ارتبطت مصر بالكثير من العادات والتقاليد والطقوس الخاصة بالدولة الفاطمية الشيعية ، حيث ما زال التأثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد ورغم الحملات العسكرية والثقافية التي شنتها الدول المتعاقبة (الأيوبيين ، المماليك والعثمانيين) للقضاء على التشيع في مصر وسعيها لمحو معالم هذا التشيع ، إلا أن الشعب المصري تمسك بعاداته وتقاليده الفاطمية ، بل أصبحت هذه العادات والتقاليد جزءاً من الشخصية المصرية ، ومن بين العادات الشيعية الباقية في مصر حتى اليوم : 1 – المسحراتي : يعتبر المسحراتي من أهم المظاهر الرمضانية الأساسية التي حرص عليها الفاطميون الشيعة في مصر ،كما أن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله تولى هذه المهمة بنفسه مع بدايات عهدهم بالقاهرة ، ومازالت هذه العادة مستمرة حتى الآن رغم عدم الحاجة العملية له . 2- فانوس رمضان : تعتبر عادة شراء الفوانيس في رمضان ولعب الأولاد بها في الشارع من العادات الشيعية التي لا زالت تمارس في رمضان حتى وقتنا هذا . وكانت بداية هذا التقليد مع ليلة دخول المعز لدين الله الفاطمي للقاهرة ، حيث كانت أول ليلة في رمضان فأمر القائد الفاطمي جوهر الصقلي بأن يخرج الناس لاستقباله حاملين الشموع بعد أن يثبتوها على قاعدة من الخشب ويحيطوها بالجلد الرقيق لإنارة الطريق أمامه ، فأعجب الخليفة الفاطمى بهذا الاستقبال ، فاعتمد الفوانيس من هذه اللحظة تقليداً رمضانياً . ويقال أن تجمعات الأطفال بالفوانيس بدأت في عهد الخليفة الفاطمي العاضد الذي كان يخرج بنفسه لاستطلاع هلال رمضان وكان الأطفال يخرجون معه لإنارة الطريق بالفوانيس مرددين بعض الأغنيات فرحاً بقدوم شهر رمضان . 3- الحلويات الرمضانية " الكنافة ، والقطايف " تناول بعض الحلويات مثل "الكنافة" و"القطائف"، هى تقليد رسخه الفاطميون في مصر ، حيث سعوا من خلال هذه الأطعمة للدعوة إلى مذهبهم عبر صناعتها بشكل معين يخدم جوهريات هذا المذهب ويرسخها بهدوء في الشخصية المصرية ،كما يشير بعض الباحثين . 4- ختم القرأن الكريم : ومن العادات أو التقاليد الشيعية التى رسخت في مصر ، هى عادة ختم القرأن الكريم في شهر رمضان والاحتفال به في اليوم التاسع والعشرين ، وهي عادة ارتبطت بالفاطميين على وجه الخصوص ، حيث كان القصر الفاطمي يشهد احتفالاً في هذا اليوم بختم القرآن الكريم ، وكانت تصرف بعض الأموال للمقرئين والمؤذنين بحكم أنها ليلة ختام الشهر الكريم . 5- عادات أخرى هذا بالإضافة إلى العديد من العادات الشيعية الأخرى التى مازلنا نقوم بها مثل الإحتفال بيوم عاشوراء ، كذلك الإحتفال بليلة النصف من شعبان التى مازالت الطرق الصوفية تحتفل بها حتى يومنا هذا ، كذلك الإحتفال برأس السنة الهجرية . كما أن هناك بعض الجمل والكلمات نتناقلها إلى الآن مأخوذة من الشيعة كقولنا " يا ابن الرفضي " وهي مسبة مشتقة من تسمية الشيعة بالروافض ، كذلك استعمالنا كلمة أو اسم السيد والسيدة ، والسيد عند الشيعة هو صفة تشريفة خاصة بالأشراف المنتسبين لآل البيت فهي لا تطلق إلا على الأشراف فقط ، فيقال السيدة زينب أو السيدة نفيسة أو سيدنا الحسين ، إلا أن المصريين أشاعوها بينهم من باب تعلية مقامهم ومكانتهم