التضييق على الإعلاميين ينتهى بالإقصاء وجه الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسى والرأى العام بإعلام القاهرة، فى حواره مع «الصباح» عدة نصائح للتغلب على المشاكل التى تواجهها الصحف، معتبرًا أن التخلى عن بعض المساحات لكتاب لا يقرأ لهم أحد وتخصيص ذلك لقضايا حيوية أفضل، كما طالب بضرورة التخلى عن الطبعات الإضافية للصحف وتفاصيل أخرى فى السطور التالية: * كيف ترى مستقبل الإعلام المصرى ومشهده الحالى؟ - المشهد الإعلامى أحادى الجانب والتوجه، ولا يقدم أى معلومات أو حقائق فى القضايا الحيوية. وهناك الكثير فى الإعلام مسكوت عنه، بحجة أن هذا فى الصالح العام، وما يحدث من تضييق على بعض الإعلاميين وتخوينهم ورميهم بعدم الوطنية ينتهى بالإقصاء الإعلامى، مثلما تفعل بعض القنوات بشكل تدريجى. وأعتقد أن ذلك يرجع إلى تعدد الانتقادات، ونتيجة لذلك فإنهم يتحسسون الطريق أمام كل رأى مخالف ومعارض. * كيف نحل أزمة ديون المؤسسات القومية والإعلامية؟ - بزيادة موارد هذه المؤسسات، ليس فقط من الموارد الإعلانية بل من خلال خلق إدارات جديدة تسعى إلى إيجاد دراسات ومقترحات لمشاكل المجتمع سواء البيئية والاقتصادية، خاصة أن الأوضاع الاقتصادية الحالية فى طريقها للتحسن تدريجيًا. فالأوضاع الاقتصادية الحالية تتحسن تدريجيًا، ومطلوب من خبراء التسويق والإعلان ألا يجلسوا على المكاتب فى انتظار قدوم المعلن إليهم بل مطلوب نوعية من رجال الإعلان الذين يقترحون الدراسات والحلول لمشاكل التسويق للشركات الكبرى ثم تطرح عليهم الحملات الإعلانية والترويجية التى تساعد فى زيادة مبيعاتها. لذلك لابد للإصدارات المطبوعة أن تستغل الأحداث الاقتصادية والسياسية والقومية فى تنظيم المؤتمرات لتسويقها عبر الكتب والكتيبات التى تطبعها وتوزعها خلال هذه المؤتمرات على رجال الأعمال والمسئولين الذين يحضرون هذه المؤتمرات، وأيضا تنويع الخدمات التى تقدمها من خلال صفحات إعلانية حتى يتلاشى الوضع الحالى الذى ينتظر فيه المعلن داخل مكتبه ويحضر إليه مندوب الإعلانات لنشر الإعلان أو يتم نشر الإعلان من خلال الاتفاق بين الصحفى والمعلن، وهذا خطأ ومخالف لميثاق العمل الصحفى. * وماذا عن النقاشات حول توقف العديد من الصحف؟ - توقف الصحف بسبب ارتفاع أسعار الورق، لن يحدث بصورة سريعة، وإنما سيمر بعدة مراحل ستحاول فيها المؤسسات الصحفية الحفاظ على بقائها، وأتصور أن المؤسسات الصحفية التى تصر على طبعتين يوميًا ستحاول التركيز على طبعة واحدة فقط. كذلك تقليص بعض المساحات المخصصة لكُتاب ليست لديهم قدرة إبداعية على التجديد، لذلك فإن المقالات الصحفية تحتاج إلى المراجعة الدقيقة من جانب مجلس تحرير المؤسسة، فأنا أتحدى أن يكون هناك قارئ متابع لجميع المقالات، والاكتفاء بنشر المقالات الأكثر إبداعًا سيعمل على توفير مساحات كافية من الجريدة. وترشيد استخدام الورق ضرورة مُلحة خاصة فى ظل محدودية مساحة الإعلانات، وأن يكون الترشيد فى صالح القارئ، خاصة أن القارئ يشترى الصحيفة ليبحث عن شىء لا يجده فى وسائل الإعلام، وذلك من خلال تقنين استخدام بعض المساحات التى قد لا تشغل اهتمام القارئ مثل دليل الصيانة والمسرح والتليفزيون فى بعض الصحف، وفرز المادة الصحفية التى تُفرد مساحاتها فى الجريدة بهدف مجاملة شخص أو جهة ما.