اتباع الطرق الصوفية لا يرجون للشيعة..والسلفيون تربطهم علاقة قوية بأمريكا واسرائيل جهاز فى الدولة يدعم وزير الأوقاف السلفى والجماعات السلفية هى الوقود المغذى لداعش فى حوار امتلأ بالصراحة حول العديد من النقاط المثيرة للجدل حول الطرق الصوفية وعلاقتها بالتشيع وعلاقتها بالدولة والصراع القوى بين المتصوفة والسلفيين التقت «الصباح» مع شيخ الطريقة العزمية محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم ورئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، وتطرق الحوار إلى دور الاتحاد العالمى للطرق الصوفية فى التنسيق فيما بينها، وكيف يرى المستقبل مع وصول ترامب لرئاسة الولاياتالمتحدة، وحتى المعركة الانتخابية للمجالس المصرية المقبلة.. وكانت البداية بالسؤال: * هناك اتهامات توجه للطرق الصوفية المختلفة بأنها مدخل للتشيع فما هو ردك؟ - لا يوجد واحد من المنتمين للطرق الصوفية يروج للشيعة، فالصوفية وإن اشتركت مع الشيعة فى حب آل البيت إلا أننا نختلف عنهم فنحن سُنة قبل كل شىء، حتى فى التعبير عن الحب لآل البيت النبوى فنحن نختلف تمامًا فى ذلك، والشيعة فى مصر موجودون منذ زمن بعيد ولكن فى الوقت الحالى أعدادهم قليلة جدًا، ويقدمون أنفسهم للمجتمع بوضوح مثل أحمد راسم النفيس وطاهر الهاشمى، وهم يروجون لأنفسهم. * هل استعان بك إبراهيم عيسى فى كتابة «مولانا»؟ - رغم أنه لم يجمع بينى وبين إبراهيم عيسى أى لقاء أو حوار إلا أن «مولانا» تحدثت عن الشيعة والسُنة بطريقة جيدة، وهناك جزء فى الفيلم قصدونى به، وبنيت أحداثه على ما حدث لى بالضبط، ففى هذا الجزء الشيخ الصوفى اتهموه بالتشيع وهو لا شيعى ولا يمت للتشيع بصلة، ولكن تم تلفيق تلك التهمة له عندما دخل عالم السياسة، وهو ما حدث لى بالفعل أيام انتخابات مجلس النواب عندما ادعوا على أننى شيعى، ومنهم وليد إسماعيل وأصدقاؤه من السلفية ومن هم مثله. * ما حقيقة منع الطرق الصوفية أموال النذور؟ - لا تستطيع الطرق الصوفية منع أموال النذور، فهذه الأموال تكون من المريدين والاتباع فيدفعون تلك الأموال بصندوق الضريح والذى تشرف عليه الأوقاف، ولا يستطيع أحد منعها، فالحديث عن صناديق خاصة للطرق الصوفية لجمع تلك الأموال هو شىء مستحيل، فمن الذى سيشرف عليها، وآلية جمعها بعيدًا عن الأوقاف خطر. * الخلاف الصوفى السلفى والاستقواء بالخارج، ماذا وراؤه؟ - يوجد مدارس تكون النتيجة بها لم ينجح أحد، لأنها لا تقتدى بأى قدوة صالحة، وهو ما تريده السلفية، فهى غايتها ألا ينجح أحد من المدرسة المحمدية، بأن لا يقتدى أحد بأى قدوة. والسلفيون علاقتهم بالولاياتالمتحدة وإسرائيل أكبر من علاقتهم بأى دولة أخرى، ومثال ذلك ما فعله ياسر برهامى، عندما سقط الإخوان المسلمين فى مصر، فتسارع السلفيون لتقديم فروض الولاء والطاعة لواشنطن على أمل أن تساعدهم ليحلوا محل الإخوان فى السلطة فى مصر؛ مثل هؤلاء يسيئون للإسلام بممارساتهم. ما سبق على نقيض ما فعله الصوفيون، فالسلفيون غايتهم السلطة وليس أى شىء آخر، فهم يكفرون الجميع، وهناك فى الدولة من يساندهم، فى الأوقاف وخارجها، فمن يدعم وزير الأوقاف السلفى هو جهاز نعتقد بوجوده لمساندة السلفيين واتجاهه سلفى، لأنه لم يعرف الدين الإسلامى إلا عن طريق السلفية التى هى مرجعية هذا الجهاز. كما أن العديد من الجماعات السلفية هى الوقود المغذى لداعش بالشباب الذى يذهب هناك للحرب بصفوفها. * ما رأيك فى ترامب وكيف ترى مستقبل المنطقة معه؟ - أستبشر بترامب خيرًا، لأنه ضد الإرهاب، ونحن مع من يحارب الإرهاب، ولكننا هنا نكتفى بالاستبشار به فقط، ولا توجد أى تحركات صوفية للتواصل معه أو أى إجراءات من شأنها التقارب مع إدارته، بخلاف ما فعله السلفيون مع أوباما، فنحن لسنا رجال أحد سوى الدولة. ولقاء دونالد ترامب مع الرئيس السيسى كان مبشرًا بالخير على عكس ما جرى فى اللقاء مع هيلارى كلينتون والتى تحدثت عن أشياء لم يتقبلها أحد من المصريين، فجميعنا كنا ضدها لأنها كانت ستحمى الإرهاب وتدعم جماعة الإخوان المسلمين من جديد. * هل هناك تنسيق بين الطرق الصوفية فى البلدان العربية ؟ - نعم، هناك تنسيق عن طريق الاتحاد العالمى للطرق الصوفية للتفاهم حول عدد من الأمور التى لا تهم الطرق الصوفية فقط بل والتى تهم الدول العربية كافة، ونحن الآن بصدد الإعداد لمؤتمر بمصر لجمع شيوخ كل الطرق الصوفية بالبلدان العربية، وفى هذا الاجتماع سيتم توجيه الطرق الصوفية بليبيا لدعم حفتر ضد داعش والجماعات المسلحة هناك، وبالنسبة للعراق سيتم التفاهم معهم لدعم الجيش العراقى، وكل ذلك يتم من خلال التواصل مع السفارات العربية وفى إطار دعم دولهم فى حربها ضد داعش والإرهاب. * هل هناك جماعات صوفية تقوم بتأمين الأضرحة فى المناسبات الدينية؟ - الاحتفالات الصوفية تجرى بشكل منتظم، وتشرف الدولة على تنظيمها وتأمينها وتأمين الأضرحة، أما نحن فلا نمتلك أسلحة أو شبابًا للقيام بتلك المهام، والأمر كله موكول للدولة وأجهزتها. * كيف يرى الصوفيون معركة المحليات القادمة؟ - المحليات القادمة محسومة من الآن لقوائم «حب مصر» والتى لا تفعل أى شىء لمصر، ونحن فى الطرق الصوفية اخترنا عددًا من المرشحين الشرفاء لدعمهم فى تلك الانتخابات، ولكننا لا نعتقد أنهم سينجحون، فهذه الانتخابات كغيرها ستذهب إلى من يدفع أكثر، ومن يمتلك المال السياسى. * ما هى حقيقة الانشقاقات الداخلية بالطرق الصوفية؟ - لا توجد انشقاقات داخلية بالطرق الصوفية كما يتصور البعض، ولكن كل ما هنالك أن هناك من يعمل بكل جد، وهناك من هم لا يقومون بواجبهم نحو الصوفية والتصوف، ونحن من موقعنا لن نقوم بإجبارهم على العمل فقد حاولنا وفشلنا سابقًا، فأحبطت كل مساعينا فقمنا بالعمل بمفردنا.