حالة من عدم التنوع غلبت على أفلام موسم منتصف العام السينمائى الحالى التى غلب عليها الطابع الكوميدى إلا ما ندر، ورغم تعدد الأفلام هذا الموسم إلا أنه لم يستطع حتى الآن التفوق على نظيره من العام الماضى حتى مع عودة عدد من الفنانين إلى السينما بعد غياب سنوات مثل مصطفى قمر بفيلم «فين قلبى»، وأحمد آدم بفيلم «القرموطى فى أرض النار» وأحمد عيد بفيلم «يابانى أصلى»، بالإضافة أيضًا لتواجد عمرو واكد وأحمد الفيشاوى ب«القرد بيتكلم»، ومحمد رمضان ب«آخر ديك فى مصر» الذى لم يحقق النجاح الكبير كما توقع البعض له باعتباره أحد نجوم الشباك فى الفترة الأخيرة، لكنه جاء مخيبًا لآمال الجمهور وشباك التذاكر ولم تساهم شعبيته فى سحب البساط من الآخرين، ليتأكد الجميع أن الممثل الشاب دائم الاعتماد على «جمهور العيدية» الذى تسبب فى أن يحتل القمة من قبل عدة مرات.. هذا بجانب فيلم «مولانا» بطولة عمرو سعد الذى تم طرحه فى بداية الشهر الماضى، ويشهد زيادات قليلة فى إيراداته منذ طرح الأفلام الأخرى المنافسة له. وحول أعمال الموسم تحدث الناقد السينمائى طارق الشناوى ل«الصباح» محللًا تلك الأعمال وأسباب انهيار البعض مثل محمد رمضان وتفوق نجوم آخرين عليه رغم ابتعادهم مثل أحمد عيد وآدم، وقال الشناوى: «البداية مع محمد رمضان وفيلمه الجديد «آخر ديك فى مصر» الذى جاء مخيبًا للآمال سواء من قبل النقاد أو حتى الجمهور» مؤكدًا: الفيلم نفسه يعانى من أزمة شديدة وهى أنه من المفترض أن صناعه صنفوه على أنه عمل كوميدى إلا أنه جاء خالٍ تمامًا من أى جرعة كوميدية، مشيرًا إلى أن الأزمة فى الفيلم وليست فى محمد رمضان نفسه، مؤكدًا أن صناع العمل وضعوا أنفسهم داخل نفق مظلم ولم يكملوا «الضحكة» به، فمن بين الأخطاء السينمائية التى وقع فيها صناع الفيلم أنهم أرادوا السخرية من المرأة وتحديدًا فى تسلطها على الرجل وهى تيمة معروفة طوال التاريخ السينمائى وقدمت بأشكال متعددة، أما فى الفيلم فقد خشى المؤلف والمخرج وكامل فريق العمل من فكرة السخرية من المرأة خوفًا على أنفسهم من الانتقاد حتى لا يتهمهم البعض بأنهم ضد المرأة، لذلك دخلوا إلى النفق دون أن يملكوا القدرة على الخروج منه، ومنذ البداية هناك رهان خاطئ على الفكرة ولم يخلص لها الكاتب والمخرج، وهناك بالتأكيد مسئولية على محمد رمضان لأنه نجم شباك ولديه قدرة على الاختيار، كما أتيحت له الفرصة منذ البداية لوقف المشروع طالما أنه لا يرتقى إلى المستوى المطلوب، وهذا لا يعنى بالتأكيد أنه فقد نجوميته وأظنه مدركًا بأن «آخر ديك فى مصر» لم يكن على المستوى منذ البداية. مشيرًا إلى عدم وجود أزمة فى توقيت العرض أو تأثير الأوضاع الاقتصادية على الفيلم كما تردد بدليل وجود أفلام تحقق إيرادات وينجذب لها الجمهور مثل «القرد بيتكلم»، لكن الأزمة الحقيقية فى العمل الذى جاء طاردًا للجمهور رغم وجود نجم جاذب للجمهور. وعن فيلم «القرد بيتكلم» الذى تفوق على فيلم محمد رمضان بفارق مليون ونصف المليون جنيه منذ طرحهما سويًا بدور العرض، أكد طارق الشناوى أن الفيلم عصرى جدًا ومخرجه بيتر ميمى يمتلك رؤية عصرية وإيقاعه مميز، بل أن العمل يسير على نفس موجة الشباب ومصنوع لجمهور السينما وهذا سر نجاحه، فهو مناسب لجميع الفئات والمراحل العمرية لكنه يستقطب أكثر فئة الشباب. أما عن النجوم العائدين بعد غياب عدة سنوات وهم أحمد آدم ومصطفى قمر وأحمد عيد أوضح الشناوى أن الأمر يعد بمثابة محاولة أخيرة لهم بتقديمهم تلك الأعمال، قائلًا : أفضلهم فنيًا هو أحمد عيد وإن كان يفتقد وهج النجومية، مشيرًا إلى أن العمل يحمل رسالة واضحة وجيدة حول تدهور حال التعليم والصحة فى مصر وعليه أن يسافر بأولاده إلى «اليابان» وهو يتشابه فى هذا الإطار مع أحمد حلمى فى فيلم «عسل أسود»، لكن التجربة ليست مكتملة وكان يمكن تقديم الفكرة بصورة أفضل وأكثر جاذبية رغم وجود تنويعات على ما شاهدناه من قبل فى التراث السينمائى، وأضاف الشناوى أن أحمد عيد يؤدى دوره بلا حماس كأنه يؤدى الواجب الذى عليه رغم الجدية فى اختيار الفكرة. أما «القرموطى فى أرض النار» فلم يأت أحمد آدم بأى جديد فيه لكنها الشخصية الأنجح فى حياة آدم، واعتبرها فى هذا العمل إخراجيًا امتدادًا لفكرة برنامج «بنى آدم شو» وهى المسيطرة على العمل والهدف منها السخرية من الأوضاع القائمة ومنها فضح الإرهاب، وهنا أفتقر العمل إلى المعايير السينمائية وأصبحت الشخصية مكررة وأرى أن عودته لها أحد أنواع الإفلاس الفنى. وعن رأيه فى فيلم «فين قلبى» أكد الشناوى أن مصطفى قمر لم يطور من نفسه وتوقف عند مرحلة عمرية معينة والتى تتمثل فى شخصية فتى أحلام البنات فلم يستطع إظهار قدراته التمثيلية فى منطقة أخرى يستحق عليها الإشادة، مشيرًا إلى أن الفيلم لا يحمل عامل نجاح ظاهر على الرغم من كون مصطفى قمر أحد أهم نجوم الغناء الذين اتجهوا إلى التمثيل، وكان لديه القدرة على التواصل مع الجمهور لكن الأمر يتراجع بشكل واضح مما جعله يلجأ لحيلة الاستعانة ببعض النجوم كضيوف شرف فى العمل من أجل جذب جمهور متنوع مختلف إلا أن حيلته لم تحقق له ولفيلمه أى نجاح يذكر.