الجن خلق من النار ويعذب بها.. منهم ذكور وإناث.. ويسكن البيوت الخلاء «ابن حنبل» أيد لبس الجن للإنس.. ورواية عن «مالك» تقر بالزواج المختلط بين الاثنين.. والشافعى: من قال إنه يرى الجن فاسق مبروك عطية: من يزعمون أن الجن يلبس الإنسان لديهم وساوس شيطان وأمراض نفسية طعامهم العظام.. وعباداتهم وأديانهم مثل البشر.. والعفريت أقوى أنواع الجن يعد موضوع الجن أحد أهم المسائل الخلافية بين المذاهب الفقهية الأربعة «الشافعى وابن حنبل والمالكى وأبو حنيفة النعمان»، فقد اختلف الأئمة الأربعة فيما يتعلق بإمكانية ظهوره وتلبسه للإنسان، فيما اختلفت الروايات أيضًا حول أنواعه وطباعه ومدى تأثيره على البشر وأفعاله. حقيقة الجن هناك إحدى الروايات المنسوبة للإمام أحمد بن حنبل والتى تمثل اعترافه بوجود الجن وإمكانية تلبسه للإنسان؛ حيث قال القاضى أبو الحسن بن القاضى أبى يعلى بن الفراء الحنبلى فى كتاب (طبقات الإمام أحمد): «سمعت أحمد بن عبيد الله قال: سمعت أبى الحسن على بن أحمد على العكيرى، قد علينا من عكيرا فى ذى القعدة سنة اثنى وخمسين وثلاثمائة.. قال: حدثنى أبى عن جدى قال: «كنت فى مسجد أبى عبدالله بن حنبل فأنفذ إليه المتوكل صباحًا له يعلمه أن جارية بها صرع وسأله أن يدعو الله لها بالعافية فأخرج له أحمد نعلى خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له، وقال له أمضى إلى دار أمير المؤمنين وأجلس عند رأس هذه الجارية وقل له -أى الجن- «قال لك أحمد أيما أحب إليك، تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين، فمضى إليه وقال له ما قال الإمام أحمد، فقال له المارد على لسان الجارية (السمع والطاعة لو ما أمرنا أحمد ألا نقيم بالعراق ما أقمنا به، أنه أطاع الله ومن أطاع الله أطاعه كل شىء)، فخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولادًا، فلما مات أحمد عاودها المارد فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبى بكر المروزى وعرفه الحال فأخذ المروزى النعل ومضى إلى الجارية وكلمه العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع فأمرنا بطاعته». أما الإمام الشافعى فيقول «من قال إنه يرى الجن فاسق لا تقبل شهادته، لأنه يناقض قول الله تعالى: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ)، أى أن الإمام الشافعى فى مذهبه لم يعترف بقدرة الإنسان على رؤية الجن. أما الإمام المالكى فاهتم كثيرًا بتناول الجزء المتعلق بجواز زواج الأنسى من الجنية أو العكس. فالقول المحقق عند المالكية، ذكره العلامة الدسوقى فى حاشيته على الشرح الكبير للدردير: «ولو رأت امرأة فى اليقظة من جنى ما تراه من إنسى من الوطء واللذة، أو رأى الرجل فى اليقظة أنه جامع جنية، قال ابن ناجى: «الظاهر أنه لا غسل على الرجل ولا على المرأة ما لم يحصل إنزال.. وقال الحطاب: الظاهر أنه لا غسل عليهما ما لم يحصل إنزال أو شك فيه، لأن الشك فى الإنزال يوجب الغسل». واعترضه البدر القرافى بأن الموافق لمذهب أهل السنة من أن الجن لهم حقيقة وأنهم أجسام نارية لهم قوة التشكل، ولقول مالك بجواز نكاح الجن ووجوب الغسل على كل من الرجل والمرأة وإن لم يحصل الإنزال ولا شك فيه. أما من حيث جواز ذلك فقد ذهب الإمام مالك فى رواية ثانية إلى عدم الجواز حتى لا تزنى المرأة مع إنسى، ثم إذا حملت منه ادعت بأنها حملت من جنى هى متزوجة به، أى حتى لا تتخذ المرأة التى لا تخاف الله جواز الزواج من جنى ذريعة للزنا مع رجال من الإنس. أما الإمام أبى حنيفة النعمان، فتناول موضوع الجن بأنه موجود ويمكن أن يدخل جسد الإنسان ويسبب له الصرع، وأن علاج ذلك