عدم وجود مبانى لتدريب الاطفال على الحرفية ومشرفين متعاقدين ب 350 جنيه وضع الاطفال مع الكبار فى عنابر واحدة ينذر بكوارث واعضاء اللجنة يصرخون فى جه المشرفين
الوجبات ليست سيئة والملابس قذرة والعقاب غسيل الحمامات والحبس الانفرادى
لاتوجد رحلات للاطفال خارج الدار للترفيه والمصروف منقطع عنهم منذ 4 شهور
علاء عابد : تشريعات لتغليظ العقوبة على دار الرعاية سحر عثمان : يجب تعديل الائحة التنفيذية ل"الأحداث "وتثبيت العاملين بها مارجريت عازر : مايحدث داخل احداث الزقازيق كارثة زينب سالم : قنابل موقوته والحل فى عقاب القائمين على رعاية الاطفال
وصمة عار فى جبيننا , هؤلاء من لايجدون لهم مأوى الا الشارع ليحتموا به ويصبحون مدانين فى زمننا هذا ويتحولوا فى مطلع عمرهم الى " اطفال الاحداث " فهم من سُجنوا لانهم ارتكبَوا جرائم يعاقب عليها القانون ولم يتجاوزوا الثامنة َعشر من أعمارِهم بعد اجبار ظروف الحياة على ارتكابها , ليجدوا انفسهم فى احدى دور رعاية لتنفيذ عقوبتهم , ما من حكومة تم تشكيلها على مدار الاربع العقود الماضية لا تحاسب من فشلها على ادارة اخطر ملفات مصر , لايجدون سوء الفشل فى ادارة ازمة او توجيه دفه لحل هذه الازمة ولا نعلم اذا كانت هذه " الاحداث " تعتبر مكانا مناسبا للعقاب أم لاعادة تأهيلهم .
ورافقت الصباح وفد لجنة حقوق الانسان بالبرلمان برئاسة النائب علاء عابد واعضاء اللجنة ونواب محافظة الشرقية فى زيارة ميدانية للمحافظة وقمنا بزيارة المحافظ اللواء خالد سعيد واستقبلنا فى ديوان الوزارة والقى كلمه ترحيب بالوفد ثم تبعته حلقة نقاشية بين النواب والصحفيين والمحافظ ثم قمنا بزيارة الى مدرسة الامل لذوى الاعقاقة " الصم " ومن بعدها دور الرعاية " الاحداث " ثم احدى دار الرعاية بالايتام التى تتبناها جمعية الاقباط بالزقازيق ثم دار الهرارية للرعاية الايتام , وقام وفد اللجنة بكتابة تقريهم وتدوين ملاحظاتهم عن ما رأوه وسمعوه من شهادات الاطفال والمقيمين فى دار الايتام على مستوي الزيارة تمهيدا لحل الازمات .
الصباح تجولت فى احدى دور الرعاية " الاحداث " فى محافظة الشرقية بمدينة الزقازيق بصحة اعضاء لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب برئاسة النائب علاء عابد واعضاء اللجنة وقمنا بمعاينة كل شىء لنوضح للجميع ماذا يفعلون هؤلاء الاطفال ؟ ؟ وماذا يصنعون وماذا يقدم لهم من رعاية وتأهيل ؟ واذا كانت الاجابة غير مطمئنة تمام فنحن فى هذا التحقيق نوضح ما حدث .
البداية كانت فى المكان المخصص للطعام فى احدى القاعات ليست بالكبيرة يجتمع فيها 24 طفل محكوم عليهم بعقوبات متنوعة حسب جرائمهم ونوع الاكل المقدم اليهم وكان ( سيرفيس يحتوى على ربع فرخة – قليل من الارز – قليل من الخضار- موزة ) وبسؤال الاطفال عن رضاهم عن ما يقدم لهم من طعام وعدد وجباتهم اليومية وانواعها اكدوا انهم راضيين عن ما يأكلونه فالدور الراعية " الاحداث " تهتم باكلهم وتهمل معاملتهم فلك ان تعلم ان الاطفال لا يوجد بينهم حواجز والاختلاط بينهم فى اغلب الاوقات ينبىء بكوارث كما اكد رئيس لجنة حقوق الانسان واعضائها عندما علمنا ان الاطفال بجميع الفئات العمرية ينامون جنبا بجنب رغم ان هذه كارثة ويجب ان يكون هناك فصل بين الفئات العمرية المحتلفة .
