48 عام تمر على وفاة أحد أهم صناع السينما فى مصر, ففى 23 أغسطس عام 1969 إنتهت مسيرة أحد مؤسسي السينما المصرية والذى كان له بصمات لا تنسي فى تاريخ السينما, كما أنجب لنا أحد أهم مخرجى السينما فيما بعد. وفى هذا التقرير نستعرض أهم المحطات فى حياة مخرج العمالقة أحمد بدرخان
1 - وُلد أحمد على شاكر بدرخان فى 18 أكتوبر 1908 فى 18 شارع قرة قول بحي الخليفة بالقاهرة،وحصل على شهادتي الابتدائية والثانوية من مدرسة الفرير. ثم التحق بمعهد التمثيل الأهلي الذي كان يديره (زكي طليمات)، إلاّ أنه لم يستمر بالدراسة فيه نظرًا لإغلاقه، وبعدما حصل على شهادة الكفاءة الفرنسية، التحق بالجامعة الأمريكية، وشارك في نشاط فريق التمثيل.
2 – انتقل أحمد بدرخان إلى كلية الحقوق إرضاءً لوالده وفي نفس الفترة بدأ في مراسلة معهد السينما في باريس حيث كانت تصله محاضرات ودراسات في السينما استطاع ان ينشر معظمها في مجلة (الصباح) والتي أسندت إليه بعدها تولي تحرير قسم السينما الأسبوعي.
3 – كلفه طلعت حرب بإعداد تقرير عن تكاليف إنشاء أستوديو للأفلام الناطقة بمساعدة صديقه (نيازي مصطفى) الذي كان يدرس السينما حينئذٍ في ألمانيا، ثم أوفده في بعثة سينمائية في باريس عام 1933 وحصل على دبلوم في فن الإخراج، . وعاد في 1934 مع سيناريو فيلم (وداد) الذي كتبه أثناء الدراسة وهو أول أفلام أم كلثوم . وعُيّن مخرجاً سينمائياً باستوديو مصر بمرتب قدره عشرون جنيهاً شهرياً.
4 – تعرفت عليه السيدة أم كلثوم فى فيلم وداد واختارته بنفسها لإخراج ثاني أفلامها وهو (نشيد الأمل)، الذي أنتجته (شركة أفلام الشرق) في أولى مشاريعها الإنتاجية، كما أنه أخرج جميع أفلامها عدا فيلم (سلامة).
5 – قدم أحمد بدرخان فيلم عن الزعيم مالراحل صطفى كامل، وكان ذلك قبل قيام ثورة يوليو 1952م، فقد رأى أن هذا الفيلم سيكون بمثابة سجل تاريخي يقدم للناس صفحات مضيئة من التاريخ الوطني، ولم تقتنع شركات الإنتاج السينمائي بالفكرة، بل أن الرقابة كانت تثنى عزيمته عن هذا العمل؛ باختصار السيناريو وتعطيل الموافقة على إنتاج الفيلم عدة أعوام، وزاده هذا إصرارًا بالموضوع، إلى أن أقدم هو بنفسه على إنتاج الفيلم على حسابه الخاص، وبدأ التصوير في جو غريب من الإرهاب والتهديد، ومرت الأيام وجاءت اللحظة الحرجة عندما رفضت الرقابة التصريح بعرض الفيلم دون إبداء الأسباب، وظل الرجل يناضل حتى تم التصريح بعرض الفيلم بعد قيام ثورة يوليو.
6 – تزوج بدرخان من الفنان أسمهان أثناء تصوير فيلم إنتصار الشباب وهو أول أفلامها مع أخيها الفنان فريد الأطرش إلا أن الزواج لم يدم سوا 40 يومًا فقط، لأنه قيل وقتها أن الفنانة كانت تبحث عن الحصول على الجنسية المصرية بعد أن فقدتها، رغم أن الصحافة كتبت عن سعاداتها بالزيجة في بادئ الأمر.
7 – اخرج أحمد بدرخان مجموعة من الأفلام قام بإنتاجها وبطولتها فريد الأطرش وهي «شهر العسل» 1945م و«ما أقدرش» 1946م و«أحبك أنت» 1949م و«آخر كدبة» 1950م و«عايزة أتجوز» 1953م مع نور الهدى و«لحن حبي» 1953م مع صباح و«عهد الهوى» 1955م و«إزاي أنساك» 1956م.
8 - في 1944م كوّن أحمد بدرخان مع أمينة رزق وعبدالحليم نصر وحلمي رفلة شركة إنتاج تحت اسم شركة اتحاد الفنانين. وفي مشوار سينمائي طويل قدم للسينما أكثر من أربعين فيلمًا ما بين إخراج وتأليف وإنتاج، وتميز في تقديم الأفلام الغنائية والموسيقية.
9 - لم تكن أسمهان هذه هي الزيجة الأولى في حياته، فقد تزوج قبلها من الفنانة روحية خالد، التي قدمت دور الحماة الشريرة في فيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع الفنانة شادية ومحمود ياسين، ثم تزوج بعد (أسمهان)، آخر زوجاته وهي الفنانة سلوى علام، التي أنجبت له (رقية)، والمخرج علي بدرخان.
10 - أخرج بدرخان آخر أفلامه السينمائية في عام (1969م)، تحت اسم (نادية)، وتم إرسال الفيلم للطبع والتحميض في باريس، إلا أنه لم يحالفه الحظ لمشاهدته، فقد غيبه الموت في 23 أغسطس عام 1969م، عن عمر ناهز الستين عامًا.