يتمثل فى قراءة القرآن الكريم، وذكر عن الإمام أبوحنيفة، فيما يتعلق بموضوع السحر، فيرى الإمام أن السحر كفر ويقتل صاحبه. القرآن والسنة الأدلة على وجود الجن من القرآن كثيرة، ولا أدل على ذلك من أن الله سمى سورة كاملة باسمهم (الجن) وقص فيها من أخبارهم وأقوالهم الكثير، وأما أحاديث السنة الدالة على وجودهم فأكثر من أن تحصر. وخلق الله الجن قبل أن يخلق الإنس والدليل على ذلك قوله تعالى {وَإِذ قُلنَا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَن أَمرِ رَبِّهِ}، فذكر أن إبليس من الجن وأن خلقهم كان سابقًا لخلق آدم عليه السلام، وقال تعالى {وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسَانَ مِن صَلصَالٍ مِن حَمَإٍ مَسنُونٍ * وَالجَانَّ خَلَقنَاهُ مِن قَبلُ مِن نَارِ السَّمُومِ} الحجر 26-27، أما مادة خلقهم فهى النار بدليل قوله تعالى {وَالجَانَّ خَلَقنَاهُ مِن قَبلُ مِن نَارِ السَّمُومِ} الحجر 27، وسميت نار السموم لأنها تنفذ فى مسام البدن لشدة حرها، وقال تعالى { وَخَلقَ الجَانَّ مِن مَارِجٍ مِن نَارٍ } الرحمن 15، والمارج أخص من مطلق النار لأنه اللهب الذى لا دخان فيه. وفى صحيح مسلم عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم). ولا يخفى أن خلق الجان من نار لا يلزم منه أن أشكالهم وهيئاتهم كالنار، فالبشر خلقوا من تراب وليسوا كذلك، ولكن يؤخذ منه أن فى الجن صفات من صفات النار كالخفة واللطافة، مثلما للبشر من صفات التراب كالثقل والكثافة. وجنس الجن كجنس الإنس فيهم الذكور والإناث، قال تعالى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُم رَهَقَاً} الجن 6، وفى حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث) والخُبُث بضم الخاء والباء ذكور الجن والخبائث إناثهم. عذاب الجن وقد أثار البعض سؤالاً قديمًا وهو أنه: إذا كان الجن قد خلقوا من النار فكيف يعذبون بها؟ وأجاب عن ذلك ابن عقيل فى كتابه (الفنون) فقال: (اعلم أن الله تعالى أضاف الشياطين والجن إلى النار، حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار، والمراد به فى حق الإنسان أن أصله الطين وليس الآدمى طينًا حقيقة ولكنه كان طينًا، كذلك الجان كان نارًا فى الأصل بدليل قول النبى صلى الله عليه وسلم (عرض لى الشيطان فى صلاتى فخنقته حتى وجدت برد لعابه على يدى)، ومن يكون نارًا محرقة كيف يكون لعابه أو ريقه باردًا أو له ريق أصلاً !!.. ومما يدل على أن الجن ليسوا بباقين على عنصرهم النارى قول النبى صلى الله عليه وسلم (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى) وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم النارى.. لما احتاجوا إلى أن يأتى الشيطان أو العفريت منهم بشعلة من نار ولكانت يد الشيطان أو العفريت أو شىء من أعضائه إذا مس به ابن آدم أحرقه كما تحرق الآدمى النار الحقيقية بمجرس المس). وبهذا يعلم أنه كما يتأذى الإنسان من ضربه بالطين والحجر مع أنه خلق من طين، فإن الجن يتأذون ويحترقون بالنار مع أنهم خلقوا منها. العبادة وقال تعالى { وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعبُدُونِ } الذاريات 56، فدلت الآية على أن الغاية التى لأجلها خلق الجن والإنس هى العبادة فهم مكلفون بها، وهذا أمر مجمع عليه فالنبى صلى الله عليه وسلم بعث إلى الثقلين الإنس والجن، قال الحافظ ابن حجر فى الفتح: (وأما كونهم مكلفين فقال ابن عبد البر: الجن مكلفون.. والدليل ما فى القرآن من ذم الشياطين والتحرز من شرهم وما أعد لهم من العذاب، وهذه الخصال لا تكون إلا لمن خالف الأمر وارتكب النهى