«مستقبل وطن» قد يكون هو بوابة الأحلام لعدد كبير من أعضاء «الإخوان المسلمين» للعودة للحياة السياسية وللزخم الانتخابى، وبالتحديد فى الانتخابات المحلية المقبلة، وخاصة مع قرب إعلان دمج حزب «مستقبل مصر» داخل الكيان الأكبر «مستقبل وطن»، والذى يراه عدد كبير من المراقبين والسياسيين بمثابة «حزب الدولة» أو المكون الرئيسى لتيار الموالاة فى الحياة السياسية المصرية وأقصد «ائتلاف دعم مصر». حزب «مستقبل مصر» ليس حزبًا بالمعنى الكامل، ولكنه حسب ما يقول وكيل مؤسسيه «عمرو عمارة» هو حزب تحت التأسيس يضم العديد من شباب «الإخوان المسلمين» و«الجماعة الإسلامية». حتى حزب مستقبل وطن والذى يستعد عمرو عمارة ليكون بمثابة مطية حقيقية لصعوده إلى المشهد السياسى، لم يسلم سابقًا من عمارة ومن تصريحاته النارية، وامتد الأمر وقتها إلى أن استقال 190 عضوًا من قواعد مستقبل وطن فى سوهاج، معلنين انضمامهم إلى عمارة وحزبه، ومؤكدين تمردهم على أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن. ويبدو أن رشاد قرر أن يستوعب عمرو عمارة وهجومه الدائم عليه ومحاولاته لتخريب «مستقبل وطن»، وبناء حزب جديد على أنقاضه، فأصبح عمرو عمارة اليوم واحدًا من مكونات الصورة الخاصة بالمهندس أشرف رشاد، يحضر معه أغلب المؤتمرات والفعاليات الخاصة بحزب «مستقبل وطن»، وآخرها مؤتمر الحزب للإعلان عن تشكيل اللجان النوعية منذ أيام. مصادر داخل «مستقبل وطن» كشفت ل«الصباح» أن عمرو عمارة نجح بالفعل فى جذب انتباه أشرف رشاد، وخاصة بعد أن كثرت الانشقاقات داخل حزبه، وكان المتصيد لهذه الانشقاقات أو المتربح دائمًا من وراءها هو عمرو عمارة وكيانه «مستقبل مصر» الغائب عن الواقع الحاضر فى المشهد العام. المصادر أكدت أن أشرف رشاد لم يجد فرصة لديه لاستعادة قواعده الحزبية ولم شتات مستقبل وطن فى المحافظات إلا أن يدعو عمرو عمارة لعقد عدة جلسات معه منذ شهر ونصف الشهر فى مقر «مستقبل وطن» بمصر الجديدة، وحرص عمارة على تصوير هذه الجلسات، على أنها مفاوضات للدمج بين المستقبلين «وطن ومصر»، وأن مستقبل مصر سيرشح 4 منه لعضوية الأمانة المركزية لمستقبل وطن، مع تمثيله فى أمانات المحافظات. أحمد صبرى، أمين عام حزب مستقبل وطن، أوضح ل«الصباح» أنه لم يتم حتى الآن الاستقرار بشكل نهائى على الاندماج، والأمر لا يزال فى مرحلة الدراسة، والاندماج لن يتم بسهولة نظرًا لأن «مستقبل مصر» تضم قواعده العديد من جماعة الإخوان المسلمين. صبرى أكد أن «مستقبل وطن» منذ تأسيسه يؤمن بالتعددية والتنوع وقبوله لكل الأطياف، كما حدث مع أعضاء الحزب الوطنى المنحل والذين لم يدانوا فى قضايا فساد، سيحدث مع غيرهم ممن لم يتورطوا فى عنف أو تتلطخ أيديهم بالدماء، متابعًا أن الاندماج لا يتعلق بانتخابات المجلس المحلية، والتى لم يُنته من قانونها حتى اليوم، وغير معروف ملامحها الأساسية.