مزارع وشركات خاصة وفلاحون يستخدمون 13 مبيد اً يؤثر على الذكورة.. والأنوثة أيضاً «دلتا ماثرين »و «لامبادا ثى هالوثرين » أبرز المبيدات التى يتم استخدامها فى مصر الاتحاد الأوروبى: تؤثر على الغدد الصماء وتتسبب فى خلل هرمونى.. ورئيس«السميات »: تسبب اضطرابات جنسية تفاجأ عمرو، البالغ من العمر 23 سنة، والذى عمل لمدة 3 أشهر فى إحدى المزارع بمحافظة الإسماعيلية، بتحول لون ثمار الطماطم من الأخضر إلى الأحمر فى ساعات، بعد رشها بنوع من المبيدات، ليتم جنى المحصول وتحميله ونقله إلى سوق العبور، بعد فترة قليلة من زراعتها. يؤكد عمرو، الذى يتنقل فى العمل من مزرعة لأخرى ويعيش بمدينة القصاصين بالإسماعيلية، أن«معظم المزارع التى عمل بها، خاصة تلك التى تزرع خضراوات منها الطماطم والخيار والباذنجان وغيرهم، تستخدم مبيدات ترفع من معدلات نمو الثمار بطريقة سريعة جدًا وغريبة فى نفس الوقت،والبعض من تلك المبيدات يأتى مهربًا، وفقًا لكلامه، والبعض الآخر وضع مقنن لكن يتم استخدامه بطريقة عشوائية ومخالفة للقانون، ومعروف باسم «مبيدات الخلل الهرمونى . فى محافظاتالإسماعيلية والشرقية وكفر الشيخ والمنوفية والإسكندرية والبحيرة، وغيرهم، فى المزارع البعيدة عن الأنظار، يستخدم مزارعون وأصحاب مزارع مبيدات مصنفة بأنها مبيدات«خلل هرمونى » وفقًا لمستند رسمى حصلت«الصباح » على نسخة منه، صادر عن وزارة الزراعة والاتحاد الأوروبى. كشفت مستندات رسمية حصلت «الصباح » على نسخة منها، عبارة عن قائمة بالمبيدات المصنفة بأنها مسببة للخل «الهرمونى »، صادرة من وزارة الزراعة، تحت اسم «المبيدات المسجلة فى مصر وتخضع مبيدات مسببة للخلل الهرمونى طبقًا لتصنيف الاتحاد الأوروبى .» قائمة المبيدات شملت مبيد »acetochlor«والمعروف باسم «مبيد الأعشاب القاتل »، وهو له تأثير مشابه للهرمون وغير مسموح بتداوله على الخضار والفاكهة حيث يؤدى استخدامه على الثمار إلى حدوث انقسامات بشكل سريع وعشوائى مما يزيد من حجم ووزن الثمرة فى وقت قياسى. المبيد الثانى وفقًا للقائمة هو مبيد ،»amitrole«والذى أثبت تقرير للاتحاد الأوروبى، خطورته على الغدد الصماء، والحياة المائية، والمياه الجوفية، وكذلك مبيد »Deltamethrin« مبيد حشرى على هيئة سائل مركز قابل للاستحلاب، وفعال ضد تشكيلة واسعة من الحشرات، يتم رشه للقضاء على الديدان بأنواعها والذبابة البيضاء والحشرات القشرية وغيرها، التى تنتشر فى محاصيل القمح والدراس واللوزيات والتفاح والعنب والكمثرى والطماطم والخيار والباذنجان وغيرهم. وشملت القائمة، مبيد ،»epoxiconzzole« وهو مبيد فطرى جهازى علاجى ووقائى، يتكون المركب من مادتين فعالتين هما «إيبوكسى كونازول وثيوفانات مثيل »، ويستعمل فى مكافحة الأمراض الفطرية التى تصيب القمح والشعير، بالإضافة أيضًا إلى مبيد »Fenitrothion« ، وهو مبيد حشرى شملته القائمة، كما اعتبر تقرير وزارة الزراعة والاتحاد الأوروبى مبيد »Kresoxin- methyl« ، من المبيدات المسببة للخلل الهرمونى أيضًا، وهو مبيد فطرى مستخرج من مواد ذات أصل