مع تمكنه من أن لا يفعل، والآيات والأخبار الدالة على ذلك كثيرة جدًا) من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (وكان النبى يبعث إلى قومه وبعثت إلى الإنس والجن) أخرجه البزار. وإذا ثبت أنهم مكلفون فهم مثابون على الطاعة مستحقون العقاب على المعصية، قال تعالى { وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبَاً} الجن 15، وقال أيضاً {وَأَلَّوِ استَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسقَينَاهُم مَاءً غَدَقَاً} الجن 16 وقال الحافظ أيضًا: ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب بقوله تعالى { وَلِمَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } ثم قال { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } والخطاب للإنس والجن، فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه ثبت المطلوب. والجن متفاوتون – كالإنس – فى مراتبهم وعبادتهم لربهم فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، قال تعالى {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدَاً} الجن 11، وقال تعالى {وَأَنَّا مِنَّا المُسلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَن أَسلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوا رَشَدَاً} الجن 14 القدرات ذكر الحق سبحانه صورًا تبين مدى قوة الجن وقدرتهم التى تفوق قدرة البشر وطاقتهم فى جوانب معينة، من ذلك قدرتهم على التأثير بالوسوسة أو الإيحاء دون تدخل مادى، وهذا المعنى يلخصه الشيطان فى خطبته لأهل النار؛ الذين اتبعوه، قال تعالى {وَقَالَ الشَّيطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَمَا كَانَ لِى عَلَيكُم مِن سُلطَانٍ إِلا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لِى فَلا تَلُومُونِى وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَا أَنَا بِمُصرِخِكُم وَمَا أَنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنِّى كَفَرتُ بِمَا أَشرَكتُمُونِ مِن قَبلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} إبراهيم 22 فالسلطان الذى نفاه الشيطان عن نفسه سلطان الحجة وسلطان القوة المادية فهو فى وسوسته وإيحائه للناس لا يستند إلى حجة أو برهان أو قوة أو سلطان وإنما هى إثارة الشهوات والنعرات، ومع ذلك أنظر كم أضل من البشر. ومن الآيات التى تدل على قدرة الجن قوله تعالى {وَأَنَّا لَمَسنَا السَّمَاءَ فَوَجَدنَاهَا مُلِئَت حَرَسَاً شَدِيدَاً وَشُهُبَاً * وَأَنَّا كُنَّا نَقعُدُ مِنهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمعِ فَمَن يَستَمِعِ الآنَ يَجِد لَهُ شِهَابَاً رَصَدَاً} الجن 8-9، ولا يخفى أن قعودهم فى مقاعد لاستراق خبر السماء يدل على قدرة عظيمة ميزهم الله بها وهذه القدرة وإن ضعفت بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم إلا أن ضعفها بسبب عامل خارجى وهو الشهب التى يرمون بها أما القدرة الذاتية فهى قائمة. الطعام عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتانى داعى الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن) قال عبد الله: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع فى أيديكم أوفر ما يكون لحمًا وكل بعرة علف لدوابكم) رواه مسلم. ولا يخفى أن ذكر هذين الصنفين من الطعام لا يدل على أن الجن عامة مقتصرون عليهما، فربما كان ذلك من أهم طعامهم أو أنه مختص ببعضهم على حسب أصنافهم وأماكن إقامتهم وتحول العظم إلى أوفر ما يكون لحمًا وكذلك الروث إلى علف للدواب مختص بالمؤمنين منهم فحسب، أما