البحيرى: ضخ 7 مليارات جنيه لتطوير السنترالات وخدمة العملاء يشهد قطاع الاتصالات نشاطًا ملحوظًا خلال الفترة الحالية، مدفوعًا بدخول الشركة المصرية للاتصالات إلى المنافسة فى سوق المحمول، والذى بدأ الأسبوع الماضى بإطلاق حملاتها التجارية، وافتتاحها أول مركز خدمة عملاء متكاملة. ورجح مراقبون للسوق قدرة الشركة على المنافسة فى ظل سوق متنامية، وبالتوازى مع طرح خدمات الجيل الرابع للشركات بنهاية الشهر الجارى، والتى سترفع مستوى مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من الحملات التسويقية والدعائية كسبيل رئيسى للشركات للحفاظ على قاعدة عملائها الحاليين. ومن المتوقع بحسب الخبراء ارتفاع المنافسة على خدمات نقل البيانات والإنترنت سواء الثابت أو المحمول، والتى ستمثل 50فى المائة من إجمالى إيرادات الشركات خلال عامين. قال المهندس ياسر القاضى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن تقديم المصرية للاتصالات لخدمات المحمول سيساهم إيجابيًا فى زيادة المنافسة بالسوق مما يصب فى صالح المستخدمين، كما أنه سيعظم قدرات فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة خلال الأعوام المقبلة، مشيرًا إلى أن القطاع يستهدف تحقيق معدلات نمو تصل إلى 16.3فى المائة خلال العام المالى المقبل. وأضاف أن الاستثمارات بقطاع الاتصالات متنامية بشكل متسارع نظرًا للميزة النسبية للقطاع ومعدلات نموه المرتفعة خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن الاستثمارات التى ضخت فى رخص الجيل الرابع للمحمول فقط تجاوزت ال 32 مليار جنيه بخلاف الاستثمارات التى تم ضخها لتحديث الشبكات ونقل الترددات. وقال أحمد البحيرى الرئيس التنفيذى للمصرية للاتصالات، إن الشركة مستعدة للمنافسة فى سوق المحمول بتقديم خدمات ذات قيمة مضافة، وأفكار مبتكرة، مشيرًا إلى أن الشركة قررت ضخ 7 مليارات جنيه خلال العام الجارى لتطوير السنترالات وخدمة العملاء وإنشاء مراكز متطورة لتقديم خدمات المحمول. وأكد أن دخول شركتهم لسوق المحمول فى هذا التوقيت كان ضرورة نظرًا لتراجع قيمة عائدات الاتصالات الثابتة، والتى تبلغ 6 مليارات جنيه سنويًا، بينما يبلغ سوق المحمول فى الصوت والإنترنت 30 مليار جنيه لافتًا إلى تخصيص الشركة 100 نقطة بيع على مستوى محافظات الجمهورية. أشار البحيرى إلى أن تشغيل الخدمة سيعتمد على الجيلين الثانى والثالث بينما إطلاق الجيل الرابع سيتم فى 28 سبتمبر الجارى. من جانبه قال أحمد عادل، محلل أول قطاع الاتصالات بشركة بلتون المالية القابضة، إن أبرز التأثيرات الإيجابية المتوقع أن تجنيها الشركة المصرية للاتصالات بدخولها حلبة المنافسة كمشغل رابع لخدمات المحمول تتمثل فى قدرة الشركة على تحقيق إيرادات من تقديم خدمات الإنترنت عبر المحمول، والتى تتمتع بفرص نمو مرتفعة مقارنة بالخدمات الصوتية. وأوضح أن السوق المصرية وصلت إلى درجة تشبع مرتفعة من اختراق الخدمات الصوتية بنسبة تصل إلى 111فى المائة عبر الخدمات المُقدمة من جانب شركات المحمول الثلاث مقارنة ب 35فى المائة معدل اختراق خدمات الإنترنت - وفقًا للمؤشرات الصادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات- مما يفتح الباب أمام الشبكة الرابعة لاقتناص حصة سوقية بقطاع إنترنت المحمول. وأشار إلى أن القاعدة العريضة التى تمتلكها المصرية للاتصالات الخاصة بخدمات الثابت والإنترنت الأرضى يدعم خطتها الترويجية، وتعريف الجمهور بالخدمات الجديدة المُقدمة من خلالها، فضلًا عن امتلاك الحكومة الحصة الأكبر من أسهم الشركة مما يزيد من ثقة المستخدمين. وأكد قدرة الشركة على تحقيق أرباح منافسة للشركات الأخرى العاملة بالسوق المصرية بالتزامن مع الانتهاء من بناء الشبكة الخاصة بها والتحكم فى التكاليف التشغيلية. وتوقع تقدُم شركات المحمول الثلاث بعروض تنافسية جديدة للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات خلال الفترة الحالية لدعم الموقف السوقى لها، والحفاظ على الحصص السوقية التى تمتلكها كل منها، بالإضافة إلى احتدام المنافسة فى نسب استحواذ الشركات على حجم العملاء بالسوق الفترة المقبلة، لاسيما المصرية للاتصالات التى من المتوقع أن تراهن على الأسعار لدعم قدرتها على جذب قاعدة عملاء لها بسوق المحمول.