اتجاهات لبيع الجمهورية والشروق والمصرى اليوم لا يختلف واقع الأزمة على صحف مصر كثيرًا عن قنواتها الفضائية، حيث باتت الصحف الورقية يقاوم الانقراض، تحت وطأة زحف المواقع الإلكترونية واستحواذها على اهتمام القارئ بخدماتها الأكثر سرعة وتفاعلية. فقد تراجعت إيرادات صحف الجمهورية والشروق، والمصرى اليوم التى باتت محل نقاشات وأحاديث عن الاتجاه لبيعها. كما شهدت الفترة الأخيرة صفقات لبيع العديد من الصحف بل والمواقع الإلكترونية الإخبارية أيضًا. حيث حملت الأنباء معلومات عن صفقة لبيع صحيفة الأسبوع التى يملكها محمود بكرى ورئيس تحريرها مصطفى بكرى، ورغم أن بكرى نفى البيع فى تصريحات خاصة للصبا إلا أنه كشف عن تعاقد صحيفته مع شركة إعلامية إعلانية سعودية كوكيل إعلانى بمبلغ 8 ملايين جنيه رافض ذكر تفاصيل أخرى. كما تم بيع صحيفة صوت الأمة المملوكة لعصام إسماعيل فهمى، وكذلك موقع عين المشاهير الذى كان يملكه أيضًا عصام إسماعيل فهمى، كما توقفت صحيفة التحرير بنسختها الورقية وهى المملوكة لأكمل قرطام وبرئيس تحريرها إبراهيم عيسى عن الصدور. وكذلك توقفت جريدة الخميس المملوكة للإعلامى عمر الليثى وهو رئيس تحريرها أيضًا. كما تم بيع موقع دوت مصر، لينضم إلى شبكة مواقع إعلام المصريين. عقود إعلانية هربًا من الإفلاس وكانت شركة «pod» قد وقعت عقد الرعاية الإعلانية مع مؤسسة صوت الأمة، بعد بيعها مع موقع عين المشاهير لمجموعة إعلام المصريين المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، حيث تمت الصفقة بمبلغ 4 ملايين جنيه، وكذلك كانت قيمة العقد الموقع لتسويق عين المشاهير بقيمة 8 ملايين جنيه. وأكد عبد الحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أنه بعد بيع صوت الأمة وعين المشاهير إلى رجل الأعمال المصرى أحمد أبو هشيمة تم نقل الجريدتين إلى مقر اليوم السابع، المملوكة له أيضًا، مؤكدًا أن صوت الأمة باتت متوازنة اقتصاديًا وأكثر توزيعًا بعد إتمام الصفقة فى شهر أكتوبر من العام الماضى، لكنه لفت إلى أن الصحافة تعيش الآن أزمة إضافية، وبات الاعتماد الأكبر على صحافة صوت الشارع «السوشيال ميديا» والصحافة الإلكترونية، وعالميًا تم إغلاق صحف ورقية فى أمريكا وإيطاليا، والقنوات باتت نسخًا باهتة لفكر واحد لا يسير إلا فى اتجاه واحد. إلا أن قنديل نفى وجود معلومات موثقة ومتاحة بالأرقام عن أرقام التوزيع الحقيقية، مشيرًا إلى أن كل ما يتردد فى السوق هو كلام يردده المتنافسون كل عن الآخر، أما بشكل عام فعلى مستوى الصحافة، هناك بالفعل تراجعًا لا شك فى ذلك، والتوجه أصبح يتجه إلى الديجيتال، وحدث تراجع ملحوظ عقب ارتفاع أسعار ورق الطباعة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الجرايد، وبالتالى فنحن كإعلام ورقى يتعلق بقشة حتى يقنع القارئ بشراء الصحيفة، والاهتمام بها. رئيس تحرير صحيفة الشروق، عماد الدين حسين قال - فى تصريحات خاصة ل«الصباح» - جميع الصحف الورقية تأثرت بغلاء ورق الطباعة، واختفاء القارئ الورقى، والاتجاه للصحافة الإلكترونية، فالجميع بات يشاهد نفس الأمور عبر شاشات التليفزيون، والمواقع الإلكترونية بدون أن يدفع شيئًا. وعلمت «الصباح» من أحد مصادرها، أنه فى غضون أيام ستعرض أكبر صحيفة يومية مستقلة للبيع، وهى جريدة «المصرى اليوم»، والذى يمتلكها رجل الأعمال المصرى صلاح دياب، حيث تواترت المعلومات عن بيع الصحيفة إلى مجموعة إعلام المصريين لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة بعدما أصبحت سهام النقد الموجه إليها أكبر من أن يتم احتواؤها. تؤكد المؤشرات إقدام دياب على بيع أهم المؤسسات الصحفية خلال السنوات الماضية، بعدما أصبحت سهام النقد الموجه إليها أكبر من أن يتم احتواؤها. فى المقابل نفت مصادر ب«المصرى اليوم» أن تكون تلك المعلومات أكثر من مجرد شائعة، على الرغم من أنه بالفعل هناك إجراءات لبيع الصحيفة حسبما أكدت المصادر التى نفت أيضًا أن يكون البيع لمجموعة إعلام المصريين خصوصا فى ظل خلافات قائمة بين أبو هشيمة ومالك الصحيفة المهندس صلاح دياب، والتى امتدت لتكون ساحتها صفحات جريدتى اليوم السابع التى يمتلكها أبو هشيمة و«المصرى اليوم» التى يمتلكها دياب. وفى الكواليس أيضا أنباء عن لقاءات ونقاشات حول اتجاه أبو هشيمة لشراء صحيفة «الشروق» التى يملكها إبراهيم المعلم، فضلًا عن عزمه شراء نسبة من أسهم مؤسسة الأهرام بعد صدور قانون الصحافة، والذى يسمح بمشاركة القطاع الخاص بشراء نسبة من أسهم الصحف القومية . الخسائر ديون أما فى الصحف القومية فالأمر أكثر سوءًا فقد أصبحت الديون المتراكمة كترجمة حقيقية لخسائر لا تتوقف. عبدالله حسن وكيل الهيئة الوطنية للصحافة يقول عن ذلك إن المشكلات التى تواجه المؤسسات الصحفية يمكن حلها خلال مدة تصل إلى 3 سنوات، يتم خلالها إعادة هيكلة تلك المؤسسات محددًا مديونيات الصحف القومية ب19 مليار جنيه بالعام الماضى .