طبيعى تسمى بالاستروبيلورين والتى ينتجها فطر نامى فى غابات الصنوبر فى أوروبا وكريزوكسيم مبيد وقائى وعلاجى يستخدم ضد مجموعة كبيرة من الأمراض الفطرية التى تصيب المحاصيل الحقلية والخضار والفاكهة ونباتات الزينة. وشملت القائمة أيضًا مبيدات Lambda-« cyhalothrin «Linuron، Mancozeb ، و Metam sodium ، و »Metiram ، وجميعها مبيدات زراعية تسبب الخلل الهرمونى ويتم استخدامها بطريقة عشوائية فى مزارع ومناطق زراعية مختلفة فى مصر. تحذيرات ويؤكد تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبى، أن هذه المبيدات لها تأثير خطير على الغدد الصماء، ويشكل خطرًا على الحياة المائية والمياه الجوفية، مشيرًا إلى أن اللجنة الدائمة بالاتحاد الأوروبى صوتت فى 15 أبريل الماضى ضد تجديد الموافقة على المواد الكيماوية بسبب الأضرار الناجمة عن استخدامها. وأكد التقرير -المنشور على موقع أخبار العلوم والهندسة »C&en« - أنه تم دراسة حظر استخدام هذه المبيدات بشكل دقيق للتأكد من قدرتها على تقليد الهرمونات، وتعطيل نظام الغدد الصماء بعدما أثارت هيئة سلامة الغذاء الأوروبية مخاوف بشأن الآثار الضارة لها، فضلً عن الثغرات المتعلقة بسميتها. خبراء زراعيون ومبيدات وكيمياء، أكدوا أن تراكم هذه المواد فى الثمار وتناول الإنسان لها بشكل تراكمى يؤدى إلى خلل هرمونى، حيث تصنف طبقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية ضمن المواد الأشد خطورة والمسببة للسرطان، وتسبب خل لً هرمونيًا يؤثر على جهاز المناعة للإنسان وتؤثر على خصوبة الجهاز التناسلى للذكور. يقول ربيع أبوالخير الدكتور بمركز البحوث الزراعية: «التعرض المزمن للمبيدات نتيجة العمليات الزراعية تحدث ظاهرة خطيرة وهى زيادة فى الهرمونات الأنثوية وخفض هرمونات الذكورة لدى الذكور، والعكس عند الإناث، وهذا نتيجة التعرض لجرعات مرتفعة، وهذه الظاهرة أوضحتها العديد من الدراسات »، مؤكدًا ضرورة اتباع السلامة الأمنية عند استخدام المبيدات المصنفة بأنها مسببة لخلل الهرمونى. أمراض بكتيرية وفيروسية وأوضح ل «الصباح »، أن الخلل الهرمونى فى الجسم يتسبب أيضًا فى الإصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية، وهذا ما يؤدى إلى الربط دائمًا بين أمراض الكبد والكلى واستخدام المبيدات، والتى تسبب فقد المناعة مما يجعل الجسد سهل المهاجمة من الفيروسات والبكتريا والفطريات الممرضة. وقال ربيع «الأخطر من ذلك التأثيرات التى تحدث للأجنة نتيجة تعرض الآباء والأمهات للمبيدات، أثناء الحمل، أو أثناء وضع البيض فى الطيور فتخرج أجنة مشوهة ولا يتم تكوين الهيكل العظمى على الوجه الأمثل، وبالتالى تظهر تقوسات فى الساق أو الأذرع وعدم اكتمال أصابع القدم، ونقص فى الفقرات حتى فى الفئران، فنجد أن البوق حامل الأجنة فى أحد الجانبين لا يحدث اكتمال للأجنة وتخرج مشوهة أو لا تكتمل فترة الحمل، فالخلل الذى يحدث فى المنظومة الحيوية سواء على مستوى الجسد أو مستوى البيئة يجب ألا يستهان به .» الدكتور سميح عبدالقادر منصور، أستاذ المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومى للبحوث، ورئيس اللجنة الوطنية للسميات بأكاديمية البحث العملى،قال ل «الصباح »، إن مبيدات الخلل الهرمونى هذه تسبب لمن يتعرض لها فى حدوث تأثيرات وخلل فى إفراز الهرمونات، خاصة الحوامل، فيتسبب فى ولادة طفل ذكر يحمل معالم الأنثى أو العكس، بل يتسبب فى خلل فى هرمونات الجسم مثل هرمون السكر أو الغدد الصماء، أو غيرهم .» وأضاف عبد القادر «هذه المبيدات كانت لوقت قريب دون علامات استفهام، لكن البحث العملى بدأ دراستها عندما ظهرت بسببها الاضطرابات الجنسية والتحولات الأنثوية والذكورية وتشوهات الأجنة، وبدأت الهيئات العملية والبحثية فى حصر هذه المبيدات »، مشيرًا إلى أن هناك إجراءات كبيرة تقوم بها وزارة الزراعة وهيئات البحث العلمى، لاتباع تعليمات الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن. توصيات أوروبية وأوضح أستاذ المبيدات والسميات، أن وزارة الزراعة ناقشت قريبًا، توصيات الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن، ووضعت خطة لمواجهة المبيدات التى من الممكن أن يحظرها الاتحاد الأوروبى نهائيًا من خلال العديد من المناقشات والاتصالات، مشيرًا إلى أن هناك ما يقرب من 5 مبيدات فقط من هذا النوع يتم استخدامها فى مصر حاليًا منها Deltamethrin« ، و- Lambda.»cyhalothrin وبسؤاله عن إمكانية منع هذه المبيدات من الاستخدام، قال عبدالقادر «عبوات المبيدات المسببة للخلل الهرمونى مكتوب على عبواتها )مقيد الاستخدام( »، مشيرًا إلى صعوبة منعه مرة واحدة،وأضاف «إستراتيجية وزارة الزراعة والجهات المعنية لمنعه هى الحد من استخدامه واستيراده تدريجيًا،حتى ينصرف المزارعون والمستوردون إلى أنواع أخرى من المبيدات مسجلة فى الوزارة، بالإضافة إلى تفعيل دور الإرشاد الزراعى فى المحافظات .» وأشار رئيس اللجنة الوطنية للسميات بأكاديمية البحث العملى، إلى أن المناقشات أكدت أنه عندما يصدر القرار الأوروبى قراره بحظر هذه المبيدات سيتم منعه نهائيًا فى مصر، مشيرًا إلى أن الهيئات العملية تتبع البحوث الجادة وتكلف جهات علمية وبحثية لدراسة آثار هذه المبيدات، مؤكدًا أنه فى الماضى كانت أزمة المبيدات يتم تسييسها على هوى القيادة السياسية، لكن الآن الأمر أصبح مختلفًا، وهناك برنامج تعمل عليه وزارة الزراعة تحت اسم «مطبقى المبيدات »، بتدريب 50 ألف شاب على تطبيق الأسس العلمية الصحيحة فى رش المبيدات واستخدامها .» تأثيرها على الطعام ولكن هل يصل تأثير المبيدات للإنسان عبر الطعام؟.. للإجابة عن هذا السؤال، ننتقل إلى بحث متخصص لمعهد تكنولوجيا الأغذية بوزارة الزراعة، أجراه 3 باحثين بالمعهد، بحث تأثير إعداد بعض الأغذية )الخضروات واللحوم والأسماك والدواجن( على متبقيات المبيدات المنزلية بها،وتم استخدام نوعية من المبيدات ) Fenitrothion Fenvalerate –(، وشملت المعاملات التقشير وإزالة الأجزاء غير المأكولة والغسيل والطهى. وتمثلت نتائج البحث، فى أنه بالنسبة لتأثير الإعداد والطهى على الفاصوليا والكوسة