محمد طفل يبلغ من العمر 10 عام محكوم عليه بعقوبة 7 سنوات للسرقة ' لانريد ان نخوض فى تفاصيل جريمته التى هى بالطبع سبب وجوده ولكن ما نرصده هنا اوضاعهم داخل دور الرعاية , قال محمد للصباح :" انا مبسوط هنا احسن من برة مش عايز اخرج عايز افضل هنا هخرج لمين ابويا وامى ماتوا وانا كنت فى الشارع لحد ما جيت هنا ".
وبسؤال محمد عن معاملة المشرفين اكد " عادى ساعات بيهتموا وساعات مش بيهتموا بينا وبيعقوبنا لما بنتخانق مع بعض بمسح الحمامات او الحبس الانفرادى وبقالى اربع شهور مخدتش مصروفى ويقولولنا مافيش فلوس ولسا مجتش ومش بنتفسح وكانت اخر فسحه لينا لما روحنا مدينة بلطيم من 8 شهور ".
كانت مفاجأة لى عند سماعى العقوبة والمعاملة وبعد تسجيلها ابلغت رئيس لجنة حقوق الانسان النائب علاء عابد بما دونته وكذلك النائبات مارجريت عازر وزينب سالم وسحر عثمان واعترض النواب على ان الاطفال يسكنون فى امامكن واحدة ويجب الفصل بين الفئات العمرية المختلفة وشددوا على ذلك للمسؤل عن رعاية الاطفال وكتبوا تقريرهم الخاص باللجنة لعرضة على اعضاء اللجنة ومناقشته وحله .
واكد النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان ان هناك عقوبات رادعة ومغلظة فى التشريعات القادمة للمجلس ستحمى الطفل مشيرا الى إن ماتشهده دور الأيتام والرعاية والاحداث يعد مهزلة حقيقية، ومؤشرا قويا على ضعف الرقابة، الذي طالما عانت منه العديد من المؤسسات خلال السنوات الماضية، مؤكدا على أن مايتم داخلها هو في النهاية حصيلة لتغيير الدور الذي تقوم به، فبدلا من حماية الأطفال اما مانراه هو العكس ونحن فى لجنة حقوقالانسان نقوم بمشروع قانون لحماية الطفال بلا مأوى حتى لا يصبحوا مجرمين كما رأينا فى دور الاحداث بالزقازيق .
واشار عابد إنه لا يجب النظر إلى أطفال الشوارع على أنهم قنبلة موقوتة فهم نواة المستقبل ويجب توفير الرعاية لهم وتأهيلهم للمشاركة فى بناء المجتمع وسيتم بقانون رعاية الاطفال الذى من شأنه أن يتضمن آليات لدعم هؤلاء الأطفال معنويا وإيوائهم فى مكان ملائم وتعليمهم وتأهيلهم لسوق العمل وذلك بالتنسيق مع الجمعيات الاهليه العامله فى هذا الصدد، حتى يمكن الاستفادة من هذه الطاقة الشبابية المهدرة فى بناء المجتمع .
وعن ازمات دور الرعاية اكد رئيس لجنة حقوق الانسان أن أزمات دور الأيتام والرعاية وكذلك الاحداث ليست وليدة اللحظة، فمنذ زمن طويل ونحن نسمع عن انتهاك حقوق الأطفال ومعاملتهم معاملة سيئة للغاية بجانب اهماللهم ذهنيا ومعنويا ويجب ان يتم تغليظ العقوبات على من يقوم بذلك فكل ما سبق ادى الى ضعف الدور الذي تقوم به، كما أن العاملين بالدور غير مؤهلين لعناية الأطفال.
