اجتمعت البطالة والغلاء لتنهى حياة شاب فى مقتبل العمر من أبناء محافظة «المنيا». الحادثة أصبحت حديث الصباح والمساء فى قريته، البعض يرى أنه ارتكب إثمًا عظيمًا بانتحاره، والبعض الآخر يشفق عليه بسبب ما عانى منه من عدم قدرته على الإنفاق على زوجته، وهو الأمر الذى أحدث الكثير من الخلافات بينهما خلال الفترة الأخيرة. اللواء ممدوح عبدالمنصف مدير أمن المنيا تلقى إخطارًا من العميد عصام جمال مأمور مركز شرطة ملوى يفيد ورود بلاغ من «ر. ف» 53 سنة، موظف، مقيم قرى مركز ملوى بوصول نجله «محمد» 26 سنة، حاصل على دبلوم، ولا يعمل، جثة هامدة إلى مستشفى ملوى العام ويشتبه فى انتحاره. تبين للعقيد عصام أبو الفضل رئيس فرع البحث الجنائى جنوبالمنيا أثناء مناظرة الجثة عدم وجود آثار اعتداء على جسده وتخرج من فمه رغاوى بيضاء اللون ووجود حبل بجوار الجثة ومادة سائلة يشتبه فى كونها مادة سامة ما يرجح عملية الانتحار. تم نقل الجثة إلى مستشفى ملوى العام والتى استدعت طبيب الصحة الذى فحص الجثة وتبين أن سبب الوفاة، الانتحار بعد تناول مادة سامة ومحاولة شنق نفسه. والد المنتحر قال للعميد منتصر عويضة مدير مباحث المنيا، «ابنى تزوج منذ فترة ويعيش حالة نفسية سيئة بعد أن فقد عمله فى الوقت الذى ازدادت متطلبات المعيشة ومنزله وزوجته وانتابه شعور بالعجز أنه لا يستطيع الإنفاق على أسرته وأنه وقعت منذ فترة مشاجرة بينه وبين زوجته بسبب الأزمة المالية التى يمر بها ما ترتب عليه وجود خلاف بينهما، حاولت الأسرة التدخل لحله ونصح زوجته، بعد تأنيب زوجها إلا أنها استمرت فى تأنيبه حتى انتحر. ولم يتهم الأب أحدًا بالتسبب فى موت نجله، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 4498 لسنة 2017 إدارى مركز شرطة ملوى، وأمر المستشار أحمد حلاوة مدير نيابة مركز ملوى بندب الطب الشرعى لتشريح الجثة وكلف إدارة البحث الجنائى بسرعة التحريات عن ظروف وملابسات الواقعة والتحفظ على المادة السائلة التى عثر عليها بجوار الجثة.