يبدو أنها ما زالت تشاهد مسلسل السندريللا الكارتونى، لكن على طريقة إجرامها الخاص، فلا تلتفت إلى الجميلة لتعرف قصة كفاحها مع الفقر والمعاناة، بل التفتت إلى دور زوجة الأب الشريرة، وردت على شرها بشر أكبر. داخل «رشاح» فى منطقة المرج بالقاهرة وجدوا جثة الطفلة نادية ذات القلب الملائكى، ابنة ال11 عامًا التى كانت قبل مقتلها تلاعب قريناتها بحارتهن الضيقة، ولم تتوقع أن زوجة أبيها الشيطانة تغار على والدها منها، ربما تلك هى الغيرة المرضية التى تعانى منها بعض الزوجات، ولكن هل هذا مبرر كافٍ لإنهاء حياة الطفلة بتلك الصورة البشعة؟! «الصباح» ذهبت لمسرح الجريمة التى ما زالت تفوح منه رائحة الدم، وبمجرد وصولنا إلى مكان الحادث وشاهدنا الجيران والكاميرات فى أيدينا هرعوا إلينا مسرعين، والتفت إلينا ذلك الشاب الأسمر نحيف الجسد قائلًا: «هنا دفنت الشيطانة زوجة المهندس عوض جارنا نادية ابنته». ومنذ أن شاهدنا منظر الرشاح تسألنا كيف لتك المرأة أن يكون لها قلب ما زال ينبض بداخلها بعد كل هذا الإجرام غير المبرر؟! وسرعان ما توجهنا إلى منزل الضحية بمؤسسة الزكاة التابعة لمنطقة الهدى بكفر أبوصير بحى المرج فى محافظة القاهرة،ليبدأ والدها عوض جمال النجار، 38 عامًا مهندس تكييف، الحديث وهو منهمر فى البكاء: «نادية بنتى مختفية منذ 13 يومًا، والشيطانة زوجتى كانت تبحث معنا عنها ولم نعلم أنها قتلتها، يمر يوم وراء آخر وقلبى يتمزق حزنًا على طفلتى التى لا أعلم أين هى لأننى تعودت أنها لا تفارق حضنى، وما كان يؤلم قلبى أن الشيطانة كانت تنام بجوارى فى الفراش وكانت تصبرنى على فراقها». واستطرد الأب المكلوم والدموع فى عينيه: «زوجتى الثانية على ذمتى منذ 3 أعوام، ورزقنى الله منها بطفل يدعى يوسف عمره عامان، وطوال فترة زواجنا كانت لا تستطيع أن تنظر إلى طفلتى نظرة سيئة لأنها تعلم أنهم فلذة كبدى، وأننى تزوجتها من أجل أن تقوم بمراعاتهما فى غيابى، ولكن كنت أشعر بأنها دائمًا تنتابها الغيرة من حبى لنادية، ولكن الجبروت والقسوة جعلاها ترتكب جريمتها وهى موجودة معى بالمنزل تأكل وتشرب وتبدى لى الحزن الشديد على نادية ويدها ملوثة بدمائها». وأكمل الوالد كلماته برسالة لابنته فى قبرها: «ابنتى وقرة عينىّ نادية، أعلم أننى لن أراكى مرة أخرى، ولكن صورتك لا تفارق خيالى كل ليلة ولا أستطيع أن أنسى مداعبتك لى كل صباح أثناء نومى حتى أستيقظ للذهاب إلى العمل، أنا أشعلت النار فى ملابس الشيطانة اللى قتلتك، وكنت أتمنى أن أضع يدىّ عليها، ولكن للأسف كانت كلبشات رجال المباحث بيدها قبل أن تلتف يداى حول عنقها لإنهاء حياتها، سامحينى ياابنتى لم أستطع الحفاظ عليك، ولم أعلم أن زوجتى ستفعل بكى ذلك، أنا كنت بحبك أكتر حد فى الدنيا بس انتى هتوحشينا أوى». فيما قال عم الطفلة القتيلة، إنهم توجهوا إلى الرشاح واستخرجوا الجثة، ولكنها تحللت فى المياه نتيجة وجودها منذ 11 يومًا، وتعرفنا على الجثة من ملابسها والتوكة التى كانت على شعرها، «بس المنظر كان بشع لا يتحمله إنسان ووالدها انهار من البكاء». كان رجال مباحث قسم شرطة المرج قد كشفوا غموض تغيب طفلة ذات ال 11 ربيعًا، وقد أثبتت التحريات أن زوجة والدها ذبحتها وأخفت جثتها داخل كيس بلاستيك ألقته داخل مصرف بمنطقة المرج، بسبب غيرة المتهمة على زوجها من ابنته.