النائبة سحر عثمان احد اعضاء الوفد الى قام بزيارة دور الاحداث اكدت للصباح اثناء الزيارة ان دار الرعاية " الاحداث" تنقصها مقاومات كثيرة من اجل ان تنجح فى مهمتها وهى رعايو الطفال الذين يقضون عقوبة حبسهم مشيرة الى ان اخطر الاشياء التى يجب عليها هى تغيير اللائحة التنفيذية والعمل على تعديلها لكى نضمن ادارة حكومية جيدة لهذه المؤسسات وتفعيل دور الثواب والعقاب على المشرفين مشيرة الى ان دار الرعاية تفتقد الى مبانى المشروعات ومبانى التدريب فى المجالات التى يجب ان يتعلمها هؤلاء الاطفال وتشمل كل الاعمال الحرفية .
واكدت سحر ان ازمة تثبيت العمالة والتعاقد معهم باقل الاجور هو سبب اخر فى الاهمال بهؤلاء الاطفال فى " الاحداث مطالبة باقامة مشروعات تدار بموجب لائحة تنفيذية تدير دخل على كل مؤسسة رعاية فى مصر مشيرة الى ان التأهيل الاجتماعى والنفسى لهؤلاء الاطفال اولى من اى شىء اخر ليكونوا عنصر ايجابى فى المجتمع .
اما النائبة زينب سالم فقد هاجمت القائمين على دار الرعاية " الاحداث " متهمة الجميع بالتقصير وتعليق فشلهم على شماعة تأخر صرف الموازنة لدار الرعاية وهى موازنة سنوية يتم صرفها لكل دار رعاية فى مصر . وقالت النائب زينب سالم وجدت 22 طفل فى اسؤء حالتهم مؤكده ان ما شاهدته " قنابل موقوته" يجب ترويضها ووضعها فى الاماكن الصحيحة وتوفير لهم كافة الرعاية الازمة مشيرة الى ان دور البرلمان والمجتمع فى الفترة الماضية يجب ان يكون فعال بتكثيف الزيارات الميدانية لهؤلاء ومراقبة اعمال المشرفين .
واكدت سالم انه يجب محاسبة ومراقبة القائمين على دار الرعاية خاصة ان دار الرعاية " الاحداث الزقازيق " تتحصل على 400 الف جنيه سنويا وبها عدد قليل من الاطفال فاين تذهب هذه الاموال ولماذا لا يوجد اهتمام او مراقبة على اعمالهم مشيرة الى ان الفصل بين الفئات العمرية يجب ان يحدث خاصة انها وجدت اطفال وشباب فى عرف واحدة وهذا ينبىء بكارثة مشيرة الى ان الازمة ليست وليدة اللحظة بل انها تراكم لعدم مراقبة ما يديرون هذه الملفات فى مصر ادى بنا الى ام نراه الان داخل " الاحداث " .
فيما انفعلت النائبة مارجريت عاز عضو لجنة حقوق الانسان اثناء الزيارة على المشرفين على الاطفال مؤكده لهم انهم لم يفلتوا من العقاب والمحاسبه على اهمالهم مؤكدة فى تصريحات للصباح ان مانراه هى كارثة بكل المقاييس فكيف لايوجد فصل بين الاطفال والشباب ونسمح لهم بالاختلاط بجانب لايوجد لوائح وقوانين تنظم سلوك الاطفال والعمل على تقيمهم .
واشارت عازر ان لجنة حقوق الانسان ستكون لها دور ايجابى وفعال فى انهاء هذا الاهمال فى كل دور احداث فى مصر وليست الزقازيق فقط لاننا نعمل على تأهيل هؤلاء ليكونوا وقود وقدوه وان نصلح من افكارهم وسلوكهم وليس كما نرى بعدم الاهتمام باطفال دور الرعاية .