«تعامد الشمس» على وجه الملك يوم ميلاده ويوم وفاته كل عام.. معجزة فلكية تُبهر العالم قصة حب الملك رمسيس الثانى وزوجته الملكة نفرتارى نحتتها فى أحضان النيل العبقرية الفرعونية، ومعها خلدت معركة قادش العظيمة، فى تحفة معمارية تعد شاهدًا شامخًا على عظمة أقدم دولة فى التاريخ. آثار أبوسمبل تتزين هذا العام للاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف المغامر الإيطالى الشهير جوفانى باتيستا بلزونى لأشهر معابد النوبة. معابد أبوسمبل. تلك الصروح التى وثقت للعديد من الأحداث والوقائع التاريخية منها الحب والحرب والصداقة وسيرة معاملة الملوك والعمال. حب الملوك قصة حب سجلتها جداريات معابد أبوسمبل منذ أكثر من 3 آلاف عام بين رمسيس الثانى ونفرتارى، وصفتها كلمات رمسيس الثانى بأنها «الملكة المؤلهة»، وبأجمل الكلمات الرومانسية والرقيقة والعذبة وربة الفتنة والجمال وجميلة الكون وسيدة الدلتا والصعيد. نفرتارى الزوجة الوحيدة لرمسيس الثانى بنى لها معبدًا نُحتت عليه نقوش أبرزت جمالها وهى تقدم القرابين للآلهة وفى يدها «الصلاصل» تعزف الموسيقى ويعلو رأسها تاج الآلهة حتحور آلهة السماء، والحب، والجمال، والأمومة والسعادة، الموسيقى والخصوبة. قصة حب رمسيس الثانى ونفرتارى كانت النموذج الملهم للعديد من الأجانب، الذين قرروا إعلان حبهم فى العصر الحديث فى نفس المكان، وكان آخرهم ما فعله شاب صينى نهاية العام الماضى، حين اختار مع رفيقته معبد أبوسمبل ليشهد بداية حقيقية لحبهما وتقديم خاتم الزواج. حسن المعاملة معابد أبوسمبل، وثقت حسن معاملة الملك رمسيس الثانى لجميع العمال، الذين أطلق عليهم وقتها «العابيرو أو الخابيرو»، وجاء ذلك ممثلًا فى نص المدعو كاوسر رئيس العمال بالمحاجر، الذى أرسل إلى الملك يطمئنه أن «العابيرو» يحصلون على مستحقاتهم كاملة بعدما سحبوا الأحجار إلى معبد رمسيس حيث يذكر النص «لقد أرسلت الطعام «للعابيرو» الذين يسحبون الأحجار للصرح العظيم لمعبد رمسيس محبوب آمون». تماثيل رمسيس رمسيس الثانى بنى الرمسيوم، وهو معبد جنائزى ضخم بناه الملك الفرعون لآمون ولنفسه، وأقام أيضا معبدى أبو سمبل المعبد الكبير المنحوت فى الصخر ويحرس مداخل المعبد 4 تماثيل ضخمة لرمسيس الثانى وهو جالس، يزيد ارتفاع كل تمثال على 20 مترًا، والمعبد الصغير المنحوت أيضًا فى الصخر لزوجته نفرتارى وكان مكرسًا لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب والتى تصور برأس بقرة، وتوجد فى واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منها لرمسيس الثانى و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالى 10 أمتار. قادش المعبد العظيم استغرق بناؤه 20 عامًا وتخلد جدارياته معركة قادش التى انتصر فيها الملك رمسيس الثانى على الحيثيين بقيادة الملك مواتللى الثانى. تعامد الشمس تشهد آثار أبوسمبل حدثًا جللًا كل عام تتعامد خلاله الشمس على قدس الأقداس رمسيس الثانى فى شهرى أكتوبر وفبراير من كل عام، حيث ترسم أشعة الشمس إطارًا مستطيلًا على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى فى حجرة قدس الأقداس على بعد 60 مترًا، يوم ميلاده ويوم وفاته. وهو ما يعد معجزة فلكية حسابية بجميع المقاييس، حيث يستغرق التعامد على وجه الملك الفرعونى القديم ما يقرب من 20 دقيقة تقريبًا، ويحرص الآلاف من السياح والمصريين على حضور هذه الفعالية ومتابعتها. بعد نقل معبد أبوسمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالى ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة أصبحت الظاهرة تتكرر يومى 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغيير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترًا غربًا وبارتفاع 60 مترًا.