والبطاطس، تباينت نسبة المتبقيات حسب نوع المبيد والغذاء قبل الإعداد وكانت متبقيات Fenvalerate فى الحدود المناسبة، بينما تعدت Fenitrothion الحدود المسموح بها، وأدى التقشير وإزالة الأجزاء غير المأكولة إلى تقليل Fenitrothion ولكنها كانت أعلى من الحدود المسموح بها فى كل من الفاصوليا والكوسة قبل الغسيل. وتابع البحث «الغسيل خفض المتبقى من المبيد فى الكوسة، بينما أدت المعاملة الحرارية )الطهى بالتسبيك وفى الفرن والتحمير إلى التخلص من كل المتبقيات(، أما الطهى بالميكرويف فقد قلل نسبة المتبقيات وكانت نسبها فى الحدود المسموح بها فى الكوسة والبطاطس بينما تعدت النسبة فى الفاصوليا 120 فى المائة .» أما بالنسبة لخضروات السلطة فقد وجد أن Fenitrothion قبل الإعداد، كان أعلى من الحدود القصوى فى الطماطم 140 فى المائة، والخيار 120فى المائة والفجل 150 فى المائة، ووصلت إلى الحد الأقصى فى الجزر، بينما كانت منخفضة فى الفلفل80 فى المائة. وأدت عمليات الإعداد إلى التخلص منها فى الفلفل والجزر والفجل وخفضها إلى الحد المسموح به فى الطماطم والخيار، وكانت متبقيات Fenvalerateمنخفضة فى الطماطم 6 فى المائة، والفلفل 80 فى المائة، والجزر 60 فى المائة، بينما تعدت الحدود القصوى فى الخيار 200 فى المائة، والفجل 120فى المائة. بالنسبة للخضروات الورقية فإن متبقيات Fenitrothion تعدت الحدود المسموح بها فى الشبت والكسبرة والخس، وأدت عمليات الإعداد والغسيل إلى خفضها عن الحد المسموح فى كل الخضروات، ما عدا الكسبرة 100 فى المائة، وكانت نسبة ال Fenvalerate مرتفعة فقط فى الشبت 150 فى المائة، ووصلت إلى الحد الأقصى فى الكسبرة، وكانت أقل من التوصيات فى باقى الخضروات. «الزراعة »: جاهزون لتنفيذ الضوابط بمواجهة الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة المبيدات فى الوزارة، قال إن «مصر جاهزة تمامًا للعمل بهذه التوصيات، حيث تم تعميمها على جميع الشركات العاملة فى مجال المبيدات، سواء بالاستيراد أو بالتصنيع، مؤكدًا انتهاء اللجنة من إجراءات رسمية لتطبيق توصيات الاتحاد الأوروبى بمنع 13 مبيدًا، تسبب الخلل الهرمونى للثدييات .» وأضاف عبد المجيد «الوزارة تحشد كل طاقتها لحماية الحاصلات الزراعية من المتبقيات الضارة بالصحة، سواء للاستهلاك المحلى، أو للصادرات ،»مشددا على ضرورة التزام مصر بمواصفات الاتحاد الأوروبى، كونها الأكثر تشددًا فيما يخص الصحة الغذائية، والمتفقة مع مواصفات هيئة الكوديكس التابعة لمنظمة الزراعة والأغذية «فاو .» وأوضح عبد المجيد أن الاتحاد الأوروبى أصدر قائمة جديدة للمبيدات التى تتسبب فى خلل هرمونى، وتضم 13 مركبًا، حظرت مصر منها خمسة مركبات تضمنتها قائمة سابقة، كما أنهت كل الإجراءات اللازمة لحظر المركبات الثمانية التى دخلت قائمة ال 13 الجديدة، مشيرًا إلى أن دول الاتحاد الأوروبى تمثل الكتلة الأكبر استيرادًا للحاصلات الزراعية المصرية، ما يجعل مصر ملتزمة بمواصفات الاتحاد الأوروبى، فيما يتعلق بمتبقيات المبيدات، ونسب متبقيات الكيماويات.