الكفار من الجن فليس لهم ذلك، بل هم يستحلون كل طعام لم يذكر اسم الله عليه كما فى الحديث (إن الشيطان يستحل الطعام الذى لم يذكر اسم الله عليه) رواه مسلم. ومما يمنع الشياطين من تناول طعام الإنس ذكر اسم الله عليه، فعن جابر رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل ولم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء) رواه مسلم. مساكنهم لم يرد فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وصف تفصيلى لمساكن الجن أو شكل عيشتهم وهل لهم مدن وقرى كالحال عند البشر أم أنهم يعيشون فى البرارى والفيافى أم هل هم مختلطون بالبشر فى بيوتهم ومساكنهم، إلا أنه ورد فى السنة تعيين بعض الأماكن بأن الشياطين تتواجد فيها، ففى حديث زيد بن أرقم رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث)، قال الخطابى وأصل الحش النخل المتكاثف، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ المراحيض فى البيوت، ومعنى محتضرة أى تحضرها الجن والشياطين وتنتابها لقصد الأذى تشكل الجن عن أبى ثعلبة الخشنى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الجن ثلاثة أصناف صنف لهم أجنحة يطيرون فى الهواء وصنف حيات وصنف يحلون ويظعنون) رواه الطبرانى، وقال الهيثمى فى المجمع: رجاله وثقوا وفى بعضهم خلاف والجن يتصورون فى صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير وفى صور بنى آدم، وقد أتى الشيطان لقريش فى صورة شيخ نجدى لما اجتمعوا بدار الندوة، هل يقتلون الرسول صلى الله عليه وسلم أو يحبسوه أو يخرجوه، كما قال تعالى {وَإِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَو يَقتُلُوكَ أَو يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرِينَ} الأنفال 30. وعن ديانات الجن فهناك الجن المسلم والجن اليهودى والجن النصرانى والجن الوثنى، ويقال إن أخبث أنواع الجان هو الجن اليهودى، وتوجد أنواع أخرى منها الجن الغواص وهذا النوع يسكن البحار، وبالتالى فهو يدفع الإنسان المصاب به إلى التردد على البحر باستمرار، وكذا الجن الطيار وهو لا يسكن الجسم الآدمى بل يكتفى بمسه ثم الخروج منه، وجن الحمام وهو يسكن الأماكن غير الطاهرة مثل المراحيض والأماكن النجسة، وجن القبور ويسكن القبور. قبائل الجان «قبيلة العامر» هو نوع من أنواع الجن، وهم يسكنون البيوت والمراحيض وأغلب من يسكنون المنازل معنا من المسلمين لكن أغلبهم مسلمين وهم لا يؤذون إلا فى حالات نادرة جدًا وأما سكان المراحيض فكلهم من الشياطين ولذلك يجب الاستعاذة من الخبث والخبائث قبل الدخول إلى الخلاء والحمامات. قبيلة القرين.. وهو شيطان يوكل بالإنسان من ساعة مولده وحتى وفاته فإنه يخرج من جسد الإنسان وعمله أن يوسوس للإنسان بفعل الشر وهناك لكل إنسان قرين من الشياطين وقرين من الملائكة، فالذى من الملائكة يحث على فعل الخير والذى من الشياطين يحث الإنسان على فعل الشر. قبيلة المارد والمردة.. وهو نوع من أنواع الجن يتميزون بالحجم الكبير وبطول القامة، لكنهم ليسوا أقوى فئات الجن. قبيلة العفريت.. أقوى فئات الجن على الإطلاق وليس شرط الحجم، لكن عفريتًا صغيرًا من الأقزام يقوم بقتل مارد عملاق من المردة، وحتى عندما قام واحد من الجن ليأتى بعرش بلقيس لسيدنا سليمان، كان عفريتًا. أقوال فى السياق ذاته، قال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامى إن الإمام الشافعى قال: من قال إنه يرى الجن فاسق لا تقبل شهادته لأنه يناقض قول الله تعالى: “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم”. وأضاف عطية لقد ثبت أن للشيطان وحيًا