نواب الائتلاف ناقشوا تفاصيل تدشين الحزب .. والاستعانة بأساتذة قانون دستورى لصياغة البرنامج رجال أعمال بارزين يمولون جمع توكيلات وإنشاء المقرات .. وضم كوادر من خارج البرلمان 200نائب مستقل يضغطون لتأسيسه والخلافات تشتعل مع مستقبل وطن حالة من الغموض سيطرت على فاعليات المنتدى الأول لائتلاف دعم مصر الذى عقد فى الغردقة، الأسبوع الماضى، برئاسة المهندس محمد السويدى، خاصة بعد طرح العديد من التساؤلات حول تنظيم المنتدى، كان أهمها، سبب اختيار المكان فى البحر الأحمر بعيدًا عن القاهرة؟ وسبب منع الصحفيين والمحررين البرلمانيين من التغطية الإخبارية؟، فضلًا عن أسرار ما يدور داخل القاعات المغلقة؟، إلا أن الإجابة عن تلك التساؤلات، تلخصت فى كلمة سر واحدة، هى «الحزب»، حيث شهدت الاجتماعات نقاشات حول تدشين حزب سياسى يضم أعضاء الائتلاف. مصدر برلمانى داخل الائتلاف، كشف أن الحاضرين طرحوا فكرة تدشين الحزب، ومنهم 200 نائب بالائتلاف من نواب النظام الفردى، خاصة بعد تشكيل جميع هيئات الائتلاف، فضلًا عن التفكير فى دمج الأحزاب المنضوية تحت لوائه بكيان واحد، ولذلك لاقت الفكرة ترحيبًا من النواب المستقلين، أكثر من الحزبيين الذين اعتبروها غير قانونية، وتلغى جميع الأحزاب التى شاركت فى قائمة «حب مصر». وأوضح المصدر أن هناك حربًا خفية بين أعضاء وقيادات الائتلاف من جهة، وحزب مستقبل وطن من جهة أخرى، مما دفع البعض لاقتراح اتجاه ثالث على الأحزاب الرافضة للاندماج، وهى أن يستمر التحالف تحت قبة البرلمان حتى بعد تأسيس الحزب، على أن ينضم النواب المستقلون له، ويقدر عددهم بأكثر من 200 عضو. وأكد أن فكرة التدشين باتت نهائية، ولكن توقيت إعلانها هو الأهم، حيث يتم التفكير الآن فى هذا التوقيت، وعما إذا كان سابقًا للانتخابات الرئاسية أم بعدها، خاصة أن الائتلاف يريد أن يكون للرئيس حزب سياسى واحد يدعمه، مشيرًا إلى أن دعم مصر يمتلك مقومات الحزب السياسى، مع وجود أكثر من رجل أعمال داخله، فضلًا عن هيئة مكاتبه فى محافظات عديدة، والتى تعمل الآن على تجهيز قوائم الانتخابات المحلية، مما يؤكد أنه لا ينقص الائتلاف إلا التقدم بأوراق تدشين الحزب إلى لجنة شئون الأحزاب وإعلانه رسميًا. وأشار المصدر إلى أن التوافق بين الهيئات البرلمانية داخل الائتلاف ستحسم صراع تدشين الحزب، من حيث دمج الأحزاب ذات المرجعيات والأيديولوجيات الموحدة فى كيان واحد، لافتًا إلى أن الأيام التى سبقت المنتدى شهدت أكثر من اجتماع للمكتب السياسى برئاسة «السويدى» لجس نبض الهيئات البرلمانية للأحزاب وليس المستقلين الموافقين على تدشين الحزب، بل المطالبين بالإسراع به. على الجانب الآخر، أكد عدد من النواب أعضاء الائتلاف أن تنظيم المنتدى يعكس رسالة سلبية حول أعضاء البرلمان فى ظل ارتفاع تكاليفه، بينما تعانى مصر من أزمة اقتصادية، فضلًا عن أن الهدف منه، هو مناقشة الأجندة التشريعية للائتلاف فى حضور الوزراء، يأتى مع قرب انتهاء الدورة البرلمانية، مما يؤكد أنه لا فائدة من تلك المناقشة فى هذا التوقيت، وأن المؤتمر كان للترفيه وليس العمل البرلمانى. وعن تكلفة المؤتمر، أكد مصدر برلمانى، أنها تجاوزت حاجز ال 5 ملايين جنيه، حيث تجاوز عدد المدعوين الألف شخص، بينهم رؤساء أحزاب وهيئات برلمانية مختلفة إلى جانب عدد من الخبراء، وتضمنت التكلفة الإقامة الكاملة والانتقالات طيران وسيارات، بجانب حجز ألف حجرة بعدد من الفنادق فى منطقة سهل حشيش بالغردقة، إلى جانب جناح خاص لرئيس مجلس النواب والوكيلين وعدد من قيادات الائتلاف على مدار 3 أيام. وأضاف المصدر أن رئيس الائتلاف كان شديد اللهجة مع النواب بسبب ضعف الحضور فى ورشات العمل، فضلًا عن تشديده على عدم دخول أى من مرافقى النواب أو الصحفيين. وكشف عن اشتعال الخلافات بين أعضاء الائتلاف المستقلين وأعضائه من حزب مستقبل وطن، بعد استغلال الحزب لتواجد النواب لإطلاق مؤتمر للحزب لتكريم الأمهات المثاليات بحضور محافظ البحر الأحمر فى أحد الفنادق البعيدة عن منطقة سهل حشيش المحتضنة للفعاليات، مما أثار غضب قيادات الائتلاف خاصة مع حضور أكثر من 70 نائبًا من خارج الحزب للمؤتمر. خلافات أخرى شهدها المنتدى، بين أعضاء الائتلاف والمنظمين بسبب الحضور الضعيف من النواب لورش العمل التى حضرها عدد قليل من الوزراء، ومنهم وزيرا السياحة والزراعة، بينما اعتذر وزير التنمية المحلية، والغريب أنه تم تأجيل مؤتمر لإعلان الغردقة مدينة للسياحة العربية لعام 2017 بسبب تنظيم المنتدى فى نفس التوقيت. فيما أبدى بعض النواب دهشتهم، من حضور بعض الوزراء للمنتدى، رغم عدم التزامهم بالحضور داخل اللجان بمجلس النواب لسؤالهم عن الأزمات التى تواجه المواطنين، مما يضع علامات استفهام حول علاقة الائتلاف بالحكومة. كما حاولت «الصباح» متابعة أعمال المؤتمر، إلا أنها فوجئت بمنع الصحفيين من التغطية، حيث تواصلت مع النائب أحمد زيدان عضو المكتب الإعلامى للائتلاف، هاتفيًا من أمام قاعة المؤتمر بمنطقة سهل حشيش، والذى أكد على منع الصحفيين من الدخول، وطالبنا بالتنسيق من الإدارى محمود فراج باعتباره المسئول عن دخول الإعلاميين، وعندما تحدثنا مع «فراج» كان تعليقه: «هو كده ومش عايزين نعمل مشاكل ملهاش لازمة».