخذت الإجراءات اللازمة، ولا يتم التحقيق وفقًا لوقت معين، مؤكدًا أنه إذا تم منع شيرين من الغناء لا أظن أن القرار سيطبق خارج مصر، بل داخلها فقط لأننا ليس لدينا سلطان على الحفلات التى تقام بالخارج. وأشار إلى أن النقابة ليست طرفًا فى الهجوم على أى شخص، لكنها تحكم على واقعة حدثت بالفعل، وبالتالى القرار هنا إدارى بحت بسبب خطأ جسيم ومسألة تمس البلد ومقدراته ولا يرتبط الأمر بمزحه من عدمه لأن الفنان يتحمل مسئولية كل ما يقوله وعليه أن يتوخى الحذر، وتم اتخاذ موقفهم كمجموعة من المصريين قبل أن يكونوا أعضاء نقابة، مضيفًا أن قرار التليفزيون بوقف بث أغانيها ليس للنقابة علاقة به، وهو خارج سلطتها. وعلمت «الصباح» أنه يتم حاليًا تفعيل القرار داخل التليفزيون بمنع أغانيها وإبلاغ قنوات ماسبيرو كلها، وليس للقرار أى علاقة بالقنوات الفضائية الخاصة والتى يحق لها العرض. وقال مصدر إن الفنانة شيرين حاولت إنقاذ الموقف قبل إصدار النقابة قرار بإيقافها المؤقت لحين التحقيق معها، فبعد وصول أنباء لها عن نية نقيب الموسيقيين هانى شاكر بتوقيع هذا القرار، قامت بمكالمته هاتفيًا، وطلبت منه عدم إصدار القرار والاعتذار للجمهور من خلاله، وهو الأمر الذى رفضه الأخير وأكد لها ضرورة الاعتذار بنفسها للجمهور، لأن ما حدث خطأ جسيم، وأكد المصدر أن نقيب الموسيقيين لم يرضخ لوقف قرار الإيقاف وعدم التحقيق معها، وقرر إصداره رغم محاولات شيرين معه قبل الإعلان الرسمى عنه. وحول سقطات شيرين المتكررة وتأثير ذلك على مسيرتها الفنية ونجوميتها، قال الكاتب الصحفى محمود فوزى السيد، إنه من المفترض على شيرين ألا تتحدث وتكتفى بالغناء فقط لأنها عندما تتحدث لا نجد سوى إثارة للمشاكل، مشيرًا إلى أنها لا تجيد فن الحديث، ولا يصح أن تتحدث عن النيل حتى وإن كنا على علم بحقيقة ما تقوله لكن الأمر غير مقبول ولا يجب أن تناقض نفسها، فمن الأساس لماذا قمتى بالغناء له. وتابع: «الموقف حتى وإن تم من باب المزحة أو فى وقت قديم، فهو لا يشفع عما قالته، خاصة أن لكل مقام مقال والمطرب فوق المسرح وظيفته فقط الغناء، وطالما لا يجيد الحديث فعليه الصمت، لأن ما يقوله يصل للملايين، فهى شخصية عامة وتتحمل المسئولية». فيما قال الناقد أشرف عبد الرحمن، إن الفنان الوهوب بدون عقل عمره قصير، وهو ما ينطبق على شيرين التى لا تقوم بإدارة موهبتها بشكل صحيح، وبالتالى يؤثر ذلك عليها، وستموت ولن تصبح من المطربين الخالدين فى تاريخ الغناء العربى، مشيرًا إلى أن الفنان عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب كان لديهم الذكاء الخارق فى كيفية إدارة موهبتهم، وأضف إليهم عمرو دياب الذى لا يعد أفضل صوت حاليًا لكنه أكثر ذكاء لذلك فهو خالد ومتجدد وكل الأجيال تحبه، فالموهبة بدون عقل تندثر، وعلى شيرين أن تغنى فقط ولا تتحدث، بالإضافة إلى أنها تحتاج لإدارة أعمال ناجحة.