فهكذا قال الله تعالى فى سورة الأنعام «وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون»، وتفسير الآية فى جميع التفاسير المعتمدة أن وحى الشيطان هو الخواطر السيئة التى يلقى بها فى قلب وليه، وولى الشيطان هو الذى يستجيب له ويترك هدى الله الذى بينه فى القرآن الكريم. وأشار إلى أن مس الشيطان فهو كناية عن الصرع، وهناك حديث نبوى يؤكد أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فى العروق، وهى كناية عن ملازمته، كما يقول الإنسان لصاحبه أو صديقه: أنت فى قلبى وفى عينى. وأوضح الداعية الإسلامى أن من يعتقدون أن الجن يدخل جسد الإنسان فيستند بعضهم على ادعاءاتهم بالمس إلى الآية الكريمة فى سورة البقرة «فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه»، ولا يتوقفون أمام الآية اللاحقة لها «وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله» ومعلوم أن أول الآية «واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان» فهى تتحدث عن زمان مضى فى عهد نبى سبق، أما فى عهد محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فالآية من سورة «فصلت» فيها العلاج كله وهى قوله تعالى: «وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله» فاليقين أننا إذا قلنا نعوذ بالله من الشيطان فإن شر الشيطان يذهب كله. واستطرد عطية أنه لم يرد عن علماء المسلمين عبر العصور المتعاقبة أن الجن يلبس الإنسان أو يؤذيه، أو أن هناك آيات يمكنها علاج هذه الادعاءات، وما نراه من بعض الذين يزعمون أن الجن يركب أجسادهم ما هو إلا وساوس شيطان وأمراض نفسية تحتاج إلى أطباء لا إلى دجالين. الكتاب المقدس وعن ذكر الجن فى الكتاب المقدس فقد ورد 12 نصًا على ذلك ومنهم «وَمَاتَ صَمُوئِيلُ وَنَدَبَهُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ وَدَفَنُوهُ فِى الرَّامَةِ فِى مَدِينَتِهِ. وَكَانَ شَاوُلُ قَدْ نَفَى أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ.. فَقَالَ شَاوُلُ لِعَبِيدِهِ: «فَتِّشُوا لِى عَلَى امْرَأَةٍ صَاحِبَةِ جَانٍّ فَأَذْهَبَ إِلَيْهَا وَأَسْأَلَهَا». فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «هُوَذَا امْرَأَةٌ صَاحِبَةُ جَانٍّ فِى عَيْنِ دُورٍ.. فَتَنَكَّرَ شَاوُلُ وَلَبِسَ ثِيَاباً أُخْرَى، وَذَهَبَ هُوَ وَرَجُلاَنِ مَعَهُ وَجَاءُوا إِلَى الْمَرْأَةِ لَيْلاً. وَقَالَ: «اعْرِفِى لِى بِالْجَانِّ وَأَصْعِدِى لِى مَنْ أَقُولُ لَكِ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «هُوَذَا أَنْتَ تَعْلَمُ مَا فَعَلَ شَاوُلُ, كَيْفَ قَطَعَ أَصْحَابَ الْجَانِّ وَالتَّوَابِعِ مِنَ الأَرْضِ. فَلِمَاذَا تَضَعُ شَرَكاً لِنَفْسِى لِتُمِيتَهَا؟.. وَعَبَّرَ ابْنَهُ فِى النَّارِ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَاسْتَخْدَمَ جَانّاً وَتَوَابِعَ، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِى عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ الَّتِى بِهَا خَانَ الرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِى لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضاً لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى الْجَانِّ لِلسُّؤَالِ.. وَعَبَّرَ بَنِيهِ فِى النَّارِ فِى وَادِى ابْنِ هِنُّومَ وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَسَحَرَ وَاسْتَخْدَمَ جَانّاً وَتَابِعَةً وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِى عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِه».